داوود أوغلو : ” داعش ” ظهر بعد بداية الأزمة في سوريا بعامين .. و القضاء عليه لن يحلها

قال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو إنه حتى في حال القضاء على تنظيم داعش فإن الأزمة السورية لن تحل، وستظهر تنظيمات إرهابية أخرى، مشيرًا لكون تنظيم داعش ظهر بعد عامين من بداية الأزمة السورية.

جاء ذلك خلال كلمته، الخميس بتوقيت نيويورك، أمام المؤتمر السنوي لمجلس العلاقات الخارجية الذي شارك به كضيف شرف، ورده على الأسئلة التي وجهت له من الحضور.

ولفت داود أوغلو إلى وجود تصور لدى الرأي العام الدولي، أن تنظيم داعش ينتشر بسبب عدم إرسال تركيا قوات لمحاربته، وتساءل رئيس الوزراء التركي “لماذا تفعل تركيا ذلك؟ لماذا لا تشارك الدول الحليفة الأخرى؟ لماذا على تركيا وحدها أن تتحمل تلك المسؤولية؟”، وأكد داود أوغلو على ضرورة التعاون فيما يتعلق بالجهود الموجهة لمكافحة داعش.

واعتبر داود أوغلو، بحسب وكالة أنباء الأناضول، اتفاقية تدريب وتجهيز المعارضة السورية المعتدلة، التي وقعت بين الولايات المتحدة الأمريكية وتركيا، خطوة تاريخية، قائلًا: “إن هناك خطوات مهمة أيضا ينبغي اتخاذها منها إنشاء منطقة آمنة ومنطقة حظر طيران”.

وفيما يتعلق بالمقاتلين الأجانب الذين ينضمون إلى داعش مرورًا بتركيا، قال داود أوغلو إن بعض هؤلاء يمرون من تركيا بالفعل وبعضهم يمر عبر دول أخرى، مشيرًا إلى الجهود التي تبذلها السلطات التركية لمنع هؤلاء المقاتلين من المرور عبر أراضيها، والصعوبات التي تواجهها في سبيل ذلك، والتي كان من ضمنها رفض بعض الدول الأوروبية إرسال أسماء الأشخاص المشتبهين إليها، بحجة أن إرسال أسماء أشخاص لم يقترفوا أية جريمة يتعارض مع الديمقراطية.

وأضاف داود أوغلو أن دولاً أوروبية بدأت بعد ذلك في إرسال أسماء الأشخاص المشتبه بهم إلى تركيا، وقامت تركيا بمنع دخول 10 آلاف مشتبه به إلى أراضيها.

وأكد داود أوغلو على عدم إمكانية إغلاق حدود تركيا مع سوريا لمنع مرور الأجانب الذين يرغبون في الانضمام إلى داعش، لأن المدنيين السوريين يعبرون الحدود من سوريا إلى تركيا هربًا من الاشتباكات، وتنتهج تركيا معهم سياسة الباب المفتوح.

وفيما يتعلق بالانتقادات الموجهة لمشروع قانون الأمن الداخلي الجديد في تركيا، بحجة منحه مزيدًا من الصلاحيات لرجال الشرطة، أشار داود أوغلو إلى مقتل 4 شباب خلال المظاهرات وأعمال الشغب التي شهدتها تركيا في تشرين الأول الماضي، دون أن يتمكن رجال الشرطة من التدخل، قائلًا: “إن مشروع القانون الجديد يعمل على منع تكرار مثل ذلك الحادث”.

وأشار داود أوغلو إلى بعض الصلاحيات التي تتمتع بها الشرطة في أوروبا والولايات المتحدة ولا تتمتع بها الشرطة التركية، مثل صلاحية تفتيش السيارات في حالة الاشتباه.

وقال رئيس الوزراء التركي إن حزب العدالة والتنمية الحاكم بتركيا هو الذي اقترح قانون الأمن الداخلي الحالي أيضًا، إلا أن الكثير من الأحداث التي شهدتها تركيا جعلته يعيد التفكير به، ويسعى إلى تطبيق المعايير الأوروبية والأمريكية بهذا الخصوص.

وردًا على سؤال حول ما إذا كانت سياسة “صفر مشاكل” مع دول الجوار التي اشُتهر داود أوغلو بالدعوة إليها، لا تزال سارية، رغم التوتر الذي يسود علاقات تركيا مع سوريا وإسرائيل على سبيل المثال، قال داود أوغلو إن العلاقات مع “بشار الأسد” كانت ستصبح مختلفة لو أنه لم يكن يقتل شعبه، وكذلك الأمر مع إسرائيل لو أنها لم تقتل أطفال غزة.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها