في حلب .. عمال ” مدنيون ” يحاربون ظروفاً قاسية في سبيل استمرار حياة يغتالها الأسد يومياً ( فيديو )

في واحدة من أكبر المناطق المحررة الخاضعة لسيطرة الفصائل المعارضة بـ حلب، يعمل حوالى 50 عاملاً دون مقابل، مخدمين أحياء الأنصاري الـ 11، التي تحتاج ما لا يقل عن 200 عامل.

يستريح عمال الصرف الصحي التابعون لقطاع الأنصاري لبضع دقائق، قبل أن يعودوا لعملهم الشاق والضروري في المناطق القابعة تحت رحمة براميل بشار الأسد.

يمتلك عمال شعبة الصرف الصحي معدات بسيطة، لكن ذلك لا يمنعهم، بحسب المشرف “طاهر أبو محمد”، من تحمل مخاطر كبيرة، تذهب بهم في بعض الأحيان لمناطق مشتعلة وجبهات قتالية لا تهدأ، من أجل إصلاح عطل يؤثر على مناطق أخرى.

ولا تختلف الصعوبات التي يعاني منها عمال شعبة الصرف الصحي، عن تلك التي يعاني منها عمال شعبة الكهرباء. ورشة صيانة وتمديد واحدة، تنتقل بين الأحياء يومياً وعلى مدار الساعة، مستخدمة آلية وحيدة تلفظ أنفاسها الأخيرة.

يقوم أحد عمال الشعبة، إنهم يعانون من قلة المواد ويعملون بأقصى الإمكانات المتاحة، أما الخطر الأبرز الذي يتخوفون منه، فهو رافعة آليتهم الوحيدة التي قد تهبط بهم وهم معلقون بين السماء والأرض في أية لحظة.

على الرغم من غياب رواتبهم للشهر الرابع على التوالي، في ظل عجز مشوب بالفساد تعاني منه ما سمي مجازاً “حكومة مؤقتة”, يقوم عمال شعبة النظامة إلى جانب زملائهم في الشعب الأخرى، بمجهودات جبارة، ليضمنوا استمرار الحياة في الأحياء المكتظة، والتي زادت كثافتها السكانية مع نزوح الكثيرين من أحياء أخرى دمرتها آلة الأسد العسكرية.

يقول المشرفون على شعبة النظافة، إنهم يملكون 10 آليات, سبعة منها معطلة، علماً أن معظمها لا يحتاج أكثر من 300 دولار كتصليحات تعود بها إلى الخدمة.

لا يخفي أهالي المناطق التابعة للقطاع إعجابهم وتقديرهم لعمل القائمين عليه رغم ضعف الإمكانات، ومع غياب المردود المادي (الذي لا يكاد يسد الرمق بطبيعة الحال)، يجمع عمال القطاع على أن عملهم واجب وضرورة لاستمرار الحياة في مدينة يعمل جيش الأسد على اغتيالها يومياً.

[ads3]