إحتفالاً بعيد الجلاء .. نظام بشار الأسد يستبدل علم الاستقلال بآخر لم يكن موجوداً يحمله ” جنود أمريكيون ” !

احتفل نظام بشار الأسد بعيد الجلاء الحادي والسبعين، بطابع بريدي يظهر عليه علم لم يكن موجوداً يوم الاستقلال، ويرفعه جنود أمريكيون، في جولة كذب وفضيحة تلفيق أخرى تضاف إلى مجلدات النظام الذاخرة على مدار السنوات الخمس الماضية.

ونشرت وسائل إعلام النظام صورة للطابع البريدي التذكاري (بقيمة 210 ليرات)، ويظهر عليه فارس من الثوار، إلى جانب جنود يحملون العلم السوري الحالي، والذي لم يكن موجوداً عام 1946.

ولم يجد مصممو الطابع صورة أفضل من تلك التي تظهر الجنود الأمريكيين الذين يرفعون العلم الأمريكي على أرض جزيرة إيو جيما اليابانية، بعد المعركة التي انتهت بانتصار قواتهم على قوات الامبراطورية اليابانية، في الثالث والعشرين من شباط عام 1945.

وكان النظام يحتفل بعيد الجلاء عبر طوابع وفعاليات ومهرجانات يتصدرها علم الاستقلال (علم الثورة الحالي)، قبل أن يتحول بقدرة قادر، إثر تبنيه من قبل المتظاهرين، إلى علم “الانتداب الفرنسي”.

ورغم كافة الدلائل التاريخية التي لا تقبل شكاً أو جدلاً حول علم الاستقلال، إلا أن النظام ووسائل إعلامه أصروا على تحويله لعلم الانتداب، في محاولة للنيل من رمزيته الجديدة.

وكان المجلس التأسيسي السوري الذي تم انتخابه عام 1928 لوضع أول دستور للبلاد، قد اختار هذا العلم المؤلف من ألوان ثلاث ترمز للدول العربية (الراشدية – الأموية – العباسية)، إلى جانب النجوم الحمراء التي وصفت بالكواكب.

وكان المجلس يضم في صفوفه عدداً من زعماء سوريا الوطنيين كابراهيم هنانو وسعد الله الجابري وفخري البارودي وحسني البرازي وهاشم الأتاسي وسعيد الغزي، وغيرهم.

ورفع علم الاستقلال عام 1946 واستبدل عام 1958 بعلم الجمهورية العربية المتحدة (العلم الحالي)، قبل أن يعود بعد الانفصال، ومن ثم يليه علم الوحدة الثلاثية واتحاد الجمهوريات العربية، إلى أن تم الاستقرار على العلم الحالي مطلع الثمانينيات.

ومع اندلاع الثورة، رفع المتظاهرون السلميون العلم السوري الحالي (النظامي)، الأمر ذاته الذي فعلته الفعاليات المعارضة وعلى رأسها المجلس الوطني، الذي كان أول تشكيل معارض جامع.

ونظراً للجرائم التي ارتكبتها قوات بشار الأسد بحق السوريين وهي ترفع هذا العلم، إلى جانب الكم الكبير من التلفيق الذي وصل لحد تحوير المظاهرات وادعاء أنها مسيرات موالية للنظام على اعتبار أن المشاركين فيها يرفعون العلم السوري، تبنى المتظاهرون علم الاستقلال كرمز جديد يعبر عن ثورتهم ونضالهم ضد احتلال آل الأسد.