وصلت إلى درجة علنية غير مسبوقة و طالت ضباطاً على رأس عملهم .. من المسؤول عن عمليات ” تعفيش ” المنازل في مناطق سيطرة النظام بحلب ؟ ( فيديو )

وصلت درجة الإذلال والسرقات العلنية التي يتعرض لها المدنيون في مناطق سيطرة النظام بمدينة حلب، إلى حد ضاق به ذرع إعلاميي ومسؤولي بشار الأسد المعروفون بولائهم الأعمى له.

ومنذ بدء معركة فك الحصار عن حلب الشرقية، وما رافقها من السيطرة على مناطق وخسارتها، جدد “الجيش العربي السوري” حملة التعفيش الشعواء كما لم يفعل من قبل، وسجلت سرقات وتجاوزات، في مناطق سيطرة النظام، قال مدنيون لعكس السير إن علنيتها وفضائحيتها، فاقت كل عرف عن المعفشين النظاميين.

وفي ظل ما حدث من نهب وتعفيش في مناطق الحمدانية وحلب الجديدة ومشروع 3000 ومشروع 1070 وضاحية الأسد ومنيان، تعالت أصوات إعلاميين ومسؤولين مطالبة بإيقاف السعار التعفيشي الذي أصبح علنياً لدرجة لا تحتمل.

وكتب عضو برلمان الأسد، فارس شهابي، على صفحته في فيسبوك، منشوراً أكد فيه أن المعفشين لم يتركوا في ضاحية الأسد أي شيء في المنازل، بل إنهم سرقوا حتى أبوابها، معبراً عن ذهوله إزاء ما يحصل.

لكن شهابي، أبرز دعاة الإبادة الجماعية بحق الحلبيين والمروج الأكبر لجرائم جيش بشار الأسد، سرعان ما حذف المنشور كما يفعل عادة مع كل جملة يشعر بعد أن ينشرها أنها ستكون دليل إدانة سيتناقله المعارضون لإجرام جيشه ورئيسه.

وضجت صفحات المدونين الموالين والشبكات الإخبارية الموالية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، بقصص التعفيش والسلب وفساد الضباط، وسط تجاهل كبير من قبل “القيادات” لما يحصل.

وبعيداً عن البيوت والأثاث وغيرها من الأهداف التعفيشية، فإن القصة الأبرز التي تداولها الموالون كانت عن سرقة بريد ضاحية الأسد، حيث تم “تنظيفه” بالكامل ولم يبق فيه سوى الجدران، وذلك بعد منع مدير الاتصالات والموظفين من دخوله، رغم استعادة الميليشيات النظامية للسيطرة عليه.

أما الصوت الأعلى بين الموالين فكان للمدعو “رضا الباشا”، مراسل قناة غسان بن جدو في حلب، والذي أكد في منشورات وتصريحات تناقلتها مصادر إعلامية موالية، أن المعفشين هم عناصر اللجان الشعبية والأمن العسكري وصقور الصحراء.

وزاد بالقول إن عمليات التعفيش تطورت إلى القتل بهدف السرقة، وأن ما يحدث “منظم ومؤسساتي” ولا أحد قادر على إيقافه.

وتعرض الباشا بعد هذه التصريحات لحملة “تخوين” واسعة، وصلت ببعض الموالين لوصفه بانعدام الوطنية والتبعية لإيران، حيث أن الأهم هو دعم “الجيش” في هذه الأوقات العصيبة، وليس كل ما يعرف يقال، على حد تعبيرهم.

وكشف مصدر مطلع على سير عمليات التعفيش في حلب لعكس السير، عن السبب الذي يدفع الموالين من إعلاميين ومسؤولين للتعامي عما يحدث، حيث أن المشرف على هذه العمليات هي “قوات النمر” وزعيمها سهيل الحسن.

يؤكد مصدر عكس السير أن قوات النمر التي يقودها سهيل الحسن وتشتمل على عناصر من الجيش النظامي وآخرين متطوعين يشرف عليهم الضابط الذي ينتدبه بشار الأسد إلى كل الجبهات، قامت بسرقة وحرق عشرات المنازل في ضاحية الأسد، علماً أن بعضاً من هذه المنازل تعود ملكيتها لضباط من الجيش النظامي والأمن العسكري.

ويضيف المصدر، أنه قبل أيام وقف أربعة ضباط وعميد في الشرطة (قسم الحمدانية) أمام شاحنات مليئة بـ “المعفشات” بالقرب من مدخل الضاحية، وقالوا لأحد المدنيين الباحثين عما سلب منهم، إنهم لا يملكون صلاحية إيقافها.

وفي اليوم ذاته حاول ملازم في الجيش النظامي، يخدم في الضاحية منذ 3 سنوات، الدخول مع عدد من عناصره لتفقد منزله، لكن عناصر “النمر”، هددوه بالسلاح وطردوه، وطلبوا منه الحصول على إذن من سهيل الحسن إن كان راغباً في الدخول.

وينقل مصدر عكس السير عن الملازم قوله إن العناصر قالوا له حرفياً : “العقيد سهيل قال لنا حرروا الضاحية وخذوها لكم”، وينقل عن أحد العناصر قوله أيضاً : “سنقتلع أرضية (بلاط) المنازل وسننزع الحديد من الجدران”.

كما حصل عناصر النمر على رشاو (من 100 إلى 350 ألف ليرة) من عدد من المدنيين بهدف حماية منازلهم أو عدم تعفيشيها، إلا أن العناصر نفسهم كانوا هم من يسرقون هذه المنازل، ولا يكتفون بذلك، بل يقومون بحرقها أيضاً.

ومن بين المنازل التي تمت سرقتها وإحراقها، منزل العميد “عبد الحميد ثلجة”، واللواء محمد جمعة، وهم ضباط سابقون في فرع أمن الدولة، وقد اجتمع عدد من “ضباط حلب” في الأفرع الأمنية، مع المحافظ ورئيس اللجنة الأمنية للتباحث فيما يحصل، لكنهم لم يتمكنوا من فعل شيء، كون الحسن وقواته لا يستمعون لأحد، وتواصلهم مباشر مع بشار الأسد والضباط الروس، علماً أن المجتمعين جزء من منظومة التعفيش العاملة في المدنية منذ سنوات، ولكنهم أصبحوا الآن ضحية  لتعفيش من هو أقوى منهم.

وتعتبر ضاحية الأسد منطقة عسكرية منذ سنوات، وكانت ميليشيات النظام منعت جل قاطنيها من دخولها بحجة الأخطار المحدقة، لكن عمليات التعفيش فيها كانت تجري على نطاق ضيق نظراً لعدم وجود معارك يمكن استغلالها للتغطية.

أما أحدث ضحايا التعفيش، فتحدث عنه المحامي والناشط المدني المعروف، علاء السيد، في منشور له على صفحته بموقع فيسبوك، اليوم الجمعة.

وقال السيد إن أحد سكان الضاحية، وهو رجل متقدم بالسن، استطاع الوصول إلى منزله ليجد “الشباب” متواجدين فيه، فسألهم إن كان يستطيع إحضار عمال وشاحنة لينقل العفش، فكان جوابهم إيجابياً، بل وعرضوا عليه المساعدة وتأمين الشاحنة، ونصحوه بنقل الأشياء الثمينة أولاً.

واتفق الرجل -بحسب رواية السيد- معهم على أتعاب التحميل والنقل (400 ألف ليرة سورية)، ثم انتقى أثمن مافي المنزل وهو أعلم بما فيه، وحمله في الشاحنة ومنح “الشباب” أتعابهم، لتسير الشاحنة بالعفش والشباب وتتركه وحيداً.

وختم السيد منشوره بالقول، إن الرجل أصيب في اليوم ذاته بـ “جلطة” وتوفي.

وحول ضباط بشار الأسد وأزلامه في مناطق سيطرته بحلب، أهالي المدينة إلى بقرة حلوب تدر ذهباً لا حليباً، وعملوا على إفراغ جيوبهم إما عن طريق السطو والنهب والسرقات العلنية، أو عن طريق مافيات المياه والكهرباء وغيرها.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الصورة : منزل في ضاحية الأسد قام عناصر “الجيش العربي السوري” بتعفيش كل شيء فيه وصولاً إلى لوحة الكهرباء والأسلاك من الحائط.

[ads3]