إبراهيموفيتش يفشل بتقديم أي فعالية هجومية ضد مورينيو

 بدا باريس سان جيرمان قلقاً قبل مواجهته تشلسي مساء الأربعاء في دوري أبطال أوروبا بناء على أن نجمه زلاتان إبراهيموفيتش لم يكن له أي تأثير عملي في سبع مباريات ضد مدربه السابق البرتغالي جوزيه مورينيو، على رغم أن المهاجم السويدي ساهم في أكثر من 100 مباراة في هذه البطولة وكسب منها سمعة كونه واحداً من أبرز المهاجمين في العالم.

ووفقاً لشبكة غول  فإنه على الرغم من قدرة السويدي زلاتان إبراهيموفيتش على إحراز ثلاثة أهداف في كل سبع مباريات في مسابقة دوري أبطال أوروبا – أصعب منافسة للأندية في العالم – وقدرته على خلق فرص عديدة لزملائه وإمتلاكه لتسديدات قوية في كل زوايا الملعب وإستخدامه لرأسه بذكاء، إلا أنه يفشل دائماً في تقديم أي فعالية هجومية في مواجهة الفرق التي يدربها المدير الفني البرتغالي جوزيه مورينيو.

ولعب إبراهيموفيتش ثلاثة مواسم مع إنتر ميلان ، كان آخرها تحت إشراف مدرب الفريق جوزيه مورينيو ، إلا أنه منذ مغادرة الهداف السويدي للنادي الايطالي وإنفصاله عن مدربه البرتغالي في عام 2009 ، فقد لعب 8 مرات مع ميلان الإيطالي وبرشلونة الإسباني وباريس سان جيرمان الفرنسي ضد أندية أشرف عليها مورينيو في ممثلة بأندية إنتر ميلان الإيطالي وريال مدريد الإسباني وتشلسي الإنكليزي ، ولكنه لم يستطع حتى أن يحرز هدفاً واحداُ في تلك المواجهات الثمانية .

وإلى جانب فقدان إبراهيموفيتش فعالية التهديف ، فأنه هناك ماهو أسوأ من ذلك بكثير ، فالتسديدات والتمريرات الحاسمة لزملائه كانت سيئة إلى درجة أنه تم استبداله 3 مرات، واحدة منها بسبب إصابته ومرتين لأن مساهماته كانت معدومة في المباراة ، ناهيك عن طرده في مباراة الأربعاء الماضية أمام تشلسي ، وعندما فاز ريال مدريد مورينيو على ميلان في اكتوبر 2010 صوّت قراء الموقع الرياضي على أن إبراهيموفيتش كان اللاعب الأسوأ أداء على أرض الملعب.

ويشير الموقع مجيباً على تساؤلات المراقبين حول كيفية ظهور إبراهيموفيتش على ذلك المستوى في المباريات التي يشرف عليها مورينيو ، إلى دليل في كتاب سيرة المهاجم الذي أصدره في 2013 بعنوان “أنا زلاتان”، إذ يذكر فيه “لم يسبق لي أن التقيت بمدير فني الذي لديه معرفة كبيرة عن تشكيلة الأندية التي يواجهها وصولاً إلى حجم حذاء الحارس الثالث فيهم!”.

إلى ذلك يوضح مهاجم ليفربول وانكلترا السابق أميل هيسكي عن سلبية إبراهيموفيتش أمام مورينيو ، حيث قال : “بكل وضوح لدى مورينيو ميزة، ولكنها ليست فقط على أرض الملعب. ما تعلمه مورينيو كمدرب في إنتر أحدث فرقاً كبيراً. في ذلك الموسم كان يبحث عن كل شيء يتعلق بزلاتان، ليس فقط كيف يلعب وما سيفعله على أرض الميدان، ولكن ذهنياً أيضاً، بماذا يفكر، ما هو الشيء الذي يزعجه، وبالتالي سيكون لديه فهماً جيداً للغاية عن إبراهيموفيتش. وهذه هي ميزة كبيرة”.

وقام مورينيو، من خلال إلمامه من تجربته التدريبية لإبراهيموفيتش ومع مشاوراته مع جهازه الكشفي والمحللين، بعمل مذهل حول كيفية الحد من خطورة المهاجم السويدي خلال المباراة ، حيث أتضح ذلك جلياً على تحقيقه بوضع ظهيرا الوسط مع خبرتهما الكبيرة لمنعه من التحرك بسلاسة، وبالتالي أصبحت النتائج واضحة أمام الجميع.

