التحالف الإيراني متلبسا بالهذيان الطائفي بعد عاصفة الحزم

عندما تنشر وكالة فارس الإيرانية الرسمية تقريرا بعنوان: “محلل سعودي (لم يسمع به أحد واسمه عبد الكريم القطيفي): هجوم الرياض على اليمن يهدف إلى وقف انتشار التشيع”، فهذا يعكس من دون شك حجم التخبط والهذيان الذي أصاب طهران جراء الهجوم المفاجئ على أتباعها الحوثيين في اليمن. وحين يرد جواد ظريف على أردوغان بنبرة تهديد بعد حديث الأخير عن رفض مساعي إيران للتوسع في المنطقة، فهذا يعكس أيضا حجم التخبط والارتباك (خطاب نصر الله يستحق وقفة لوحده).

في هذا السياق كتب الصحفي اللبناني (الشيعي) علي الأمين مقالا بعنوان: “المعجزة الوحيدة: إيران وحّدت مليار سنيّ  ضدّها”، ما يعكس إدراك الكثيرين لحقيقة مشهد الصراع القائم في المنطقة، والذي يُراد له أن يظهر بوصفه صراعا بين تيار تكفيري وانبطاحي من جهة، وبين تيار مقاوم وممانع من جهة أخرى، الأمر الذي لم يعد قابلا للتسويق حتى على عقول الأطفال، ما دفع الطرف الإيراني إلى استخدام النبرة الطائفية في سياق التجييش، بعد أن بات الشرخ واضحا وصريحا في المنطقة، وما التقرير الذي أشرنا إليه في المقدمة سوى دليل من بين عشرات الأدلة التي نعثر عليها يوميا في الإعلام الإيراني، والتي لا يخفيها أبدا ذلك التزييف الذي تمارسه وسائل إعلام عربية (إيرانية التمويل) تضطر إلى الكذب من أجل الإبقاء على عرب (سنّة) يسيرون في الركب، بمن فيهم يساريون وقوميون يجدون أنفسهم متلبسين بفضيحة دعم مشروع طائفي، وآخر قومي يتناقض جوهريا مع مشروع الأمة الحقيقي.

لم تأت عاضفة الحزم السعودية أو الخليجية كنوع من العدوان على إيران، أو حتى على اليمن، فمن طالب بالتدخل هو الرئيس الشرعي المنتخب للبلد، ومن جاء التدخل ضدهم ليسوا سوى أقلية لا تتعدى 10 في المئة استولت على البلد بقوة السلاح الإيراني، ففي أي صف يمكن أن يتموضع الشرفاء، بصرف النظر عن الموقف من الجهات التي تتحالف في الهجوم، والتي تدافع بدورها عن مصالحها أكثر من دفاعها عن ثورة الشعب اليمني، بل يعلم الجميع موقفها من ربيع العرب برمته.

والحال أن إيران مارست العدوان علينا كأمة (لا كأنظمة) مرتين؛ الأولى حين قدمت مساهمة حيوية في إفشال الربيع العربي الذي كان يبشر بدولة مواطنة يتساوى فيها الجميع بصرف النظر عن الدين والمذهب، وبالطبع من خلال إجهاض الثورة السورية التي لو نجحت لامتد الربيع العربي إلى جميع الدول (بأشكال شتى). أما العدوان الثاني فتمثل في سلوكها الطائفي في العراق، ومن ثم اليمن (فضلا عن سوريا)، والذي نشر الفوضى والدم في كل المنطقة، وما صعود تنظيم الدولة سوى واحد من تجليات العدوان، وهو صعود جاء نتاج طائفية المالكي ودموية بشار الأسد، والآن نتاج عدوان الحوثيين على الشعب اليمني.

هكذا يتصاعد الفرز، وتضطر إيران إلى الكشف عن وجهها الطائفي أكثر فأكثر، لأن ذلك أمر لا بد منه لاستمرار التجييش لصالحها، ودفع الشيعة العرب إلى الارتماء الكامل في حضنها، بوصفها دولة المذهب الراعية لهم، وبالطبع بعد أن دفعتهم نحو تبني مواقفها على نحو دمّر التعايش بينهم وبين جيرانهم ومواطنيهم في الدول التي يعيشون فيها، من دون أن ننسى أن من بينهم من رفض هذا المسار، ولا زال يرفضه، وإن اختفى صوته وسط الضجيج الطائفي.

بدخول تركيا وباكستان على خط عملية “عاصفة الحزم”، واضطرار مصر إلى تغيير خطابها من إيران، والانضمام إلى الحملة، يتعمق الفرز بين الغالبية السنيّة والأقلية الشيعية على نحو لم يحدث منذ قرون طويلة، ما ينذر بصراع طويل وبائس.

هي حرب واسعة تسفر عن وجهها الطائفي، فيما يعلم الجميع أن مثل هذه الحروب هي من أكثر الحروب كلفة ودموية، ولا رابح فيها بالمعنى الواقعي للكلمة، وإن كان إنجاز غالبية الأمة فيها سيتمثل في إعادة إيران إلى حجمها الطبيعي. أما الرابح الأكبر فهو الكيان الصهيوني، وربما الغرب الذي يستمتع بهذا الحريق الكبير الذي لا يؤثر عليه في المدى القريب، بل يستنزف جميع خصومه وأعدائه. فهل تعود إيران إلى رشدها وتذهب نحو تسوية ترضي الجميع، أم فات الوقت وأصبحت كالمقامر الذي يخسر ويخسر، لكنه يبقى متشبثا بالطاولة؟!

ياسر الزعاترة – الدستور[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها

‫5 تعليقات

  1. ليش مامنقول انو ايران باعت اليمن مقابل ملفها المعفن … والي عم نشاهدو (جزء من البازار )……

    ال سعود لو الهم كلمة او منهم خير كانو العرب بخير من 5 سنين

  2. مازال الكثير من الإعلاميين والصحفيين العرب مبهورين إلى الآن من عاصفة الحزم وكانهم غير مصدقين قيام دولة عربية وتحديداً خليجية بالدفاع عن نفسها لأن العقل الباطن العربي تعود أن يكون دائماً في وضع المفعول به وهذه هي المرة الأولى في حياته التي يكون فيها الفاعل وهنا الخطأ المهلك وربما المميت الذي قد يقلب موازين الأمور إذ يجب وضع خطط استراتيجية وتكتيكية بعيدة المدى لاستثمار عاصفة الحزم خاصة وأن إيران لن تدع الأمر يمر بهذه السهولة وستتحرك عاجلاً وليس آجلاً لافتعال الصدامات والمناوشات مع دول الخليج وتحديداً السعودية لاسترداد ماء وجهها لذلك على السعودية أن تكون جاهزة ومستعدة للتصعيد هي الأخرى وأن تمضي في عاصفة الحزم إلى نهايتها القصوى ألا وهي ركوع الحوثيين والإيرانيين مستسلمين دون قيد أو شرط لا أن تقبل أنصاف الحلول أو أن تدخل في مفاوضات عبثية ماراتونية معهم مما سيؤدي إلى تمييع الأمور لاحقاً وينطبق عليها المثل (كأنك يا أبو زيد ما غزيت) ولا أرى وسيلة لدفع عاصفة الحزم قدماً نحو الحسم إلا بتكثيف القصف الجوي على الحوثيين في اليمن بشكل عنيف ومدمر وفتح جبهة أخرى على أذناب إيران في سوريا بالتعاون مع تركيا كي يفقد الإيراني توازنه تماماً خاصة وأنه منهك اقتصادياً ومفلس مالياً . نصيحة للإخوة السعوديين إذا هبت رياح الحزم فاغتنمها واجعلوها حزماً وحسماً لألف سنة قادمة … وفقكم الله وثوار سوريا معكم .

  3. شو هذه الخزعبلات؟ والله اسوء من الکاتب من یقراء و یصدق هذه الاراجیف…مع ان فی البند الاخیر یظهر خوفه عن مواجهة عندما _ویا للسخریة_ یذکر ما هو مصلحة الکیان الصهیونی..ههههه…
    نقراء معن بعض من جاء فی النعیق اقصد المقال:
    1.”فمن طالب بالتدخل هو الرئيس الشرعي المنتخب للبلد”…صوت اللا اخلاقی…رئیس شو؟ الشررررررررررررعی؟ للمعلومة:هادی جاءت بالمبادرة الخلیجیة والمبادرةکانت ینوی تبدیل علی صالح بنائبه “لمدة عامین” ای الی 22 فبرایر الماضی.. و قد انتهت…ثانیا : لماذا لایرید البعض فهمها؟هادی استقااااااااااااااااااااااااال…ای رئیس شرعی هو و قد استقال و انتهت مدته المعینة؟ عقول العرب کمؤخرة الجرب…
    2.”قدمت مساهمة حيوية في إفشال الربيع العربي الذي كان يبشر بدولة مواطنة يتساوى فيها الجميع بصرف النظر عن الدين والمذهب، وبالطبع من خلال إجهاض الثورة السورية التي لو نجحت لامتد الربيع العربي إلى جميع الدول (بأشكال شتى)”…..الصاعقة اللااخلاقی !!!…ربیع العبری افشلت عندما کان کل عیون الثوار من لیبیا حتی مصر الی الغرب…و ثانیا:لیبیا ادخلت فی الحرب الاهلی بعد القذافی فهل المسئول ایران؟ و مصر تم فیها الانقلاب علی محمد مرسی فهل المسئول ایران؟ و الیس هذا السیسی الذی وقف بجانبکم یا المنافقین نفس من انقلب علی الشررررررررررررررعیة فی مصر؟ الیس السعودیة عاشق الشرعیة فی الیمن هو من دعم الانقلاب علی رئیسکم الدیموقراطی فی مصر…صفکم یتغلغل فیه المنافقین و الشیاطین و من ثم تتهمون الاخرین؟؟؟اکید لو تستحوا لتموتون…
    3. “أما العدوان الثاني فتمثل في سلوكها الطائفي في العراق”…هراء لاتنتهی…داعش سیطر ع موصل و تکریت کان یهاجم علی بغداد و علی الحکومة المنتخبة و الرئیس الشررررررررررعی…نعم اقول الشرعی لان قانون العراق کان یسمح بالمالکی قیادة الحکومة سنة کاملة بدون البرلمان و ایضا حزب المالکی کان الفائز فی الانتخابات…فماذا تنتظرون ان تفعل ایران؟فلولا دعم ایران للحکومة العراقیة المنتخبة بصوت الشعب ، انتو فی الخلیج الآن کنتو تسمعون فی الشوارع کل الصباح نشید صلیل الصوارم بدلا من نشید الوطنی…
    4.أما الرابح الأكبر فهو الكيان الصهيوني…شو؟ شو؟ انتو فهمتو ماذا یضر العرب و ماذا ینفع “الکیان الصهیونی”؟ للحظة ذکرت اثناء حرب غزة 2014 عندما کانت غزة تحت القصف کیف کانت موقف الحکومة و الاعلام المصری و الخلیجی تجاة غزة…اذکر انذاک انشئت هشتاغ باسم”الصهاینة العرب”…الیس الصهاینة العرب هم الذین یدعون للحرب ضد الیمن الیوم؟؟؟