صحف ألمانية : العالم تخلى عن سوريا
انتقدت وسائل إعلام ألمانية المجتمع الدولي، الذي يبقى منقسماً وعاجزاً عن اتخاذ تدابير مشتركة لوقف القتل والدمار في سوريا، في غياب إجراءات حاسمة تضع حداً للنزاع الذي تشهده البلاد منذ أربع سنوات. وهو ما يجعل الشعب السوري يشعر بأن العالم تخلى عنه، حسب صحيفة “زود دويتشه تسايتونغ”، التي كتبت في معرض تعليقها على الأحداث هناك:
“العالم تخلى عن سوريا ومجلس الأمن الدولي لم يف بتعهداته ومسؤولياته. وهو ما يبرر الانتقادات اللاذعة لـ 21 من الجمعيات الخيرية، فليس هناك أي مؤشرات على حل سياسي للصراع. جماعات المعارضة المعتدلة تجد نفسها ممزقة بين الحكومة والجهاديين. وأما الأسد، فيراهن في نهاية المطاف على أن يبرهن للعالم أنه أهون الشرور وأن يتغاضى المرء عن دم عشرات آلاف السوريين، الذين تسبب في قتلهم. روسيا هي الأخرى نجحت لفترة طويلة في الدفاع عن مصالحه في مجلس الأمن. وهناك أيضاً تخوفات أن يتم عرقلة قرارات أممية مستقبلية بشأن وصول المساعدات الإنسانية. ولهذا يجب توفير الحاجيات اللازمة لمساعدة السوريين، الذين يمكن الوصول إليهم على الأقل. يجب أن تكون هذه المسؤولية على عاتق جميع الأطراف، بغض النظر عن الجانب الذي يدعمونه في فوضى الحرب السورية”.
من جهتها تشاطر صحيفة “مورغن بوست” هذا الرأي، مشددة على أن الوضع في سوريا أصبح كارثياً:
“في البداية كان هناك طموح لمزيد من الديمقراطية في نظام ديكتاتوري. ولكن بعد أربع سنوات، تعيش سوريا الآن واحدة من أكثر الصراعات دموية في القرن الـ21. وقد تطور الوضع إلى كارثة إنسانية خطيرة. ما هو السبيل لإيجاد حل للأزمة؟ عبر التدخل العسكري؟ ولكن الغرب يرفض ذلك، فالأميركيون لا يريدون والأوروبيين لا يستطيعون. شحنات الأسلحة تتحرك – لسبب وجيه – بمستويات منخفضة. والاتفاق بين الغرب وروسيا يبدو مستبعداً في الوقت الحالي. إنها كارثة فعلاً”.
وأما صحيفة ” تاغس تسايتونغ” البرلينية فقد ركزت في تعليقها على تعامل دول الجوار والدول الغربية مع تدفق اللاجئين السوريين، وكتبت تقول:
“مازالت الدول المجاورة تتعامل مع استقبال اللاجئين السوريين وكأنه وضع مؤقت. ضحايا الحرب الأهلية يعيشون دون استفادة الأطفال من التعليم المدرسي ودون رعاية صحية كافية ودون القدرة على بناء المستقبل. ولكن لا داعي أن نخدع أنفسنا، فمنذ ظهور تنظيم “الدولة الإسلامية” الإرهابي أصبح من الواضح أنه حتى لو تمت الإطاحة بالدكتاتور بشار الأسد، فإن الأزمة لن تنتهي. اللاجئون السوريون لن يتمكنوا من العودة إلى وطنهم لسنوات عديدة، وربما لعقود. ولذلك، يجب على المجتمع الدولي إيجاد حلول مستدامة وتوفير حزمة إنقاذ بحجم أكبر مما كان عليه الأمر في الماضي. ويشمل ذلك حصول وكالات الأمم المتحدة أخيراً على الأموال التي تحتاج إليها من قبل الدول الأعضاء. من جهة أخرى يجب على الدول الغربية، وكذلك الدول المجاورة، أن تتعامل مع اللاجئين السوريين بشكل آخر. إذ لايكفي استقبالهم، بل ينبغي دمجهم بشكل دائم. وإلا سيكون مصير ضحايا الحرب الأهلية مثل مصير الفلسطينيين”.
صحيفة ” ميتل بايريشه تسايتونغ” هي الأخرى انتقدت الصراع العسكري وتدخل القوى الإقليمية والدولية في المنطقة:
“ليس هناك جواب واضح على العمل العسكري في المنطقة. الولايات المتحدة الأمركية تقود غارات جوية، الأسد يسيطر بمساعدة إيران على ما يقرب من نصف الأراضي السورية ويحارب المعارضة السورية والأكراد، والكل يحارب بشكل أوبآخر تنظيم “الدولة الإسلامية”. تحالف إجباري لن يدوم، إذا هزم التنظيم الإرهابي. مظاهرة سلمية في دمشق قبل أربع سنوات تحولت إلى أسوأ الصراعات في العقد الجاري”. (إذاعة صوت ألمانيا)[ads3]