إعلانات
لا يحق للمرأة اللبنانية الانتخاب و الترشح للمناصب ..قرار مجلس النواب اللبناني عام 1944
الاحد - 6 آذار - 2011 - 22:57 بتوقيت دمشق
التفاصيل

في  عام 1944 نشرت مجلة الحديث الحلبية وثيقة ذكرت انها للتاريخ.

 الوثيقة هي تقرير لجنة مشكلة من مجلس النواب اللبناني تعلل فيه أسباب رفض اقتراح عدد من النواب التقدميين منح المرأة اللبنانية حق الانتخاب و حق اشغال المناصب السياسية و الادارية . 

و الحجة هي عدم قدرة المرأة اللبنانية على الامور العقلية الصرفة التي تنافي مع لطفها و ظرافتها ، و عدم قدرة ثمانين بالمئة من اللبنانيات على القراءة و الكتابة و غيرها من حجج ...

و لطرافة هذا التقرير و غرابته ، خاصة أنه يتكلم عن " المرأة اللبنانية"  ننشره كاملا .

جاء في مجلة الحديث( عدد 7 تموز 1944 صفحة 333)  :

قدم عشرة من أعضاء مجلس النواب اللبناني مذكرة بمنح المرأة اللبنانية حقوقها السياسية .

وقد أحدث هذا الاقتراح في وقته كثيراً من الضجة ...

وبعد أن نام مدة من الزمن في المجلس وضعت لجنة العرائض والاقتراحات تقريراً معللاً مدللا عنه .

 ولما كان هذا التقرير على جانب عظيم من الأهمية فنحن ننشره هنا بنصه للتاريخ :

تلي الاقتراح المقدم من السادة النواب أسعد البستاني ، ووديع الأشقر ، وكمال جنبلاط ، و نقولا غصن ، والدكتور عبد الغني الخطيب،  وغبريال المر ، وجورج عقل ، وجوزيف ضو ، والدكتور يعقوب الصراف .

وخلاصته أنهم يقترحون على المجلس النيابي وضع تشريع بإعطاء المرأة حقها بأن تنتخب وتُنتخب لدى مختلف الهيئات السياسية والإدارية.

وبأن تشغل المناصب كافة ، باستثناء رئاسات الجمهورية والحكومات ومجلس النواب وبالتالي مساواتها بالحقوق السياسية والإدارية مع الرجل .

ولما كانت اللجنة تعتقد بأن إعطاء المرأة هذه الحقوق يتنافى :

أولاً – مع طبيعتها ( المرأة خطرة في مجال الامور العقلية ):

لأن إعطاءها هذه الحقوق معناه عملياً تمكينها من الانغماس في السياسة ومن التفريط في قوى اختصاصها .

الإتاحة لها أن تكون ناخبة ومنخوبة و متسلمة لمقدرات البلاد والعباد يؤدي إلى زجها في الأمور العقلية الصرفة بشكل ما في هذه الأمور من تعقيد ومشقة وخطر،  في حين أنها في طبيعتها مخلوق لطيف ظريف .

ثانياً – يتنافى مع بيئتها ( يحرم على المرأة الخروج سافرة ):

لأن مسلك المرأة في لبنان يتأثر إلى حد بعيد بالتقليد الديني والإقليمي.

فمن التقاليد الدينية ما يحرم على المرأة أن تظهر في الناس سافرة .

ومن التقاليد الإقليمية ما يحظر عليها أن تكلم رجلاً لوحده وأن تدخل المجتمعات العامة .

في مجتمع قد تكون بكر الأجيال وتكدس العادات والمعتقدات يستحيل نسفه دون تمهيد طويل ودقيق حكيم .

ثالثاً – يتنافى مع ثقافتها ( ثمانون بالمئة من نساء لبنان لا يعرفن القراءة و الكتابة ) :

لأن الأكثرية الساحقة في اللبنانيات لا تملك من الثقافة والعلم قسطاً يخولها التصرف بالحقوق السياسية والإدارية كافة .

فالإحصاء التقديري لا يدل على وجود أكثر من عشرين بالمئة من المثقفات في لبنان في حين الثمانين بالمئة الباقيات لا يعرفن أيسر مبادئ القراءة والكتابة .

رابعاً – يتنافى مع واجبها العائلي ( مهام المرأة هي ادارة المنزل فقط ):

لأن الرسالة المترتب على المرأة تأديتها هي تحضير الأسرة التي يرتكز عليها الكيان الوطني وتتوقف عليها حياة الأمة وهي إدارة المنزل الذي يشكل نواة الدولة المستقبلية .

وتمتنع المرأة من تأدية رسالتها هذه إذا هي نزلت ميدان السياسة العملية فتكون النتيجة تفكك الأسرة وفساد المنزل وبالتالي تفكك الوطن وفساد الدولة .

خامساً – يتنافى مع تاريخها ( التاريخ يمنع تعامل المرأة بالسياسة ) :

لأن التاريخ اللبناني لا يعرف أن المرأة خاضت يوماً المعترك السياسي فهي إذن لم تكسب خبرة ومراناً تاريخيين في هذا الحقل وعليه فإفادتها منه وفيه ستكون قليلة إن لم نقل معدومة .

ولأن الدول الشرقية عامة والعربية خاصة لم تعط المرأة هذه الحقوق فلماذا يكون لبنان سباقاً إلى مضمار يُشك كثيراً في أمكان انتفاعه منه ؟

سادساً – يتنافى مع مشكلة العمل والبطالة ( عمل المرأة بالسياسة يزيد البطالة ) :

لأن العدد الضخم من الشبان العاطلين عن العمل في لبنان كان قبل الحرب وحتى بعد انتهائها يسبب مشكلة من مشاكلنا الاجتماعية و نحن بحاجة إلى تخفيف العناصر التي تطالب بالعمل وتضيق ذرعاً بقلة المرافق التي تستوعب عدد البطالين، فكيف بنا إذا زدنا هذا العدد وفتحنا الباب للنساء وهن يشكلن أكثر من نصف الأمة اللبنانية عدداً .

سابعاً – يتنافى مع منطق التشبه والاقتداء بالغير ( لا يوجد في لبنان مبرر لحقوق المرأة السياسية ) :

لأن الدول الغربية الديمقراطية التي أعطت المرأة حقوقاً سياسية وإدارية لها مبررها .

ففي انكلترا مثلاً ملكية وراثية تحتم على ولية العهد أن تتربع العرش إذا لم يكن هناك ولي عهد ، فتوكيداً لشرعية هذا الملك أعطيت المرأة المحكي عنها .

وفي روسيا تبنت الدولة الولد بأن كفلته بعد ولادته حتى المراهقة وجعلته في مدارس انشئت خصيصاً لهذا الغرض بحيث يتمكن الولد من الصحة والعلم والتربية الوطنية والأخلاق جميعاً .

ثم إن الدولة تعهدت المرأة بتربية خاصة وزودتها بثقافة كافية قبل أن تمنحها الحقوق السياسية ، أما في لبنان فلا شيء من ذلك .

لذلك ترى اللجنة أن لا يؤخذ بهذا الاقتراح حالياً .

نصائح تهيء المرأة اللبنانية لنيل حقوقها السياسية

اللجنة ترغب إلى المجلس النيابي أن يعمل على  تهيئة العهد الذي يمكن فيه إعطاء المرأة الحقوق المطلوبة وذلك : 

1 - بالسهر على تربية الإناث بطريقة تكيف طبيعتهن وتجعلهن يعولن على العقل في تصرفاتهن العملية .

2- العمل المتواصل للتخلص من وطأة المحافظين على التقاليد التي لا تتفق مع تقدم الاجتماع الحديث .

3- إقصاء الجهل عن المرأة عموماً وتنقيتها بثقافة متينة يمكنها معها أن تنظر إلى الرجل كشريك لها مسؤول عن رقي الأمة لا كسيد ومحام فحسب .

المحامي علاء السيد – عكس السير


التعليقات :
أبو سرداح
(0)   (0)
قوية................!
أبو ليون
(0)   (0)
يحق للمرأة الترشح للسلطة سواء كانت ذكر أو أنثى.......
iiiiiiiiiii
(1)   (0)
روحوا شوفوا المرأة اللبنانية شو صار عندها هلق حقوق بعدين تعالوا احكوا عليها

Blue Sky
(0)   (0)
عدد 7 تموز 1944 صفحة 333 . قوية هاي صفحة 333 هاي مجلة ولا مجلد.
بعدين,
وديع الأشقر ، و نقولا غصن ، وغبريال المر ، وجورج عقل ، والدكتور يعقوب الصراف
أسماء ناس معاصرة تتعاطى الشأن العام فقط
سامي الكيالي
(0)   (0)
مجلة الحديث كانت تصدر بأعداد متتابعة بصفحات متتالية
اي اعداد السنة الواحدة و هي عشر اعداد
تكون صفحاتها متتالية من 1 حتى 600 مثلا
و قبل ان تقدم توضيحا
يجب عليك الاطلاع على المجلة و ما جاء فيها
للتأكد من ارقام الصفحات و الاسماء الترقيم
علاء الكيالي
(0)   (0)
أصدر جدي الأديب المرحوم سامي الكيالي مجلة الحديث في حلب (سوريا) وتقع أعداد مجلة الحديث في اثنين وثلاثين مجلداً من عام 1927 وحتى 1958 مجموع صفحاتها بين (22000) و (23000) صفحة وهي مجلة شهرية أجمع كبار الأدباء والمفكرين في العالم العربي على أنها كانت مرآة للحياة الفكرية والأدبية المتجددة خلال تلك الفترة ليس في سوريا فحسب بل في معظم أرجاء الوطن العربي.
ناصر
(0)   (0)
ما عرفت شو عملت المرأة اللبنانية ولو ين وصلت غير أنها تخلصت من بعض الأخلاق والملابس
عموما لاننغر بالديمقراطية اللبنانية فهي في أحسن أحوالها ديمقراطية طوائف بزعامتها ولاتصل لأفراد الطوائف وأكيد لاديمقراطية ضمن الطائفة الواحدة
عموما الفذلكة بالحديث وادعاء الفهم وكام كلمة اجنبية وتهافت قنوات الخليج على اللبنانيات لدواعي معروفة لايعني ان اللبنانيات شغلة كبيرة مع فائق الأحترام لبعضهن المحترمات حقا
Blue Sky
(0)   (0)
شكرا لك سيد سامي .... على التوضيح بالنسبة لعدد أرقام الصفحة بالمجلة و قد باتت واضحة لي الآن لأن العدد كان كبيرا بالنسبة لمجلة للوهلة الأولى... أما مجلة الحديث بغض النظر عن رؤيتها السياسية و فكر صاحبها رحمه الله فهيا كما أشار حفيده علاء كانت مرآة للحياة الفكرية و الأدبية و قد قرأت لاحقا بعضا منها لأنني لم أكن أعلم بها و للأسف ... و ***************
سوري مغترب
(0)   (0)
يعني فعلا شي بزعل ... كانت سوريا أرقى دولة عربية من حيث شخصية الانسان السوري و تحضره بينما كانت لبنان مثلا شوية قرى ضايعة .... و هلق شوفو المقارنة ........
ابو اسامة
(0)   (0)
عكس الآن 100% وتحياتي لكل الاخوة اللبنانيين
أضف تعليقك :
الاسم : *
التعليق : *
Keyboard لوحة مفاتيح عربية
ضع الكود الموجود بالصورة : *

مقالات أخرى من " ع البال "

24-1-2015
" برغر كينغ " ترفض تعويض الطفل السوري الذي ضربه أحد مدرائها في اسطنبول .. و الأخير يحاول إسكات والد الضحية بـ 100 ليرة !
رفضت الشركة التي تمتلك ترخيص سلسلة مطاعم "بيرغر كينغ" في تركيا تعويض الطفل السوري الذي تعرض للضرب على ...


15-4-2013
بعد ظهوره في "أراب آيدول".. صفحة إخبارية "مخابراتية" تهدد عائلة الفنان عبد الكريم حمدان
  نشرت صفحة إخبارية مؤيدة للنظام السوري على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" منشوراً هدّدت فيه الفنان عبد الكريم ...


7-6-2012
عرض أول جهاز أنتجته شركة أبل للبيع
أعلنت دار "Sotheby" للمزادات عن نيتها طرح أول جهاز كمبيوتر أنتجته شركة أبل للبيع في مزاد يُقام في ...


3-11-2011
حديقة العزيزية (مرعي باشا الملاّح) والحديقة العامة بحلب
تمهيد: إنّ التقرير الذي قدّمه الى المجلس البلدي بحلب المهندس الاستشاري شارل غودار، عضو المجلس البلدي ومدير سكة حديد ...


28-9-2011
زقاق الأربعين ووثيقة آل دلاّل و الشاعر جبرائيل دلال (1836 – 1892) من أوائل شهداء الحرية
في محاولة لربط الزمان بالمكان وبالحدث الذي يفعّله الإنسان سنحاول ان ننقل خطواتنا في النصف الثاني من القرن ...


18-8-2011
سر البيلون الحلبي
كتب المرحوم الدكتور عبد الرحمن الكيالي مقالة في مجلة الحديث الحلبية تساءل فيها : هل كلمة ( بيلون) ...


13-8-2011
صناعة صابون الغار في حلب تلفظ أنفاسها الأخيرة
في عام 1999 ظهرت المواصفة القياسية السورية لصابون الغار ، التي حددت نسبة زيت المطراف فيه بخمسين بالمئة ...


10-8-2011
عيدو السواس و عيدو التنكجي مؤسسا فرقة نجمة سورية أول فرقة مسرحية بحلب
نشر الاستاذ  أحمد نهاد الفرا مقالة مطولة في مجلة العمران  (التي كانت تصدر عن وزارة البلديات فترة الوحدة ...