إعلانات
رويترز : نظام الأسد يتوقع " انفراجة " مع الغرب بسبب خطر الإسلاميين لكن ليس عاجلاً
الخميس - 21 آب - 2014 - 21:54 بتوقيت دمشق
التفاصيل


يراهن النظام السوري على أن مسعى تنظيم الدولة الإسلامية لإعادة تشكيل الشرق الأوسط سيدفع في نهاية المطاف الغرب المعادي إلى التعامل مع بشار الأسد باعتباره الخيار الوحيد للتصدي لهذا الخطر.

وفي حين تصعد قوات الأسد قتالها مع مسلحي الدولة الإسلامية في حرب سوريا الأهلية تنفذ الولايات المتحدة غارات جوية على الجماعة ذاتها في العراق المجاور.

وتقول مصادر على دراية بتفكير الحكومة السورية إن هذه العوامل بالإضافة لعقوبات الامم المتحدة على المقاتلين السنة في سوريا والعراق عززت اعتقاد الأسد بأن الولايات المتحدة وأوروبا ستتفقان مع رؤيته للصراع.

ويستبعد مسؤولون في حكومات غربية دعمت الانتفاضة ضد الأسد فكرة التقارب ويقولون إن سوريا ليست العراق.

لكن تنامي المخاوف الغربية من الدولة الإسلامية يثير الجدل بشأن السياسة تجاه سوريا. وبعد مرور أكثر من ثلاث سنوات على الحرب الأهلية تراجع دور المعارضة السورية المعتدلة -التي كان الغرب يأمل أن تكون لها اليد العليا- مع صعود إسلاميين متشددين.

وترى حكومة دمشق التي تشجعت بسبب زيارات من وكالات مخابرات أوروبية أعلن عنها مسؤولون سوريون في وقت سابق هذا العام أن الحرب على الدولة الإسلامية ستفتح فرصا جديدة للتواصل.

ولا توجد مؤشرات على أي تغيير في واشنطن التي تقوم سياستها تجاه سوريا على ضرورة رحيل الأسد وكادت تقصف سوريا العام الماضي بعد أن اتهمت الأسد باستخدام أسلحة كيماوية.

وقال بن رودس نائب مستشار الأمن القومي للرئيس الأمريكي باراك أوباما خلال مقابلة اعلامية “إنه (الأسد) جزء من المشكلة”.

وتقول المصادر إن الأسد لا يتوقع أن يغير الغرب سياسته قريبا لكن بعد سيطرته على أراض ينظر لها باعتبارها ضرورية لبقائه فإن أمامه متسعا من الوقت طالما يتحلى ببعد النظر في الصراع في سوريا.

وقال سالم زهران وهو صحفي لبناني مقرب من الحكومة السورية “يدرك النظام أن الانفتاح الغربي سيكون في السر وعبر قنوات أمنية وليس دبلوماسية. الانفتاح الدبلوماسي والسياسي يحتاج لوقت أطول… لكن النظام يعتقد أن العالم كله سوف يأتي للتنسيق معه تحت شعار (مكافحة الإرهاب).”

وتقدم دمشق نفسها كشريك في حرب ضد عدو مشترك أعلن خلافة إسلامية في الأراضي التي يسيطر عليها عبر الحدود بين سوريا والعراق. ويتحرك مقاتلو الدولة الإسلامية بحرية بين البلدين.

وتكبدت قوات الأسد خسائر فادحة بيد تنظيم الدولة الإسلامية في اشتباكات حديثة ونفذت القوات الجوية السورية أعنف غاراتها حتى الآن على معقل التنظيم في مدينة الرقة الشرقية مطلع الأسبوع.

ويسيطر التنظيم على نحو ثلث أراضي سوريا وهو الأقوى بفارق كبير بين الجماعات التي تقاتل الأسد في حرب قتل خلالها نحو 170 ألف شخص ودمرت معظم سوريا وقصرت سيطرة الاسد على المناطق الغربية وبينها دمشق.

ووصف الأسد معارضيه بأنهم متطرفون منذ بداية الانتفاضة في 2011 حين قمعت قواته بعنف متظاهرين سلميين استلهموا الربيع العربي. ويقول منتقدون إن هذا القمع أدى لتطرف خصومه.

وتهيمن الجماعات الإسلامية الآن على المعارضة المفككة. وثاني أقوى هذه الجماعات هي جبهة النصرة الذراع الرسمية لتنظيم القاعدة في سوريا والتي أدى تنافسها مع تنظيم الدولة الإسلامية إلى اقتتال داخلي بين مقاتلي المعارضة أنفسهم.

وأصدر مجلس الأمن الدولي قرارا بالإجماع يوم 15 أغسطس آب الجاري يدرج فيه جبهة النصرة وتنظيم الدولة الإسلامية على القائمة السوداء. لكنه على النقيض لم يستطع ان يتفق على اتخاذ أي إجراء صارم ضد الأسد خلال السنوات الثلاثة الماضية فيما يرجع أساسا إلى الدعم الروسي لدمشق.

وبث التلفزيون السوري جلسة الأمم المتحدة الأسبوع الماضي. وقال فيصل المقداد نائب وزير الخارجية السوري إن قرار مجلس الأمن “يمثل إرادة المجتمع الدولي في محاربة الإرهاب.”

وقال إن سوريا لن تتردد في التعاون مع اي دولة في محاربة الارهاب الا من يدعون محاربته وهم يمولونه ويدعمونه ويرعونه.

وتبدو السعودية -المعادية بقوة لتحالف الاسد مع ايران الشيعية- قلقة بدرجة متزايدة من قوة الدولة الاسلامية. وبينما يعتقد كثيرون ان التفسير المتزمت للاسلام الذي تتبناه الرياض هو السبب في انتشار التشدد السني فقد أدان مفتي السعودية الدولة الاسلامية والقاعدة هذا الاسبوع باعتبارهما العدو الاول للاسلام.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الامريكية ماري هارف ان الولايات المتحدة -التي يقلقها وصول تمويل الى الدولة الاسلامية من متعاطفين معها- تعمل مع حكومات المنطقة لحملها على مزيد من التضييق على التمويل.

والمقاتلون الاسلاميون الآخرون في سوريا في حالة تراجع. فهم يقاتلون تحت مظلة الجبهة الاسلامية ويواجهون ضغطا نتيجة لتقدم مسلحي الدولة الاسلامية شمالي حلب وهي مدينة سورية رئيسية تطوقها القوات الحكومية ايضا.

وينظر الى الجيش السوري الحر الذي كان في وقت من الأوقات الامل الرئيسي للغرب في معارضة معتدلة للأسد على انه الان فقد أهميته.

وقال جوشوا لانديس وهو خبير في الشؤون السورية بجامعة أوكلاهوما “الاسد دفع المعارضة نحو مأزق. لقد نفذوا كل ما تمناه.. بأن يصبحوا أكثر دموية منه .. وان يصبحوا حفنة من قاطعي الرؤوس والمتطرفين الاسلاميين.”

وأضاف ان الدول الغربية التي صورت الاسد كشيطان ستجد من الصعب اعادة التواصل معه. لكن له أصدقاء سيضغطون من أجل السير في هذا الطريق بمن فيهم رئيس الوزراء العراقي الشيعي المكلف حيدر العبادي.

وقال لانديس “يحتاج الاسد الى تقديم نفسه كشريك للولايات المتحدة وان يساعد في الترويج لمقوله ستطرحها بلا شك ايران ورئيس الوزراء العراقي الجديد: أنه لا يمكنك ان تكون ضد (الدولة الاسلامية) وضد الاسد.”

ويمثل هذا الوضع ورطة للغرب. وحتى العام الماضي فقط سعى أوباما للحصول على موافقة من الكونجرس على توجيه ضربات جوية ضد الاسد بعد ان اتهمه باستخدام أسلحة كيماوية ضد شعبه وهو زعم نفته حكومة دمشق. وتم تجنب هذه الضربات نتيجة لاتفاق توسطت فيه روسيا وافق بموجبه الاسد على تسليم مخزوناته من الاسلحة الكيماوية.

وردا على نداءات لواشنطن بأن تدرس العمل مع الاسد قال رودس ان سياساته هي التي مكنت الدولة الاسلامية من اقامة ملاذ آمن في سوريا. وأضاف انه بدلا من ذلك ركزت الادارة الامريكية على تعزيز قوات الامن العراقية وقوات المعارضة السورية المعتدلة.

لكن وزير الخارجية البريطاني السابق مالكولم ريفكند قال هذا الاسبوع ان المعارضة المعتدلة “في حالة فوضى”. وأضاف قائلا “الإرهابيون (من الدولة الاسلامية) يصبحون على نحو سريع الخصوم الجادين الرئيسيين للحكومة المؤيدة لايران في دمشق.”

وكتب في صحيفة ديلي تلجراف البريطانية داعيا للتعاون مع ايران في مواجهة الدولة الاسلامية في العراق وسوريا وقال “اذا تعين علينا العمل مع ايران لهزيمة الدولة الاسلامية فليكن كذلك.”

ومناطق سيطرة الدولة الاسلامية بعيدة عن مناطق الاهتمام الرئيسي للحكومة السورية وخاصة دمشق وممر اراض استراتيجيا يمتد شمالا الى الساحل معقل الاقلية العلوية التي ينتمي اليها الاسد وتشكل قاعدة سلطته. وهذه المنطقة تخضع الآن في معظمها لسيطرة الاسد.

وقال مسؤول غربي مستندا في تحليله الى صور نشرت على الانترنت ان الدولة الاسلامية استولت على ثلاث قواعد للجيش السوري في الرقة في الاسابيع القليلة الماضية لتزيد ترسانتها بواقع 20 قطعة مدفعية بعيدة المدى و22 دبابة على الاقل.

وقال المسؤول “إنها زيادة هائلة في قدراتهم لكنهم غير مدربين على كيفية استخدامها.” وشنت القوات الجوية السورية عشرات الهجمات الجوية على الرقة في مطلع الاسبوع تزامنا مع الهجمات الامريكية التي ساعدت في طرد مقاتلي الدولة الاسلامية من سد الموصل في العراق.

ويسأل المنتقدون عن السبب في ان دمشق تركت فيما يبدو الدولة الاسلامية لحالها حتى وقت قريب مشيرين الى فرص ضاعت لضرب قوافل الجماعة ومتهمين الاسد بالسماح لها بسحق جماعات المعارضة الاخرى. لكن هذا الامر يتغير.

فقد قتل عدة مئات من الموالين للاسد منذ كثفت الدولة الاسلامية هجماتها على المناطق التي تسيطر عليها الحكومة في يونيو حزيران حسبما أشار المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يراقب الحرب. وقصفت القوات الجوية السورية ايضا مقاتلي الدولة الاسلامية اثناء تقدمهم قرب حلب هذا الاسبوع.

وقال غالب قنديل وهو صحفي لبناني آخر له علاقة وثيقة بالحكومة السورية ان الغرب سيضطر الى التعامل مع الاسد إن عاجلا أو آجلا. ومقابل التعاون الامني سيطالب الاسد برد اعتبار سياسي كامل.

وقال “الدولة (السورية) هي الوحيدة التي تملك كمية من المعلومات حول الارهابيين.”

عكس السير


التعليقات :
ابو حلب
(14)   (15)
سينقلب السحر على السحرة باذن الله وستنتصر ثورتنا العظيمة40, ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين
mohamad
(13)   (15)
اقتربت نهاية بشار الأسد، وحان سماع الخبر لم يعد الحظ يلعب بجانب بشار الأسد، وربما أن الكثير من الناس سيستغربون هذا الكلام، فذاك الشاب ابن الرئيس الذي اختار أو أختير له أن يتابع دراسته في بريطانيا، أتت به الأقدار ليكون المرشح الأول لكرسي الرئاسة بعد موت أخيه باسل المفاجئ، وقد وصل لمنصب الرئاسة فعلا بعد موت والده الرئيس حافظ الأسد، الذي تربع على رأس السلطة في سوريا حوالي الثلاثين سنة. لقد تسلم بشار الحكم بمباركة عالمية بلا معارض، فأمريكا هي أول من أعلن دعمه لرئاسة بشار الأسد، ناهيك عن الحلفاء كروسيا والصين وإيران وكذلك الغرب الديموقراطي، وحتى العرب كل العرب، بما فيهم الشعب السوري نفسه، هذا الشعب الذي كان يعتبر قدوم بشار بمثابة ربيع لدمشق بعد الشتاء البارد والقارس الذي كان على عهد والده، والعرب الذين كانوا يتصورون أن رئاسة الإبن سيبارك لديهم تنصيب أببنائهم وتسليمهم السلطة، وأما أمريكا والغرب وإسرائيل، فهم ضمنوا منه ومن والده قبل موته بأنه سيكون المدافع الأمين مثل والده عن مصالح الغرب، وحماية حدود إسرائيل، ومحاربة الإسلام، تحت عنوان القضاء على الإرهاب، كيف لا وأن الوثائق المسربة من المكتبات العالمية في فرنسا وأمريكا والمملكة المتحدة أثبتت أن جده سليمان الأسد كان قد بعث برسائل نجدة لحكومة فرنسا أثناء الاحتلال الفرنسي لسوريا، تطالب فرنسا بحماية العلويين من الإرهابيين السنة، فجده سليمان الأسد كان له الفضل باختراع واكتشاف مصطلح الإرهاب السُني. حاز بشار الأسد على السلطة وعلى كل المستشارين والخبراء والداعمين والناصحين الذين تركهم له والده الراحل، فشعر وكأنه يملك الدنيا بأسرها، فالكل يصفق له ويطلب رضاه، ويستمتع بكلامه وفلسفته، حتى ظن أن كل هذا التوفيق ما هو إلا لتميز واصطفاء يحظى هو به بشخصه، وبدأ يمارس سلطاته... كانت السنين الأربع الأولى من حكم بشار الأسد تمثل فترة القوة والسعادة، حيث تمكن من تصفية وسجن معارضيه، والقضاء على كل أعداءه في الداخل، ممن يطالب بالاصلاح والتغيير الديموقراطي، كل ذلك كان بمباركة دولية، حيث كانت التصفيات قد بدأت بنحر رئيس وزراء سوريا محمود الزعبي، لتمر عبر اعتقال كل المشاركين في مؤتمر ربيع دمشق الديموقراطي، ولتتوج بتفجير موكب رئيس وزراء لبنان رفيق الحريري. بعدها بدأ العالم يدرك الغرور وجنون العظمة الذين بدأا يسيطران على عقل الرئيس، وبدأ أمل الشعب السوري فيه يتبدد ويتحول إلى خوف، وبدأ حكام العرب يخافونه للسانه الذي بدأ يطالهم بكلامه اللاذع، خاصة عندما وصفهم بأشباه الرجال، ناسياً أنه لم يصل بعد عهد وسن الرجولة، وكذلك أخذ حكام الغرب يخافون من تهوره وتقديسه لنفسه وخافوا انه ليس بالإمكان السيطرة عليه أكثر. ظهر هذا من خلال قتله لرفيق الحريري رئيس وزراء لبنان دون استشارتهم. لكن الدول العظمة كروسيا والصين وأمريكا وبريطانيا وألمانيا بقيت راضية عنه، لأن قدراتها القيادية تسمح لها بالسيطرة والتحكم بتصرفات الأسد، الأمر الذي كانت تفتقده فرنسا. كان الطور الثاني من حكم بشار الأسد قد بدأ عام 2005 وهو طور الاستقرار والهدوء النسبي خاصة بعد اهتزازات مقتل الحريري وانسحاب القوات الامريكية من العراق. حيث بدأ يهتم بتدينه و بجني الأموال والاستثمارات، وبدأ بعزل نفسه عن العالم. بدأ الأسد ينفر المستثمرين السوريين والعرب وغيرهم، فأخذ عن طريق ابن خالته رامي مخلوف وغيره بمصادرة والتعدي على املاك المستثمرين، واجبارهم على المشاركة أو بيع استثماراتهم، وبدأ يخسر أصدقائه العرب ولم يبق له من الأصدقاء إلا القذافي وما شابه ذلك، وحصر صداقاته مع إيران التي كانت تزيد من تأثيرها عليه دينياً، الأمر الذي جعلها تتغلغل داخل المجتمع السوري وتشتري بأموالها ونفوذها الأتباع، فكانت تشتري المنتسبين الجدد لمذهبها بخمسة آلاف ليرة سورية شهرياً، في الوقت الذي كان الخناق يضيق على الشعب السوري، من الفساد والفقر والاحتكار الذي يمارسه الأسد وأتباعه، حتى أنك صرت ترى الآلاف من مرتديي السواد والحفاة يجوبون شوارع دمشق ومقدساته واقدسها المسجد الأموي وهم يلعنون من خالفهم من الصحابة ، بحجة الحج إلى المقامات المقدسة، الأمر الذي جلع نفوذ إيران يكبر أكثر فأكثر لدرجة لا يمكن لبشار الأسد نفسه السيطرة عليه، خاصة مع انتصارات حزب الله في كسب قلوب العرب والمسلمين عموما، والسوريين خصوصا، لحدٍ صارت فيه صور الخامنئي وحسن نصر الله اكثر من صور بشار الأسد نفسه. كل ذلك جلع السواد الأعظم من الشعب السوري يغلي وهو يكبت غضبه المتزايد يوم بعد يوم. إلى أن حلت ساعة الربيع العربي واشتعلت شرارة الثورات العربية في تونس ومصر واليمن والبحرين، لتعلن معها بدء المرحلة الثالثة من حكم بشار الأسد، وهي مرحلة السقوط. فما أن أعلن بشار الأسد تعليقه المغرور على مايجري في مصر بأنه لن يحدث في سوريا، بدأت أصابع الأطفال في درعا تخط على الجدران موعد سقوط بشار الأسد. الامر الذي جعله ينهض مذعوراً، فكل المنجمين والسحرة والمهلوسين والبهلوانات الذين من حوله لم يستطيعوا أن يعصموه من هذه العاصفة الهوجاء التي سميت بالربيع العربي. فوصلته التطمينات من روسيا وإيران بأنه في أمان وأن حكمه سيستمر، ولكن عليه أن يظهر القوة التي هو مسنود عليها، كيف لا وإيران وروسيا لهما مصلحة كبرى باستنزاف أمريكا ودول الغرب في سوريا، فإيران بحاجة لشراء الوقت لصالح مفاعلها النووي، وروسيا بحاجة لأن تنتقم من الغرب عما جرى من خسارة روسية في الشأن الليبي. بدأ الأسد باعتقال الأطفال وتقليع أظافرهم، ثم بقتل المتظاهرين وقطع روؤسهم، مروراً بإجبار المعارضين على السجود لصورته على أنه إله، إلى أن صار يضرب الأحياء بالسلاح الكيماوي. كل ذلك كان يجري بموافقة ومباركة حذرة من الدول العظمة والدول الحليفة لها من دول الجوار، كلهم أمل بأن يلقن بشار الأسد شعبه درساً لن تنساه بقية الشعوب العربية فيما إذا طالبت بالحرية والديمقراطية مثل الشعب السوري. وكان التنسيق قوياً فيما بين نظام بشار الأسد وحلفائه الظاهرين، وأعدائه الشكليين الداعمين له من تحت الطاولة. فهؤلاء يعلنون رفضهم لبشار الأسد نهاراً ويمدونه بالسلاح والنصائح والدعم ليلاً. كانت سوريا قد استُنزفت في السنوات الثلاثة الأولى من عمر الثورة السورية، وكان اللاعبون الرئيسيون الظاهرون هم جيش بشار الأسد من جهة، والجيش الحر من جهة مقابلة، ثم تطورت وتقدمت الأحداث، فظهرت كتائب جيش الدفاع الوطني وحزب الله وفيلق القدس والكتائب الشيعية في صف بشار الأسد، وفي المقابل ظهرت الكتائب المساندة للثوار، كالألوية والكتائب المستقلة عن الجيش الحر، والكتائب الإسلامية، وجبهة النصرة ودولة العراق والشام الإسلامية. طبعا لاننسى اللاعبين الخفيين من هنا وهناك من أجهزة المخابرات الدولية التي باتت تصفي حساباتها الخاصة على الساحة السورية. كل ماذكر أعلاه يعرفه المتابع للشأن السوري، ويجعله يتسائل ولكن لماذا كل هذا الكلام فمتى هي نهاية بشار الأسد؟ فأنت لم تأت بجديد! النقطة المفصلية والحاسمة في قرب نهاية بشار الأسد هي إعلان تنظيم دولة العراق والشام الإسلامية تأسيس دولة الخلافة، وطلبه من الآخرين المبايعة بعد سيطرته على مناطق شاسعة في العراق وسوريا، كالموصل والرقة ودير الزور وأجزاء كبيرة من حلب وقربه من بغداد ودمشق وإقليم كردستان العراق. الأمر الذي يعنينا في هذه المرحلة هو أن الأنظار بدأت تتوجه نحو فصيلين إسلاميين أثبتا وجودهما على الأرض السورية، ألا وهما جبهة النصرة والدولة الإسلامية أو مايسمى اختصاراً ب"داعش". يُرجع الكثيرون التنظيمين إلى أصل واحد ألا وهو تنظيم القاعدة، بينما تُظهر الاحداث الكثير من الاقتتال الذي يجري بين الفصيلين نفسهما. ويدعى الكثير من المراقبين أن داعش ما هو إلا تنظيم مخابراتي دولي، تحركه وتدعمه وتوجهه دول بعيننها، إلا أن كل ذلك أثبتت الأحداث خطأه، فما أن قيل أن داعش لعبة صنعها النظام السوري حتى بدأت داعش توجه أوجع الضربات لهذا النظام، وما أن قيل بأن داعش من اختراع وتوجيه إيران حتى صرت ترى أفعال هذا التنظيم بأسراه من الجانب الإيراني وحزب الله، إذ بدأ يرسلهم إلى أهليهم مقطعي الرؤوس، كذلك الامر عندما بدا الحديث بأن داعش صنيعة امريكية، إذ فوجئ الجميع بتصوير قطع رأس الصحفي الأمريكي والتهديد بقطع رأس صحفي آخر. إذاً لم يبقى إلا أن يقال بأن داعش هو صنيعة روسية أو بريطانية، أو أنه خرج من اللامتوقع من تحت أنقاض الفوضى الخلاقة الصانعة للشرق الأوسط الجديد. بغض النظر عن من وراء ظهور داعش، لقد اصبح داعش هو المؤشر الحقيقي لموعد سقوط بشار الأسد، وذلك للأسباب التالية: أولاً؛ إن بشار الأسد ورغم كل أهميته إلا أنه لا يعتبر أهم من أي من امن دول الجوار كالعراق ولبنان والأردن وتركيا، فكل هؤلاء وحتى السعودية وإيران والكويت باتوا تحت خطر امتداد تنظيم داعش إليهم، فاللاجئين السوريين في كل من دول الجوار قد جاوز المليون لاجئ وهذا العدد يعتبر خطر كبير بحد ذاته على أمن الدولة المضيفة، مابالك فيما لو كان بعض هؤلاء من اتباع او مناصري داعش او حتى جبهة النصرة؟ الأمر الأخر ان هذه الدول نفسها تمتلك ومن أبناء جلدتها ومواطنيها أنفسهم الكثيرين من أنصار داعش والنصرة، خاصة بعد أن تبلور القتال في سوريا مابين السنة والشيعة، الأمر الذي يجعل تاثر هذه الدول بهذا التنظيم أكبر. وبالتالي فإن الحل الأول للتخلص من هذا التنظيم وخطر تمدده يتمثل أولا بمحاربة أسبابه، التي من أولها تهميش المواطنين السُنة في سوريا والعراق ولبنان طالما ان النفوذ والسيطرة فيها للشيعة، وهذا ماتم فعلا في لبنان والعراق مؤخراً من خلال عودة سعد الحريري إلى لبنان بمباركة حزب الله وإيران بعد أن غاب عنه لأكثر من عام نتيجة تهديد الأخيرين له باغتياله، وكذلك في العراق من خلال الضغط الدولي الأمريكي والغربي والعربي والإيراني على تنحية رئيس الوزراء المتطرف نوري المالكي لصالح المعتدل العبادي. كل هذا الذي جرى في لبنان والعراق فقط من أجل إقناع السكان السنة بأنهم شركاء في الحكم ولاداعي لأن يشعروا بأنهم منبوذين وأن داعش او النصرة هما خيارهم الوحيد. هذا الأمر ينطبق على سوريا فهي الخطوة الثالثة لاستمالة سكانها السنة بألا يذهبوا إلى داعش والنصرة، فالحل هو التخلي عن بشار الأسد كما تم التخلي عن المالكي بعد أن أصبح عديم الفائدة في هذه المرحلة، لا بل أن وجوده يعتبر ضار جداً خاصة وأن ظهور داعش والنصرة ماكان إلا بسبب الحرب على بشار الأسد. الأمر الآخر في مؤشرات قرب سقوط بشار الأسد هو مايجري على الحدود الروسية الأوكرانية، فلن تهتم روسيا كثيرا لبشار الأسد طالما أن دولة بقوة وأهمية أوكرانيا قدأُخذت منها. فروسيا ستسخر أغلب إن لم يكن كل إماكنياتها التي كانت في خدمة بقاء الأسد، ستسخرها لاسترجاع أوكرانيا. وإسرائيل التي كانت تدافع عن بقاء الأسد الحامي لحدودها باتت تحت خطر تحول كل حدودها مع العرب المعتدلين والمسالمين إلى حدود مع إسلاميين شرسين لايعرفون لغة المساومة. وكذلك الأمر بالنسبة لإيران وحزب الله، فهم سيقتنعون أو ربما قد اقتنعوا بأن سوريا معتدلة دون بشار الأسد أرحم بألف مرة من دولة خلافة إسلامية لداعش ربما تحرق الأخضر واليابس، وتهدد بفناء الجميع. خلاصة القول أن داعش والنصرة باتوا يشكلون فعلاً خطراً على الأمن القومي لأمريكا والغرب والشرق وعلى دول الجوار وماجاورها، وأن أول خطوات مواجهتها هو منع أسبابها وقطع الإمدادات البشرية والمالية عنها وذلك لايتم إلا بإنهاء حكم بشار الأسد، لأنه هو من جعل شعبه الوديع يتحول مكرهاً إلى داعش أوالنصرة.
سوري حر
(8)   (14)
أستبعد ولا أتوقع أبداً أن يتحالف الغرب مع رئيس فاشل وقائد عام لجيش منهك لا يستطيع اقتحام قرية . اذا كان من شريك للغرب في مواجهة داعش فهو حتماً سيكون الجيش الحر لأنه أثبت فعاليته في هذا المجال لا سيما في نجاحه بطرد داعش من محافظتي ادلب وحلب أما النظام فلم تسجل له أي محاولة للقضاء على داعش أو لوقف تقدمها على الأقل ، بل على العكس صمد في بعض المناطق أما الجيش الحر ثم سلم تلك المناطق لداعش . لذلك أتوقع أن أمريكا تدرك الآن أن نظام الأسد استُهلك وتفكك وانتهى وأمسى عاجزاً حتى على التقدم لأمتار أمام قوات المعارضة السورية .
souri
(1)   (0)
الصراع في المنطقه والعالم ليس عربي إسرائيلي و لا إسلامي أميركي و لا إيراني أميركي و لا روسي أميركي..ولا سني شيعي.. الصراع في المنطقه و العالم بأسره هو صراع بين معسكرين أميركي يهودي و إسرائيلي يهودي..الأول يريد إنهاء القضيه الفلسطينيه بإقامة دوله فلسطينيه و السيطره الإقتصاديه على المنطقه و الثاني يتمسك بأرض الميعاد و بإنشاء إسرائيل الكبرى من الفرات للنيل كما يرمز العلم الإسرائيلي.. باقي ما بقي مما ذكرت في البدايه مجرد أدوات تظن أن مصلحتها مع هذا أو ذاك.
د .بلبل الشامي
(0)   (0)
سؤال كبير يجب الإجابة عليه: لماذا رئيس الولايات المتحدة يكره الشعب السوري وينظر إليهم باحتقار... بينما ينظر ويعامل المثليين باحترام ويتلهف على انقاذ الايزيدين بجيوش جرارة بدموع نائبة تجيد المبالغة باعتراف الأمريكيين وارسال الطائرات لنيجيريا للبحث عن فتيات مخطوفات للزواج من بوكو حرام وصور 11000معتقل ومقتولين بشتى أنواع القتل بسجون الأسد مسألة فيها نظر ولاننسى الكيماوي بالغوطة وخطه الأحمر وبعد ذلك تقول لي أنت مبالغ فهو على استعداد للتحالف مع الشيطان الأصغر ونظام الأسد الأهبل القاتل لضرب داعش لانها قتلت بالسكين الصحفي فولي ونسي أوباما انه قتل أمريكي بالدرون هوالعولقي لانه مسلم...بالله عليكم فهل أخطاء الشاعر حينما قال (مع التحوير) قتل أمريكي بالسكين من جوني الداعشي جريمة لاتغتفر وقتل 11ألف مدني معتقل بسجون الأسد مسألة فيها نظر (وعذرا للتكسير الشعري)
أضف تعليقك :
الاسم : *
التعليق : *
Keyboard لوحة مفاتيح عربية
ضع الكود الموجود بالصورة : *

مقالات أخرى من " فلاش "

11-3-2015
تراشق بالتصريحات و حرب كلامية بين مندوبة بشار الأسد و المندوب القطري في الأمم المتحدة ( فيديو )
تراشق بالتصريحات و حرب كلامية بين مندوبة بشار الأسد و المندوب القطري في الأمم المتحدة ( فيديو )   عكس ...


11-3-2015
المحيسني لفضل شاكر : كن داعية إلى الله بصوتك و لا تعد إلى مسارح اللهو و الغناء
وجه القيادي السعودي المتواجد في سوريا، عبدالله المحيسني، رسالة إلى الفنان اللبناني، فضل شاكر، الذي كان قد خرج ...


11-3-2015
إتهامات عديدة و حديث عن أدلة موثقة .. المليشيات الكردية تواصل ارتكاب الانتهاكات ضد العرب في سوريا ( فيديو )
تشير أصابع الاتهام والإدانة الموثقة إلى مليشيات كردية بارتكاب انتهاكات بحق عشرات الآلاف من المواطنين العرب في محافظة ...


10-3-2015
اعترف ببناء منشأة غاز في مناطق سيطرة التنظيم .. جورج حسواني ينفي تورطه بشراء نفط لنظام الأسد من تنظيم "داعش"
 نفى رجل الأعمال السوري جورج حسواني اتهام الاتحاد الأوروبي له بأنه اشترى نفطاً للنظام السوري من تنظيم "داعش" ...


10-3-2015
لقاء " سري " بموافقة المخابرات الفرنسية يجمع علي مملوك بـ " موظف فرنسي كبير " في دمشق
قالت وسائل إعلام فرنسية إن لقاء سرياً جمع واحداً من أبرز موظفي وزارة المالية الفرنسية، مع اللواء علي ...


10-3-2015
المعارضة ليست ضد مؤسستي الجيش و الشرطة .. خالد خوجة يهاجم سعي أمريكا لتدريب المعارضين : غير كاف و لا معنى له
قال رئيس الائتلاف السوري خالد خوجة، إن ما يسعى الأميركيون للقيام به لجهة تدريب 15 ألف معارض خلال ...


10-3-2015
قال إنه لم يعتزل و أكد تواجده في سوريا .. جمال معروف : نقاتل من دون تسمية خوفاً من تنظيم القاعدة
دحض جمال معروف قائد «جبهة ثوار سوريا» كل المعلومات التي أفادت باعتزاله العمل العسكري وانكفائه في تركيا منذ ...


10-3-2015
ناشط سوري و عروسه يتبرعون بنفقات حفل زواجهم لإقامة مهرجانات للأطفال المحاصرين من قبل قوات الأسد ( صور )
احتفل الناشط السوري "أحمد أبو الخير" المقيم في مدينة اسطنبول بتركيا بزواجه بإقامة حفلات و مهرجانات للأطفال المحاصرين ...