لاجئ سوري في لبنان يدفع حياته ثمناً لعجزه عن توفير 300 دولار شهرياً للعلاج من السرطان
يعاني اللاجئون السوريون المصابون بالسرطان في لبنان معاناة مضاعفة، فبالإضافة للجوء والتشتت الذي يعيشونه، والفقر والحالة المعيشية والنفسية الصعبة، فإنهم يواجهون صعوبات جمة في الحصول على العلاج وتأمين تكاليفه الباهظة.
ويقول اللاجئ الحمصي “أبو عدي” لقناة الجزيرة إنه فقد صديقه طبيب الأسنان محمد الخلف منذ شهرين بعد إصابته بمرض السرطان, مضيفا أن وضعه المادي كان سيئا للغاية, وكان بحاجة إلى مبلغ 300 دولار شهريا للعلاج عجز عن تأمينه.
وأوضح أبو عدي أن الأمم المتحدة لا تغطي هذه الأمراض، وأن صديقه المرحوم قال له في آخر أيامه إنه يرى الموت وينتظره وإنه عاجز عن فعل شيء. ويضيف أبو عدي أنه حاول كثيرا مساعدته ولكن المبالغ التي كانت تأتيهم قليلة, فكانت النهاية المحتومة.
وفي قصة أخرى، حلق الطفل محمود ابن الأربع سنوات وشقيقه الأصغر زيد ذو الربيعين شعريهما, ليس بمناسبة حلول العيد هذه المرة ولكن تعاطفا في عيد الأم مع أمهما نسرين التي فقدت شعرها جراء إصابتها بمرض السرطان. ونسرين زكور شابة سورية من مدينة حلب فرت من سوريا في أواسط العام 2012 ومتزوجة من الشيخ حمدي كانجو وهو إمام مسجد.
يروي كانجو وجع العائلة بعد صدمته منذ خمسة أشهر بخبر إصابة زوجته بمرض السرطان، ويجلس ويده على رأس طفله, قائلا إنه عدما تلقى من الطبيب أن نتيجة الفحص أظهرت أن زوجته مصابة بالسرطان بكى “على شبابها كثيراً”، ولكنه سلّم أمره لله.
ويقول كانجو “قدر الله لي عبر دائرة أوقاف عكار التابعة لدار الإفتاء في لبنان إشراكي في شركة التأمين الصحي وهذا ما خفف علينا كثيرا وربما أعطانا الأمل بعودة الصحة من جديد إلى زوجتي”، مضيفا أنه يعرف الكثيرين ممن لا يستطيعون شراء جرعات الدواء وحياتهم مهددة بالخطر والبعض الآخر مات أمام أعين ذويه.
ويقول مسؤول الملف الطبي في اتحاد الجمعيات الإغاثية في لبنان الدكتور إياد هدهد، بحسب قناة الجزيرة أيضاً، إن لديهم عشرات الحالات المصابة التي تطرق بابهم يومياً ولكنهم عاجزون عن تأمين تكاليفها، مضيفا أنهم يحاولون رفع بعضها لجهات مانحة, ومشيرا إلى أن الأولوية هي لأصحاب الحالات السرطانية المكتشفة مبكراً حيث تكون نسبة الشفاء كبيرة، وكان آخرها سبع حالات في منطقة صيدا يتلقون الآن العلاج وهم في تحسن.
ويضيف هدهد -في حديث للجزيرة نت- أنه اليوم في لبنان يزداد العبء على اللاجئ وسط غياب دور المؤسسات الدولية وعلى رأسها الأمم المتحدة, مشيرا إلى أنهم كاتحاد طرقوا أبواب الأمم المتحدة لمساعدة مرضى السرطان ولكن الرفض كان الجواب على اعتبار أن هذه الحالات تكلف الكثير من الأموال وتكون نتائجها أقل.
ويرى هدهد أنه يمكن لوزارة الصحة اللبنانية أن تلعب دوراً مهما في تأمين الجرعات للمرضى, وقد حدث ذلك في حالات خاصة رفعت لوزير الصحة وائل أبو فاعور الذي سارع لتأمين الجرعات. وعبر هدهد عن شكره للوزير أبو فاعور، داعيا لتعميم ذلك على الأقل مع المصابين بالسرطان المكتشفة حالاتهم مبكراً.[ads3]