ألمانيا : عشرات السوريين يتخلون عن حق اللجوء و يغادرون بأحلام محطمة

شهدت السفارة السورية النظامية في برلين، في الأسابيع القليلة الماضية، حركة غير مسبوقة، وتزايداً ملحوظاً للاجئين السوريين الراغبين بمغادرة ألمانيا.

وأكد مصدر على صلة بموظفين في السفارة لعكس السير، أن شهر شباط وكانون الثاني شهدا تقديم عشرات الطلبات للاجئين لا يملكون جوازات سفر ويريدون وثيقة سفر يمكن لهم استعمالها لمرة واحدة لمغادرة ألمانيا.

وكانت ألمانيا، في الآونة الأخيرة، قد شهدت عودة عدد كبير من العراقيين إلى بلادهم، بحسب ما نشرت وسائل إعلام ألمانية عدة، قبل أن ينضم السوريون مؤخراً إلى قافلة من لم يجد في أوروبا الحلم الذي كان يرسمه في مخيلته.

ولا يستطيع السوري الراغب بالتخلي عن حق اللجوء الذي منحته له ألمانيا السفر السفر عبر وثيقة السفر التي تستعمل مرة واحدة سوى إلى سوريا، وإن كان يملك جواز سفر فإنه يستطيع العودة إلى سوريا أو إلى بلد لا يفرض فيزا على السوريين، وهو في هذه الحالة “السودان”، وهي البلد الوحيد الذي بات متوفراً للسوريين بعد أن كانت تركيا المقصد الأول.

وكانت وسائل إعلام النظام نقلت عن مصادر رسمية تصريحات تؤكد أن “السلطات” لا تمانع عودة السوريين اللاجئين الذين خرجوا بطريقة غير شرعية إلى البلاد بعد تسوية أوضاعهم والتأكد من عدم صلتهم بـ “الإرهاب”.

ووفق الآراء التي استطلعها عكس السير حول الأسباب التي تدفع السوريين للتخلي عن لجوءهم، جاء طول المدة قبل التمكن من إجراء لم شمل العائلات في المرتبة الأولى، يليه صعوبة التأقلم مع المجتمع الألماني والأجواء المقيدة التي يعيش فيها طالب اللجوء، يليها صعوبة استكمال الدراسة الجامعية بالنسبة للقادمين لهذا الهدف تحديداً.

وسبق لإذاعة صوت ألمانيا أن نشرت في التاسع من الشهر الجاري تصريحات للاجئ سوري، تحدث فيها عن الأسباب التي دفعته لاتخاذ قرار مغادرة ألمانيا.

وقال وسام فراشي (38 عاماً) الذي مضى على إقامته في ألمانيا 20 شهراً، إن السبب وراء قرار الرحيل هو عدم العثور عن ما كان يبحث عنه في ألمانيا: الأمن، وبدرجة أهم العمل كيفما كان نوعه. في سوريا كان يعمل مهندساً معمارياً مستقلاً وأيضا في العديد من الوظائف الأخرى، وهو أمر منتشر جدا في بلاده كما يقول: “ذهبت إلى مكتب العمل ومصلحة الوظائف الشاغرة لكن دون جدوى. وبحثت أيضا في كل المطاعم والمصانع وورش البناء. وشرحت للناس أنه يمكنني العمل أيضا كمزارع وليس بالضرورة كمهندس معماري”.

ويضيف وسام قبل عودته إلى لبنان ومنها إلى سوريا: “بقيت لمدة عام وعشرة أشهر بدون عمل، وهذا أدخل الملل والتذمر إلى نفسي، وبسبب ذلك مرضت”، فشله في العثور على عمل جعل وسام فراشي يشعر أنه خارج المجتمع في ألمانيا وعلى هامش هذه المدينة الصغيرة. (هوفلهوف – وستفاليا)

ونقلت صحيفة بيلد عن شاب سوري لاجئ أول أمس، نيته العودة إلى تركيا، بعد أن اكتشف أن أحلامه أصبحت سراباً في ألمانيا.

وقال خليل الواصل لألمانيا قبل بضعة أشهر للصحيفة، إنه كان يريد مواصلة دراسه (أدب إنكليزي) لكن وضعه القانوني كلاجئ لم يسمح له بالدراسة أو العمل، مؤكداً أنه يشعر وكأنه في سجن.

