أهلها ” إرهابيون ” و ثوارها خائفون من مصير الرقة .. إدلب : قصة تحرير مدينة فاق عدد صور بشار فيها تعداد سكانها

لم يكن أشد المتشائمين من المؤيدين يتوقع أن يتلقى هذا الإسفين من رئيسه وجيشه الذي فر تاركاً خلفه مدينة كاملة كان يعتبرها حصناً قبل أربعة أيام، كما لم يتوقع أشد المتفائلين من المعارضين أن يتمكن المقاتلون -رغم اتحادهم- من السيطرة على معقل رئيسي للنظام وللميليشيات التابعة له بأقل من أسبوع.

هكذا كان تحرير إدلب، ولكثرة ما مر على رأس السوريين من سيناريوهات وأحداث في السنوات الأربعة الماضية من عمر الثورة، فإن انقسامات كبيرة شهدتها التحليلات التي تناولت مستقبل المدينة، وما تنتظره سوريا بعد هذا الحدث المفصلي.

بشار و ” الجيش “

يقول ناشطون ميدانيون مرافقون لجيش الفتح لعكس السير، إن عدد صور بشار وحافظ التي وجدها المقاتلون في المدينة يفوق عدد سكانها. ولا ينافس عدد الصور واللوحات والتماثيل الموزعة في إدلب، إلا عدد الحواجز والعناصر.

أربعة أيام فقط، كانت كافية لتحول هذه البؤرة الأمنية الكبيرة إلى منطقة خاوية على عروشها، فلا أسد ولا ممانعة ولا مقاومة ولا هم يحزنون، إندحار تدريجي وعشرات القتلى، ومن ثم هروب وطعن للمصابين بداء الأسد في مقتل، فلا عاد “الجيش يحميني”، ولا يمثلني. القادة هربوا والعناصر قتلوا، والطيران ارتكب مجازر مروعة بحق المدنيين في الريف المحرر.

يأبى رجال الأسد الهروب دون التذكير بمدى إجرامهم. 15 معتقلاً كان نصيبهم التصفية داخل زنزانتهم، لا ذنب لهم سوى أنهم مسلوبو حرية اقتربوا من استعادتها، بعد أشهر -وربما سنوات- أنفقوها هباء داخل سجون الأسد، وتحولت فيها “قنينة ماء” إلى أعز شيء قد يملكه كهل اتكأ على الحائط مستريحاً بنيل الحرية الأبدية (شاهد الصورة).

إعلام البراميل

لا زال سؤال “من الأكثر سفالة ؟ نظام الأسد أم إعلامه”، حائراً يبحث عن إجابة، وعبثاً هو يحاول. كررت وسائل إعلام الأسد روايتها القميئة عن إعادة التجميع والانسحاب حفاظاً على أرواح المدنيين.

لم يكتف الإعلام الرسمي بذلك، فكان أكثر فجوراً هذه المرة، حيث تحدثت الشبكات المخابراتية عن تأمين الجيش النظامي لخروج 13 ألف مدني !، وهو الذي ترك جنوده المصابين يتحاورون مع هادي العبد الله تحت الأنقاض.

وزاد من شعر التلفيق بيتاً، فقال إن الإرهابيين قاموا بتصفية 6 عائلات واختطاف 33 إمرأة وسط انقطاع الإتصالات والانترنت. قطعها النظام عن إدلب وحلب أيضاً مع بداية المعركة، لكن لا داعي للقلق، فهو سيعيدها بعد الانتهاء من عملية التجميع الناجحة التي تشكل استمراراً لعملية التجميع التي يقوم بها في محيط مطار الطبقة منذ “كذا” شهراً.

جدير بالذكر أن الإعلام الرسمي، وبعد تأكيده أن انسحاب الجيش تم لأجل سلامة العناصر، اعترف على استحياء بمقتل 27 عنصراً وإصابة ثلاثين آخرين، فيما تعالت الأصوات المطالبة بالذهاب إلى بنك الدم في اللاذقية لتعويض النقص الحاصل. نقص من المؤكد أن سببه ليس وصول 30 مصاباً فقط.

جدير بالذكر في هذا السياق، أن الإعلام النظامي نفى بشدة أنباء تحدثت قبل أيام من المعركة عن نقل النظام للدوائر الحكومية في إدلب إلى جسر الشغور، وتجهزه لعملية انسحاب كبرى وتسليم المدينة للمتطرفين، فأشار إعلام الأسد حينها إلى أن هذه المعلومات هدفها النيل من هيبة الدولة وإفقاد المواطنين ثقتهم بجيشهم الذي يحميهم.

عشاق الأسد

لهؤلاء قصة لا يمكن لها أن تنتهي، فلا خسارة المدن تهزمهم، ولا أسر المئات يعنيهم، ولا مقتل الآلاف يمكن أن يحرك فيهم ساكناً. لسان حالهم يقتبس من أبو نظير دائماً “هي خطة”، ويصر أن “الرئيس مالو علاقة”، وأن الضباط الخونة “باعوها”، وكأن من وظف هؤلاء الضباط والمسؤولين هو فيصل القاسم وليس بشار.

جولة سريعة على الشبكات الإخبارية الموالية “الكبرى” في مواقع التواصل الاجتماعي، تجد أن أهالي إدلب قد تحولوا إلى حاضنة إرهابية بقدرة قادر، بعد أن كانوا الأسبوع الماضي “أهالي الخضراء الصامدين أمام الحملة الإعلامية الإرهابية الشعواء التي تريد زعزعة صمودهم وإيمانهم بقيادتهم وجيشهم. أهالي الإرهابيين في إدلب خدعوا الجيش وساهموا في سقوط مدينتهم بيد المسلحين، كذلك قالوا ويقولون.

لم ينته الأمر بعد، بل بدأت حملات التحريض ضد كل نازح من إدلب أو ريفها إلى مناطق سيطرة النظام هرباً من البراميل والصواريخ، فهو الآخر مشروع إرهابي وخلية نائمة يجب طردها أو تصفيتها.

أنقذوها من الدمار

امتلأت الشبكة العنكبوتية بآلاف الصور والمقاطع المصورة التي تظهر أن غياب الطيران كفيل بتقزيم النظام وجيشه إلى درجة لا يمكن فيها رؤيته بالعين المجردة. الحظر الجوي الرباني (غيوم كثيفة تبعتها أمطار)، ساهمت بشكل أو بآخر بتحييد سلاح الجو، وانحصرت المعارك حرب الشوارع التي كان للمقاتلين المعارضين اليد الطولى فيها.

الكثيرون آثروا البقاء في منازلهم، ولكن بالمقابل نزح آخرون خوفاً من رعب البراميل والصواريخ ” الغبية – الغبية ” التي لا تملك سوى مهمة واحدة هي هدم المنازل فوق رؤوس ساكنيها.

وتعالت أصوات السوريين عبر مواقع التواصل الاجتماعي بضرورة حماية إدلب من الانتقام، الخيار الوحيد الذي يجيد النظام استخدامه بكل ما أوتي من عشوائية، ولأن المدينة ظهرت “سالمة” بحسب ما تبين للجميع، فلا حجة لأحد بعدم القدرة على معرفة “الجاني”، إن قرر الأسد الانتقام منها ومن محرريها ومن ساكنيها الذين حولهم بعد أن هروبه إلى حاضنة إرهابية.

المثيرة للسخرية، أن الموالين عبر مواقع التواصل الاجتماعي بدؤوا بالتخفيف عن أنفسهم بالقول إن نسور الجيش العربي السوري سيدحرون الإرهابيين ويدمرون معاقلهم فوق رؤوسهم. معاقلهم أي “إدلب”.

إن كنت ترى بأن هذه الدعوة مفاجئة أو أنها قمة فالإجرام، فتذكر أنها لا تساوي شيئاً أمام من لا زال يهتف “بالروح بالدم” على الرغم من رؤيته لصور الجريمة التي حولت بشار الأسد ونظامه إلى أحقر “حالة إجرامية” شهدها التاريخ. صور القيصر.

إدلب حرة

مؤلم أن يشعر الثوار الباكون من الفرح (من غير حملة السلاح) بالغصة رغم الخسارة الكبيرة التي مني بها الأسد وجيشه، فلا زالت الرقة التي كانت أول تجربة للمدن المحررة، ماثلة بسوداويتها أمامهم.

كثيرة هي المواقف التي ولدت لديهم هذا الشعور، فعلم الثورة لم يرفع، وتصدر المحيسني الشاشات على الرغم من أن مقاتلي جيش الفتح وقادته بأغلبيتهم الساحقة هم من أبناء إدلب.

إلى جانب ذلك، ركزت العديد من وسائل الإعلام العربية والعالمية (والمحلية الثورية أيضاً)، على إخراج ما حصل 77حرب بين النظام والقاعدة (جبهة النصرة)، والأخيرة انتصرت في النهاية، فسقطت مدينة أخرى بيد المتطرفين، وهو أمر يزيد من أسهم الأسد لدى الغرب.

ويتخوف المعارضون الذين يقولون إن تنظيم جبهة النصرة  (قاعدة الجهاد) يسير على خطى داعش بشكل متسارع، سيقوم استكمالاً لهذا المسير بإعلان إماراته في المدينة، كما أعلن البغدادي خلافته في الرقة.

ولحسن الحظ -ربما- أن لا تجد هذه المخاوف ما يعززها، فمع وجود فيلق الشام، وأحرار الشام المتحدة مع صقورها، والمعتمدة لـ “ثورة شعب” شعاراً جديداً لها، إلى جانب عدد من الفصائل الأخرى، تصبح الإماراة أمراً بعيد المنال، رغم أن سوريا باتت أرضاً حبلى بالمفاجآت التي لا يمكن لأحد أن يتوقعها.

ليس من المقبول كم أفواه المتخوفين (وهم محقون)، علماً أن جميع المعارضين الثائرين ضد طغيان العائلة الإيرانية المجرمة لا يرون عدواً أولى بالمحاربة من الأسد وجيشه، المسبب الأول والوحيد لكل ما جرى في سوريا. لكن في نفس الوقت من الظلم حرمان الأم التي زغردت باكية بعودة ابنها إلى حضنها بعد طول انتظار فرضه الأسد، وليس من العدل حرمان مقاتل من النوم اليوم قرير العين في منزله الذي حرمه بشار من دخوله لسنوات.

الظلم هو حرمان هؤلاء من فرحة نقية ولو ليوم واحد قبل البدء بالتفكير والتفنيد بما هو آت، الظلم هو حرمان السوريين فرحة تحطيم تماثيل من أنجب هذا العاق.

هي أيام تعد على أصابع اليد الواحدة، سيتبين بعدها خيط الحرية الأبيض، من خيط المجهول الأسود.

مواضيع متعلقة : جيش الفتح : تحرير مدينة إدلب بالكامل ( صور + فيديو | محدث )[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها

19 Comments

    1. شو صبي الشام ، وليش عم تطالبو النظام بالنصر .. جيش النظام لا يمكن ينتصر بهيك حرب ،
      20 سنة وأميركا عم تحارب تنظيم القاعدة وما طلع بأيدها شي ! بدكن نحنا نصير أقوى من أميركا ؟!

  1. مبسوطين لانو فرع القاعدة في بلاد الشام اخدوا مدينة سورية .. ؟ يعني بدكون طالبان فعلا .. لاحدا يستهبل . مافي حل تالت . طالبان او ايران ..

  2. لنشوف بكرة أي علم سيرفعون ؟ علم الثورة الذي يعتبرونه بأغلبيتهم علما للطاغوت ؟ أم اعلامهم السلفية التي لا تختلف عن رايات داعش الا بالألوان ؟ أم أن داعش ستقتحم أدلب وتجعلها ولاية تابعة للبغل-دادي ؟ وتسميها ولاية “أقلب”

    , هل انتم قادرون على ادارة أي منطقة قمتم بتحريرها ؟ أم أن مفهوم الأدارة لديكم هي بتطبيق نظام العقوبات الأسلامية الذي تحرفونه وتلعبون به حتى يتحول الى محاكمات ميدانية تنتهي بطلقة في رأس المشتبه به كما تفعل النصرة ؟ أو بالقاء الناس من السطوح وتقطيعهم وصلبهم كما تفعل داعش ؟

    لو افترضنا ان بشار قصف الله عمره اليوم , هل انتم قادرون على اختيار احد منكم ليقودكم ويوحد كلمتكم ؟ أم أن كلا منكم يريد أن يصبح خليفة ؟

    الله يرحمك يا ثورة ما أحلى بداياتك وما أسوأ نهاياتك؟

  3. مو عاجبكون شغل المتطرفيين … تعو ورجونا شغلكون يا حضاريين

    1. يا مؤدب يا فهيم , بالفعل واضح انو مخك وبيضاتك نفس القدرة العقلية , على كل كل الكتائب الثورية التي كان يقودها ضباط الجيش الشرفاء قام المتطرفون بقتالهم واغتيالهم واحدا واحدا ( البطل ابو الفرات الذي قتلته داعش وضاع دمه ) وكتيبة حزم البطلة التي حاربتها النصرة منذ أيام أكبر مثال , وبقية الأبطال المنشقين الذين رفضوا قتل شعبهم قابعون في المخيمات في تركيا أو الأردن لأن حياتهم مهددة من الكتائب المتأسلمة ومن النظام المجرم .

  4. لا يوجد في سوريا محافظة اسمها إدلب

  5. ننتظر من جماعة الائتلاف تشكيل كتيبة وتحرير حلب ورفع علم الهونولولو فوقها
    الذي يضحي يرفع علمه و الدم يبني راية وعقيدة
    جبهة النصرة نصرك الله هدمت الطغيان وسايكس بيكو والغلو و الارجاء
    وجبهتنا منصووووووووورة غصبن عنكون

  6. هادا الاختبار الحقيقي لتركيا والسعودية وكل العرب… ولاعذر بعد اليوم
    ادلب بالنسبة لتركيا لاتختلف عن اليمن بالنسبة للسعودية

  7. ليس امامنا الا افتراض واقع جيد والعمل على تنفيذه (طبعا” لن يكون مثاليا),….. لكنه افضل الحلول …. افضل من ان نتوهم واقع سئ قد نساهم بتشاؤمنا على تنفيذه

  8. كنت اتناقش مع زميل تونسي ليش تونس نجت من الارهابيين ولم تقع ضحية داعش و النصرة و حثالات التكفيريين و المتأسلمين و بقيت مدنية لان فيها مؤسسات و شعب مثقف و متفهم و محب للحياة المدنية اما السوريين فاوقعتهم مناهج الاسد خلال 50 سنة اوقعتهم فكرية في وحول التقبل للفكر الارهابي و افراحكم ستتحول لظلام و رعب و ستلقى ادلب مصير سايغون عاصمة فيتنام التي هرب اهلها بعد التحرير

  9. قبل الفرح و النطوطة الشعب السوري غير مؤهل بسبب اجرام كلاب الاسد و افعالهم و العقلية التي غرسوها لبناء دولة عصرية و كل مكان خرجت منه الدولة حلت مكانه طالبان السورية و ادلب ليس حظها افضل من باقي الاماكن – ستروح السكرة و تأتي البكرة

  10. ارجو من الاستاذ عماد سارة و طاقم الاخبارية عمل عراضة شامية داخل مباني الاخبارية السورية بمشاركة موظفي و مذيعي الاخبارية و باقي القنوات و ارجو استدعاء فرقة عراضة من الشاغور للاشراف على الدورة من المزة للبرامكة

  11. اخوتي لا تخافو صدقوني لن ياتي اقذر من هذا النظام على كوكب الارض ابدا
    الرحمه للشهداء الاحرار
    والذل والعار لمن شارك النظا م المجرم بقتل الشعب السوري

  12. شكل الثوار خلية المتابعة والقصاص لملاحقة مجرمي الاسد تهتم با لتوثيق وجمع الحمض النووي معظمهم انتربولوجيا وعملوا في جمعيات تعقب النازية ولكن يخشى عليهم من البطالة اذا استمر النظام بتصفيتهم اوالثوار بالدعس على رؤؤسهم

  13. يإستاذ جنبلاطو لن ينفعك مبدأ التقية ومايتفرع عنه من تكتيكات التكويع والتلون والنفاق مع ماهو قادم. هل تظن انه سيسمحوا لك ولربعك بعد بممارسة مذهبك ,كم انت من الغباء إذ تعتقد أن داعش وجبهة النصرة رايحت توفرك أنت وربعك ,شيل راسك من الرمل يانعامة.

  14. اذا طالبان او ايران …. فهلا بطالبان

    يا غابي طالبان مو تابعة للقاعدة يا اهبل ويا جاهل

  15. بداية نبداء من من هم الذذين حرروها نعم هم الارهابيون وليسو والا ماذا يفعل المحيسني بينهم
    أعود لسبب التعليق في أدلب تصدق كل وسائل الاعلام فا أهل أدلب وريفها باتو سيؤ السمعة بدرجة كافيه هم الشبيحة المرتزقة وهم لصوص الثورة وهم النفاق بعينه الا ماندر والا كيف يفسر المعارضون تأخر المدينة عن القيام والتحرر
    من عابو على أهل حلب عدم الخروج من ريف أدلب المرتزقة واللصوص نسو مدينتهم لماذا ليس لانها تهمهم بل لان لايوجد فيها ماينهب
    لعنها الله من محافظة ارضا وشعبا فوالله كل المصائب تأتي من أدلب اللصوص أدلب الشبيحة أدلب النفاق
    اول من بداء السرقة كان أهل ادلب من تراهم يحتفلون بالثوار هم نفسهم الذين يرفعو صور بشار الاسد اكثر من تعدادهم
    اللهم أقطع دابر ادلب واهلها