القيصر فلاديمير بوتين دائما على حق !

(نينا كروتشيفا- رويترز)
في روسيا هناك مثل شعبي قديم يقول .. القيصر دائما على حق.

وسواء كان الامبراطور رومانوف أو رئيس الدائرة الحكومية السوفيتية أو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ومهما كان النظام قاسيا يرى الروس عادة أن زعماءهم معصومون من الخطأ.

وخلافا للمنطق السائد الذي يقول ان القمع يولد الانفجار تحمل الروس بعضا من أسوأ الطواغيت في التاريخ ورغم ذلك لديهم خوف من التغيير يقترب من خوفهم من يوم الحساب. فنهاية النظام لا تعني الأمل بل فوضى عارمة.

وعلى مدار تاريخ روسيا أيد الروس زعماءهم بغض النظر عن السياسة التي ينتهجونها. وهذا يفسر اخلاص الشعب الروسي للحاكم ذي “القبضة القوية” على السلطة ويفسر أيضا انعدام ثقتهم في الديمقراطيات التعددية.

وما زاد وغطى انه حين ينتقد “الاخر” ..الولايات المتحدة أو الاتحاد الاوروبي الكرملين لسياساته القمعية يهب الروس ويحتشدون خلف حاكمهم مثل ما نشهد الان مع بوتين.

ولهذا فان الامل في ان تؤدي الاحتجاجات التي حدثت في موسكو على اغتيال زعيم المعارضة بوريس نيمتسوف الى الاطاحة بنظام بوتين قد تكون مغالية جدا.

وفي فبراير شباط قبل ايام معدودة من اغتيال نيمتسوف أظهرت استطلاعات الرأي ان 15 في المئة فقط من الروس يتعاطفون مع المعارضة وان 68 في المئة لا يفعلون. وترى الغالبية التي بلغت 54 في المئة ان روسيا بقيادة بوتين “تسير في الاتجاه الصحيح.”

ولا يزال الروس يحبون “البوتينية” رغم انها خليط من السلطة المركزية والمخابرات (كيه.جي.بي) واقتصاديات السوق التي تتحكم فيها الدولة مع بعض الحريات المتمثلة في احتجاجات منتقاة وصدور بعض الصحف المستقلة.

لكن المنتقدين يرون ان البوتينية كانت تنفع في مطلع الألفية الجديدة لكنها لم تعد منطقية الان.

لكن المنطق السائد يقول ان ارتفاع اسعار النفط في بداية الالفية وفرت للروس سوقا مستقرة للعمل ومنتجات استهلاكية ومترفة لم يعهدوها من قبل.

ورغم ان سياسات بوتين أتت بعقوبات اقتصادية معوقة ردا على ضم روسيا لشبه جزيرة القرم الاوكرانية العام الماضي لا يرى سوى 12 في المئة من الروس فقط انه يجب التصدي له بالمظاهرات وترى الغالبية العظمى انه يكفي ان بوتين يقف في وجه الغرب.

فالروس مؤمنون بان الولايات المتحدة وحلف شمال الاطلسي يريدان “تركيع” روسيا.

 [ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها