إعلانات
العمامة ثم الطربوش ثم البرنيطة ..تطور غطاء الرأس في بلادنا
الخميس - 12 أيار - 2011 - 14:34 بتوقيت دمشق
التفاصيل

العمامة

إذا عدنا بذاكرتنا إلى أوائل القرن التاسع عشر نجد أن العمامة كغطاء للرأس كانت في سورية :

1- علامة للدين : فعمامة المسلمين كانت خضراء أو بيضاء ، وعمامة المسيحيين زرقاء و عمامة اليهود سوداء .

رئيس الوزراء السوري الشيخ تاج الدين الحسني

2- علامة لمنشأ الأفراد و عنصرهم و مكان إقامتهم : فكان لكل من الأتراك و اليونان و الأكراد و العجم و التركمان و البدو غطاء خاص للرأس .

سوريون أكراد يرتدون العمامة التقليدية

 

3- علامة لمكانة الأفراد :الاجتماعية و  العسكرية و الدينية و الاقتصادية فعلو الدرجة كان مرموزاً إليه بطول غطاء الرأس أو ازدياد حجم العمامة .

كذلك لباس رأس الغني يخالف لباس رأس الفقير ، و نمط لف العمامة يختلف بحسب الطبقة الاجتماعية .

الطربوش

وفي أوائل القرن التاسع عشر أخذ غطاء الرأس يتبدل عندما بدأت حركة محمد علي فانتقلت حالة لباس الرأس من التعقيد إلى البساطة و أصبح عبارة عن الطربوش الأحمر الذي كان يلبسه اليونانيون ، وقد سلك السلطان محمود الثاني بعد انخذال الانكشارية ( 15 حزيران سنة 1828) الطريق التي سلكها محمد علي .

و ما بين  سنة 1829 – 1891 م تعمم الطربوش في سورية .

نائب منبج الوجيه محمود نديم

و بهذه المناسبة ذكرت سجلات القنصلية الفرنسية في بيروت بتاريخ نيسان سنة 1830 ما يلي :

( تلقى حاكم بيروت أمراً بأن يترك العمامة الكبيرة و يجعل لباس الرأس لكافة الموظفين طربوشاً أحمر بسيطاً )

و قد احتج موظفو الإمبراطورية بشدة على السلطان محمود الثاني لاتخاذه غطاء اليونانيين شعاراً لهم ، و حدثت مهزلة من جراء هذا التغيير لأن اللباس الجديد كان يستجلب الهزء و السخرية فضلاً عن أن الشيء الأجنبي كان في ذلك الزمان مكروهاً .

غير أن إصلاحات محمود الثاني لم تمنع حصول الاختلافات حول لباس الرأس و كان سيتوقف سبر التطور الذي أجراه محمود الثاني في عهد السلطان عبد المجيد إذ أن شيخ الإسلام طلب أن يلبس السلطان يوم التتويج لباس الرأس القديم غير أن الصدر الأعظم حين ذاك لم بسمح بتطبيق هذه الفكرة إلا على رجال الدين وحدهم فظفر بعد مقاومة طويلة.

و بقي الطربوش لباس الرأس الرسمي المنتشر في سورية .

احسان الجابري و الى جانبه الامير شكيب ارسلان ( الجميع كانوا يرتدون الطرابيش )

الفيصلية

و كذلك في بدء مرحلة الانتداب الفرنسي ظهرت حركة ضد الطربوش بقصد الاستغناء عنه و استبداله بلباس رأس وطني خاص بالسوريين ( الفيصلية التي ارتداها الملك فيصل الاول  )، على غرار العراقيين الذين درجوا على لبسه بحجة ان الطربوش هو لباس دخيل مأخوذ عن اليونانيين، وأن الطربوش لا يوافق صحة الأفراد لا في الصيف ولا في الشتاء و أنه ليس من مصنوعات البلاد.

فخري البارودي يرتدي الفيصلية

ولكن هذه الحركة المناوئة للطربوش لم تنجح .

البرنيطة

أما القبعة الإفرنجية ( البرنيطة ) فكانت تلاقي منذ انتشارها مقاومة شديدة .

و كان لابسها معرضاً للاستهزاء و الاحتكار و تدلنا على ذلك الأقوال العامية الرائجة إذ ذاك أمثال ( أبو برنيطة – أبو طنجرة و غيرها ) و السبب في ذلك أن السوريون تعودوا لبس الطربوش الذي أصبح شعاراً وطنياً.

الطبيب الحلبي الشهير د .اسكندر قسيس

و لكن المقاومة التي لقيتها القبعة لم تكن شيئاً يذكر بل  زاد الإقبال عليها شيئاً فشيئاً ، ولا سيما عند المسيحيين فقد ترك كل منهم العمامة التي كانت رمزاً دينياً ، و سرت هذه الحركة بين المسلمين ببطء.

 شاب حلبي يحمل البرنيطة

وفي بدء الانتداب أجريت محاولة لنشر العمامة بين  المواطنين  عامة إلا أنها لم تنجح ، و هذا كان أيضاً نصيب المحاولة التي قام بها طلاب المدارس الثانوية و الابتدائية سنة 1931 في حلب لتعميم ( الكفية و العقال ).

الحلبيون يحاولون احياء عادة ارتداء الكوفية و العقال 1935

و في  الخمسينات من القرن العشرين ازداد أنصار القبعة يوماً بعد يوم لاسيما في المدن الكبيرة كدمشق و حلب و حمص و في لبنان جميعه .

القلبق  التركي 

دركي سوري يرتدي القلبق التركي

 في الاربعينات حدثت تغييرات هامة في غطاء رأس رجال الدرك و الشرطة   بدون معارضة ولا احتجاجات ، و أهمل بتاتاً القلبق التركي و عم استعمال نوع من ( الكاسكيت ) عند رجال الشرطة و الدرك و موزعى البريد في سورية.

دركيان سوريان يرتدي الاول القلبق و الثاني الكاسكيت في مرحلة انتقالية

 

المحامي علاء السيد - عكس السير

 


التعليقات :
حلبية
(0)   (0)
معلومات حلوة كتير سلمت يداك ياأستاذ علاء وبتمنى دائماً يكون في معلومات حلوة عن بلادنا وعاداتنا القديمة
abuali
(1)   (0)
مشكور أستاذ علاء
و لكن يرجى إدراج التالي : العمائم تيجان العرب متى وضعوها وضعوا عزهم
اهلاوي
(0)   (0)
شكرا جزيلا استاذ علاء السيد
مقالة رائعة غنية بالمعلومات التي يجهلها شباب اليوم والشيء الاكثر روعة هو الصور
ارجو ان تتوج جهودك باقامة معرض للصور التي تملكها
وحلب تخلد ابنائها المثابرين امثالكم.
عماد
(0)   (0)
على فكرة كلمة العمة معناها مو حلو أبدا في مصر ( لبس العمة = اتركبله قروون )
وائل
(0)   (0)
مشكور اســتاذ علاء على هالمعلومات الممتعة,, والله شتهينا نرجع سنين للوراء,,
عبدو البني
(0)   (0)
الله ياريت تعرضو الزي الشعبي لباب النيرب بحلب الذي كان يرتديه الاغا فارس البري
قلب الشمس
(0)   (0)
مقالة جدا" رائعة شكرا" على المعلومات القيمة
لؤي
(0)   (0)
مشكور أ علاء
أنا من المهتمين جداً بتاريخنا
واعشق عبق التاريخ .
فأتحفنا دائما بهكذا معلومات
وجزاك الله خيرا
أضف تعليقك :
الاسم : *
التعليق : *
Keyboard لوحة مفاتيح عربية
ضع الكود الموجود بالصورة : *

مقالات أخرى من " ع البال "

24-1-2015
" برغر كينغ " ترفض تعويض الطفل السوري الذي ضربه أحد مدرائها في اسطنبول .. و الأخير يحاول إسكات والد الضحية بـ 100 ليرة !
رفضت الشركة التي تمتلك ترخيص سلسلة مطاعم "بيرغر كينغ" في تركيا تعويض الطفل السوري الذي تعرض للضرب على ...


15-4-2013
بعد ظهوره في "أراب آيدول".. صفحة إخبارية "مخابراتية" تهدد عائلة الفنان عبد الكريم حمدان
  نشرت صفحة إخبارية مؤيدة للنظام السوري على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" منشوراً هدّدت فيه الفنان عبد الكريم ...


7-6-2012
عرض أول جهاز أنتجته شركة أبل للبيع
أعلنت دار "Sotheby" للمزادات عن نيتها طرح أول جهاز كمبيوتر أنتجته شركة أبل للبيع في مزاد يُقام في ...


3-11-2011
حديقة العزيزية (مرعي باشا الملاّح) والحديقة العامة بحلب
تمهيد: إنّ التقرير الذي قدّمه الى المجلس البلدي بحلب المهندس الاستشاري شارل غودار، عضو المجلس البلدي ومدير سكة حديد ...


28-9-2011
زقاق الأربعين ووثيقة آل دلاّل و الشاعر جبرائيل دلال (1836 – 1892) من أوائل شهداء الحرية
في محاولة لربط الزمان بالمكان وبالحدث الذي يفعّله الإنسان سنحاول ان ننقل خطواتنا في النصف الثاني من القرن ...


18-8-2011
سر البيلون الحلبي
كتب المرحوم الدكتور عبد الرحمن الكيالي مقالة في مجلة الحديث الحلبية تساءل فيها : هل كلمة ( بيلون) ...


13-8-2011
صناعة صابون الغار في حلب تلفظ أنفاسها الأخيرة
في عام 1999 ظهرت المواصفة القياسية السورية لصابون الغار ، التي حددت نسبة زيت المطراف فيه بخمسين بالمئة ...


10-8-2011
عيدو السواس و عيدو التنكجي مؤسسا فرقة نجمة سورية أول فرقة مسرحية بحلب
نشر الاستاذ  أحمد نهاد الفرا مقالة مطولة في مجلة العمران  (التي كانت تصدر عن وزارة البلديات فترة الوحدة ...