فمع مواجهة إبراهيموفيتش لإنتر ميلان ، فقد قيد المدافعان البرازيلي لوسيو و الأرجنتيني والتر صامويل حركات زلاتان في المباراة ، وفي ريال مدريد حول مورينيو هذا الجانب إلى الثنائي البرتغالي ريكاردو كارفاليو وبيبي بالإضافة إلى المدافع الإسباني سيرجيو راموس ، في ذات الجانب الذي أوعز فيه إلى ديفيد لويس وجون تيري وغاري كاهيل الواجبات الدفاعية المركزية بدقة في تشلسي لعزل إبراهيموفيتش  ، مع الإشارة إلى أن هؤلاء المدافعين الثمانية قد حققوا ميدالية دوري أبطال أوروبا.

ويقول هيسكي : ” انظر إلى نوعية هؤلاء اللاعبين، إذا كنا ننظر إلى الوراء ربما نفكر في تسميتهم لمدة عقد في فريق. هناك الكثير من الخبرة بين تلك المجموعة وجميعهم من الطراز العالمي “.

ويضيف قائلاً : ” تظهر الاحصائيات مدى الخبرة الجيدة لمورينيو عندما يتعلق الأمر بوضع خطة. من وجهة نظري، إبراهيموفيتش هو أفضل النمط التقليدي للمهاجم المركزي الموجود حالياً ، فهو يحرز أهدافاً ، وتمريراته العرضية جيدة ولديه لمسات رائعة كما أنه قوي البنية ، وهو مختلف تماماً عن سيرجيو أغويرو (مانشستر سيتي) ولكنه بمقارنته مع نفس النوعية من المهاجمين، فإنه الأفضل “.

ويتابع : ” لا أوافق مع الرأي القائل انه لا يلعب بشكل جيد في المباريات الكبرى. يمكنك المجادلة أن كل المباريات الدولية تعتبر كبيرة. سجله التهديفي مع منتخب السويد رائع (51 هدفاً في 101 مباراة)، يشارك في الكثير من المباريات الكبرى ويسجل الكثير من الأهداف “.

بنى مورينيو علاقته مع إبراهيموفيتش عندما كان المهاجم في إنتر وحتى قبل أن يلتقيا مع سلسلة من الرسائل النصية خلال بطولة كأس الأمم الأوروبية 2008 ، حيث ذكر المهاجم السويدي في كتابه عنه “هذا هو المدرب الخاص. كان سيصبح الشخص الذي سيكون علي الاستعداد للموت من أجله ،بغض النظر عن مدى سعادتي عندما كنتُ ذاهباً إلى برشلونة، بقدر ما كنتُ حزيناً جداً لترك مورينيو”.

وفي الموسم الماضي عندما فاز تشلسي على باريس سان جيرمان بفارق الأهداف خارج أرضه في الدور ربع النهائي لدوري أبطال أوروبا، كان إبراهيموفيتش غائباً عن مباراة الاياب بسبب إصابته وكان يشاهدها من مدرجات ستامفورد بريدج، وفي وقت لاحق علق في مقابلة تلفزيونية قائلاً “أتمنى حظاً سعيداً لمورينيو”، وعانقه المدير الفني للبلوز رداً على ذلك.

وقبل أسابيع قليلة من هذا اللقاء كان البرتغالي يؤكد “لا أفهم لماذا يقول الناس ان العمل معه (إبراهيموفيتش) صعب أو أنه شخصية صعبة المزاج عندما يكون لديك لاعباً فائزاً ويريد الفوز في كل الأوقات، أعتقد بأنه من السهل جداً العمل معه. دربته لمدة سنة واحدة فقط وكان عاماً جيداً وتجربة جيدة. اعتبره واحداً من أفضل اللاعبين الذين قمت بتدريبهم”.

وربما تأثر هذا الحديث سلبياً على تفكير إبراهيموفيتش مساء الأربعاء الماضي، إذ لم يستطع أن يتمالك نفسه ليظهر لمدربه السابق على أنه ما يزال ذلك اللاعب المفضل، عندما حصل على بطاقة حمراء في الدقيقة الـ32 من المباراة، على رغم عودة باريس سان جيرمان من ستامفورد بريدج بتأهل دراماتيكي إلى ربع نهائي دوري أبطال أوروبا، حيث أجبر البلوز على التعادل 2-2 بعد التمديد، وسبق لهما أن تعادلا 1-1 في المباراة الأولى.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها