سليماني يتخلص من بقايا جيش الأسد في ريف حلب الجنوبي و آلاف العراقيين والأفغان يسيطرون على ” الحاضر ” و يتجهزون للوصول إلى الفوعة و كفريا ( صور + فيديو )

بدأت إيران خلال الأيام القليلة الماضية بالترويج رسمياً لمعاركها في ريف حلب الجنوبي، بعد أشهر من بدء معركة تشارك فيها ميليشياتها العراقية والأفغانية بدعم من طائرات الاحتلال الروسي.

وكان الإعلام الموالي يروج على استحياء لتقدم الجيش النظامي في الريف الجنوبي، وذلك لظهور عشرات الصور والمقاطع المصورة التي تظهر أن السواد الأعظم من القتلى هم من الإيرانيين والأفغان والعراقيين.

واختفى ذكر ميليشات الجيش النظامي -أو ما تبقى منها- مع نعي إيران المستمر لعشرات العناصر والقياديين في الحرس الثوري، الذين أصبح مقتلهم في المعارك ضد الثوار أمراً اعتيادياً وغير مستغرب.

ورغم استبسال الثوار وتصديهم للعديد من الهجمات وتدميرهم لعشرات الآليات وخسارتهم للكثير من الشهداء الذين تقدمهم العديد من القياديين، إلا أن طائرات الاحتلال الروسي كانت بيضة القبان التي ساعدت الميليشيات الإيرانية

العراقية على التقدم والسيطرة على العديد من المناطق، لتصل المعارك إلى بلدة الحاضر الاستراتيجية التي تأكد قبل قليل (3.30 مساء) سقوطها.

ومؤخراً، بدأت الميليشيات العراقية الشيعية بالترويج بشكل علني لمعاركها في الريف الجنوبي، والحديث عن نيتها الوصول لبلدتي الفوعة وكفريا.

ورصد عكس السير صوراً نشرتها شبكات إخبارية تابعة لهذه الميليشيات تظهر ما وصفته بـ “وصول قائد حركة النجباء (العراقية) أكرم الكعبي إلى حلب على رأس قوة حاشدة لفك الحصار عن الفوعة وكفريا”.

وتزامن نشر صورة الكعبي بلباسه العسكري مع نشره صورة أخرى له بلباسه الديني إلى جانب قاسم سليماني.

وباركت سلطات النظام وصول الكعبي، حيث التقاه وزير إعلام الأسد عمران الزعبي، و “ناقش الطرفان التطورات في سورية و العراق وسبل التعاون في مختلف المجالات واكد الطرفان أن العدو واحد والجبهة واحدة والهدف واحد وهو القضاء على الارهاب وإعادة الأمن والأمان لربوع البلدين الشقيقين”، على حد زعم إحدى الشبكات التابعة للحركة.

وتعتبر حركة النجباء من أوائل الميليشيات الشيعية العراقية التي انخرطت في قتل السوريين دفاعاً عن بشار الأسد، وتعتبر مدينة حلب مركزها الرئيسي، وبالتحديد أكاديمية الهندسة العسكرية في حلب.

وكان عكس السير نشر في آذار من العام الماضي صوراً لمقاتلي الحركة داخل الأكاديمية، خلال تشييع أحد القتلى، حيث قاموا برفع العلم العراقي وعلم الحركة.

وتقول مصادر إعلامية عراقية إن أكرم الكعبي الذي نال الرئاسة خلفاً لقيس الخزعلي الذي يقود في الوقت الحالي عصائب أهل الحق الناشطق في دمشق، إنه مصنف على لائحة الإرهاب الأمريكية.

وانتشر مؤخراً مقطع مصور يظهر عناصر الحركة وهم يقومون بإحراق ما لم يعرف إن كان مدنياً أو أسيراً من المقاتلين المعارضين، في واحد من الانتهاكات الكثيرة التي ينافس بها مرتزقة الميليشيات العراقية الشيعية تنظيم “داعش”.

وتظهر مقاطع أخرى جثث العديد من عناصر الحركة (إلى جانب عناصر من عصائب أهل الحق أيضاً) مع مخلفاتهم، بعد سيطرة الفصائل المعارضة على نقاط كانوا يحتلونها في الريف الجنوبي.

وكانت وكالة رويترز قد نقلت عن مصادر مقربة من النظام قولها، إن الأولوية العسكرية الإيرانية معطاة لريف حلب الجنوبي.

وأضافت أنهم “يركزون الآن على الجبهة باتجاه حلب لأكثر من سبب: الإيرانيون يعطونها الأولوية هناك يمكن لأنهم اطمئنوا أنه في سهل الغاب لم يعد يوجد مخاطر على الساحل من تلك الجهة”.

ورغم الفرق الكبير الذي تحدثه صواريخ الـ “تاو” الأمريكية التي بحوزة الثوار، إلا أن العديد من القادة الميدانيين في الجيش الحر وبقية الفصائل المعارضة يؤكدون أنها لا تكفي في ظل الدعم الجوي الروسي المستمر.

ولا يشكل خطر تقدم الميليشيات النظامية خطراً على ريف حلب ككل فحسب، بل إنه يفتح الباب أمام الوصول إلى ريف إدلب، حيث لا تبعد النقاط التي وصلت إليها بالقرب من بلدة الحاضر أكثر من 25 كيلومتراً عن تفتناز الملاصقة للفوعة وكفريا.

وبهذا التقدم في الريف الجنوبي إلى جانب فك الحصار عن مطار كويرس، تمكنت روسيا من الحصول على أوراق ضغط جديدة تفاوض بها على بقاء بشار الأسد وتقلل فيها من احتمال تقديم أي تنازلات في لقاء فيينا الثاني يوم السبت المقبل.