القمة العربية في شرم الشيخ تركز على اليمن وتشكيل قوة تدخل عربية
ركز القادة العرب في كلماتهم في قمتهم التي بدأت في منتجع شرم الشيخ في مصر يوم السبت على الحملة العسكرية في اليمن وإنشاء قوة تدخل عربية بالإضافة إلى الوضع في سوريا وليبيا والقضية الفلسطينية.
وتعقد القمة العربية العادية السادسة والعشرون بعد أيام من بدء عملية (عاصفة الحزم) التي قادتها السعودية وشاركت فيها دول عربية ودعمتها دول أجنبية لقصف مواقع في اليمن بهدف وقف زحف الحوثيين وقوات موالية لهم من الجيش اليمني صوب عدن التي فر إليها الرئيس عبد ربه منصور هادي بعد فترة إقامة جبرية فرضت عليه في صنعاء.
وكان الحوثيون المدعومون من إيران قد استولوا على صنعاء في سبتمبر أيلول.
وقال الملك سلمان بن عبد العزيز عاهل السعودية في كلمته أمام القمة “سوف تستمر عاصفة الحزم حتى تتحقق جميع الأهداف وينعم الشعب اليمني بالأمن والاستقرار.”
ووصف العاهل السعودي التحركات الحوثية في اليمن بأنها تهديد كبير لأمن المنطقة. كما وصف تحركات الحوثيين بأنها “انقلاب على السلطة الشرعية واحتلال للعاصمة صنعاء.”
وكان الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي أعلن في افتتاح اجتماعات وزراء الخارجية العرب يوم الخميس للتحضير للقمة تأييد الجامعة الكامل لعملية (عاصفة الحزم).
وفي كلمته أمام القمة العربية دعا الرئيس هادي الشعب اليمني للالتفاف حول الشرعية والنزول إلى الشوارع في مظاهرات سلمية. ووصف زعيم الحوثيين بأنه “دمية إيران” في إشارة إلى دعم تقدمه طهران للحوثيين.
وقال الرئيس اليمني مخاطبا القمة العربية “أتيت إليكم اليوم من اليمن الجريح مشاركا في القمة العربية”، وفق ما نقلت وكالة رويترز.
وألقي أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح كلمة افتتاح القمة باعتباره رئيس الدورة المنتهية للقمة العربية. وقال “نحن اليوم نلحظ بأن المشهد السياسي في وطننا العربي يزداد سوءا وتعقيدا سواء كان ذلك بالتصعيد الذي رافق الوضع في ليبيا أو التدهور الأمني الذي يعانيه الأشقاء في اليمن.”
وأضاف “بعد ما يزيد عن الأربع سنوات من دخول منطقتنا مرحلة جديدة من الفوضى وعدم الاستقرار والتي أطلق عليها البعض الربيع العربي عصفت (الفوضى) بأمننا وقوضت استقرارنا وأدخلتنا في حسابات معقدة.”
وتابع “نعاني تراجعا حادا في معدلات التنمية وتأخرا ملحوظا في مستوى تقدمنا وتطورنا.” وأشار إلى القتال في سوريا مشددا على أن حل الأزمة لا بد أن يكون سياسيا.
وفي إشارة إلى تحد أمني آخر يواجه العالم العربي قال أمير الكويت “يأتي الإرهاب بأفكاره الهدامة وسلوكه المنحرف وأيديولوجيته المارقة وأفعاله المشينة كأبرز التحديات التي نواجهها.”
ووصف تحركات الحوثيين في اليمن بأنها تمت “بشكل بات يهدد أمن المنطقة واستقرارها وسلامة دولها وشعوبها.”
ومن المقرر أن تناقش القمة العربية مشروع قرار وافق عليه وزراء الخارجية العرب في اجتماع تحضيري في شرم الشيخ يوم الخميس بإنشاء قوة عسكرية عربية لمواجهة التهديدات الأمنية.
وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أول من اقترح تشكيل القوة.
وقال السيسي في كلمته بعد أن تسلم الرئاسة الدورية للقمة العربية “ترحب مصر بمشروع القرار الذي اعتمده وزراء الخارجية العرب وتم رفعه إلى القمة العربية بشأن إنشاء قوة عربية مشتركة لتكون أداة لمواجهة التحديات التي تهدد الأمن القومي العربي.”
وقال الأمين العام للجامعة العربية إن مشروع قرار إنشاء قوة تدخل عربية يمثل “تطورا تاريخيا يرتقي بمستوى العمل العربي المشترك ويعبر عن الإرادة الجماعية في صيانة الأمن القومي العربي.
وأضاف “نأمل أن يتم الإسراع في اتخاذ الإجراءات اللازمة لوضعه موضع التنفيذ ولتكون هذه القوة على أهبة الاستعداد للاضطلاع بالمهام الملقاة على عاتقها في مواجهة التحديات التي تواجه أمن وسلامة الدول الأعضاء وسيادتها الوطنية والأمن القومي العربي برمته.”
وتشعر مصر بقلق كبير إزاء التدهور الأمني في ليبيا الذي ساعد في تجمع إسلاميين متشددين في البلاد يقول مسؤولون مصريون إنهم يمثلون تهديدا لأمن مصر.
وقال السيسي في كلمته “إن ما آلت إليه أوضاع ليبيا الشقيقة لا يمكن السكوت عليه. ولا يخفى عليكم أن استعادة الأمن والاستقرار فى ليبيا لا يحتل فقط أهمية قصوى بالنسبة لمصر لاعتبارات الجوار الجغرافي والصلات التاريخية القديمة ولكن للإقليم والمنطقة العربية ككل.
وأضاف أن العالم أيضا “بات يتأثر بما تشهده الساحة الليبية من تطورات وتنام لخطر الإرهاب.”
وقال أمير قطر الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني “موقفنا ثابت إزاء تطورات الأوضاع في ليبيا الشقيقة وسيبقى داعما للحوار الوطني بين جميع الأطراف انطلاقا من رؤيتنا فى أنه لا حل عسكريا فى ليبيا وأن المخرج الوحيد من تداعيات الأزمة هو حل سياسي يحترم إرادة الشعب الليبي ويلبي طموحاته المشروعة في الأمن والاستقرار.”
وطالب بأن يوفر الحل السياسي “الظروف لإعادة بناء الدولة ومؤسساتها بمشاركة جميع القوى السياسية والاجتماعية الليبية ودون إقصاء أو تهميش بعيدا عن التدخلات الخارجية.”
وقال ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة “من منطلق حرصنا علي أمن واستقرار المنطقة من كافة نواحيها فإننا نؤكد علي أهمية اعتماد -في هذه القمة- مبدأ إنشاء قوة عسكرية عربية مشتركة تكون مهمتها التدخل العسكري السريع ردا على أي اعتداء يهدد أمن واستقرار وسلامة أي من دولنا العربية.”
وبشأن اليمن قال الرئيس السوداني عمر حسن البشير في كلمته “السودان يعلن دعمه اللا محدود لائتلاف الدول المؤيدة للشرعية ولنؤكد مشاركتنا الفاعلة حاليا على الأرض ضمن قوات التحالف المساند للشرعية وذلك دعما للسلطة الشرعية في اليمن.”
وشدد القادة العرب الذين تحدثوا في الجلسة الافتتاحية وبينهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس على ما قال عباس إنه “الوضع الصعب” الذي يواجهه الفلسطينيون في الوقت الذي فشلت فيه مفاوضات السلام مع إسرائيل التي يقول العرب إنها ترفض التسليم بالحقوق الفلسطينية رغم استعداد العرب للسلام معها.
وقال عباس في كلمته “إن القدس الشرقية تعيش ربع الساعة الأخير قبل أن يكتمل مخطط تهويدها. ومن هنا فإنني أناشدكم بأن تستمروا وتكثفوا العمل من أجل حماية القدس ودعم صمود أهلها.”
وتشعر الدول العربية بأن تنظيم الدولة الإسلامية الذي استولى على أجزاء واسعة من العراق وسوريا يمثل تهديدا أمنيا بالغا. وقال الرئيس العراقي فؤاد معصوم في كلمته أمام القمة “لقد نجحت القوات المسلحة والبشمركة ومتطوعو الحشد الشعبي وأبناء العشائر في تحرير مدن محتله ويحدونا الأمل في القضاء علي الإرهاب في العراق تماما وربما قد لا يتجاوز (الوقت المطلوب لذلك) السنة.”
وأضاف “شعبنا يتطلع من إخواننا العرب إلى كل أنواع الدعم.”
وذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط أن العاهل السعودي وأمير قطر ورئيس اليمن غادروا شرم الشيخ بعد مشاركتهم في الجلسة الافتتاحية للقمة.[ads3]