وأشار خليل إلى أنه سيعود إلى تركيا حيث يمكن له العمل إضافة إلى وجود أقرباء له، وإن لم ينجح بذلك فسيعود إلى سوريا.

الجدير بالذكر أن السلطات الألمانية لا تمنح أي تعويضات للراغبين بالتخلي عن حق اللجوء ومغادرة البلاد.

* الصورة : لاجئون سوريون في ألمانيا ( ليسوا بالضرورة من الحالات التي تناولتها المادة )

[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها

10 Comments

  1. نصيحة من القلب الى كل السوريين: حالما تضع الحرب اوزارها… عودوا الى بلادكم فلا مستقبل حقيقي ينتظركم في قارة بدأ اليمين الوسط والمتطرف يحكم سياساتها …. يعني بالسوري: من تحت الدلف لتحت المزراب! تعلموا ثقافة التسامح والتصالح مع الاخر وعودوا عمروا بلادكم. من كان له أطفال فلينتظر حتى تهدأ الامور نهائيا وبعدها يعود. اعيش منذ مدة في اوربا ولكن ما أشاهده وألمسه من ( قرف) لكل اجنبي لا يوصف…….دعوكم من المبادرات الشخصية ومن بعض الجمعيات والكنائس فهذه اقلية ولا وزن سياسي لها. يعني ترقيع ومداوة للجراح لا أكثر

    1. واخيرا مغترب محترم من بلدي الحبيب!!! مليتت والله من الاغبياء يلي بدو اللاجئ يرجع هلا والطيران الروسي عم يقصف باسلحة محرمة دوليا عداك عن السحب العشوائي عالجيش بس جكر وحسد وقلة خير لانو صار عندو !! والمصيبة انو هالغبي بفكر المانيا وغيرها صارت بلدو وببلش يحسبلك تكاليف اللجئين على اساس هو الماني ابن الماني وخايف علبلدو!!!الله وكيلك عم شوف كل جحش هون على هالصفحة غير شكل!!!كلامك سليم 100% وصدقني بس يزبط الوضع عنا حتلاقي مغتربين كمان راجعين, ويمكن كون انا وانت اولهن, الغرب عم يستقبل لاجئين غص من عنو بقرار اسرائيلي بحت!!! والكره حيزيد, بس صدقني بعد كره السوريين لبعض مافي!!! وباعتقد شفت بعينك متل ما شفت انا بالغربة!!! تحياتي الك

    2. أنشالله بس الي عم بصير بسوريا مابشر بخير وإذا كان في رجعه من اساسه الله العليم الرجعه على اي قسم من سوريا وتابع لمين لانه وللاسف من سابع المستحيلات انه ترجع سوريا مثل قبل الحرب ولا بهاي الحاله بكون الغرب مااستفاد شي من الي سواه بسوريا وروسيا بالذات حالفه مئه يمين انه لازم يكون الشي لصالحها يعني بالمختصر لو كان في رجعه ماقبل ١٥ سنه ورجعه على سوريا مثل قبل الثورة حلم فبرأي نحاول نتقبل المجتمع الاوروبي ونندمج لانه شغلتنا بدها صبر أيوب وخليها على الله وبس .

  2. اهديكم اغنية لوديع الصافي: يا ابني بلادك قلبك عطيها.
    استمعوا الى هذه الأغنية جيدا و تدبروا في معانيها.
    زيوان البلد و لا قمح الغريب
    سوريا بلدنا تاريخنا جذورنا و ذكرياتنا. حاضرنا و ماضينا
    ما بقول غير الله يلعن اللي كان السبب
    بلدنا اروع بلد بالدنيا و لا يعرف هذا الأمر إلا من تركها و جرب غيرها

    عودوا يا اهل بلادي و عمروا البلد والله بلدنا اروع بلد رغم جميع العيوب تبقى هي الأفضل في الدنيا

  3. اولا الخبر يقول عشرات يعني نسبة لاتذكر ولو صدق الخبر ثانيا غالب الناس اللي لجات في المانيا او غيرها اذا سالتهم تجد انهم يفكرون بمستقبل اولادهم او اسرهم بشكل عام واختيار المانيا بالذات لهذا السبب تحديدا (الاقامة سريعة وبالتالي لم الشمل)

  4. كلو هوى الكل صار يتفلسف لك في شي دولة عربية تستقبلتكم غير اوروبا البدو يرجع ع سوريا الله لايردو بالناقص نسمة