شكوك حول قدرة إيران على رفع إنتاجها بمليون برميل عقب رفع الحظر

في كل التصريحات الأخيرة لمسؤولي الإيرانيين، يبرز رقم واحد دائما، وهو مليون برميل يوميا هذا الرقم تارة ستضيفه إيران إلى صادراتها النفطية، وتارة ستضيفه إلى إنتاجها اليومي بمجرد أن يتم رفع الحظر النفطي الذي تفرضه الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على إيران بسبب مشروعها النووي.

وقد يكون من السهل أن تضيف إيران مليون برميل يوميا إلى صادراتها بعد انتهاء الحظر، نظرا لأنها تخزن ما بين 30 و35 مليون برميل يوميا من النفط في السفن حاليا قبالة سواحلها ، ولكن قد يكون من الصعب أن تضيف نحو مليون برميل يوميا بسرعة كبيرة إلى إنتاجها كما يقول وزير نفطها بيجن نامدار زنغنه.

ويتوقع الدكتور سداد الحسيني خبير الإنتاج والتنفيذي السابق في أرامكو السعودية، أن تضيف إيران نحو 600 ألف برميل يوميا فقط إلى طاقتها الإنتاجية، وهذا الأمر قد يتطلب مدة لا تقل عن سنة كاملة، وليس شهورا أو أسابيع، كما يقول المسؤولون في إيران.

فبالنسبة لوجهة النظر الرسمية فقد نقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية عن وزير النفط بيجن زنغنه قوله إن إيران مستعدة لزيادة صادراتها النفطية بما يصل إلى مليون برميل يوميا عندما ترفع العقوبات الغربية على برنامجها النووي ، ثم عاد الوزير في تصريحات أخرى وقال إن إيران قادرة على زيادة إنتاجها من النفط الخام بنحو مليون برميل يوميا بمجرد رفع الحظر.

ويقول الحسيني في تصريحات: ” لن تحدث هذه الزيادة في الإنتاج قبل منتصف عام 2016، وهذا بافتراض أن أي اتفاق بين القوى الست وإيران ستتم الموافقة والتصديق عليه من قبل الحكومة ومن قبل مجلس الأمن وبافتراض أن كل الحظر المتعلق بالقطاع النفطي الإيراني سيتم رفعه “.

وتم تمديد المحادثات بين إيران وست قوى عالمية لتسوية النزاع حول برنامج طهران النووي بعد انقضاء الموعد النهائي المقرر يوم الثلاثاء مع اقتراب الطرفين من التوصل إلى اتفاق، لكن لا تزال هناك خلافات حول تفاصيل مهمة، ومن بينها رفع عقوبات الأمم المتحدة. ولا يزال هناك بعض الاحتمالات بألا تتوصل مجموعة 5+1 إلى اتفاق مع إيران على الرغم من تمديد المفاوضات.

ومن شأن هذا الاتفاق إذا ما تم أن يؤدي إلى رفع الحظر عن مبيعات النفط الإيراني وستسعى إيران إلى تعويض نحو مليون برميل خسرتها منذ قرابة 3 أعوام بسبب الحظر ، ولكن عودة هذه البراميل إلى السوق قد تكون مشكلة لأنها ستعود في وقت تواجه السوق فيه فائضا يقدر بنحو 1.5 إلى 2 مليون برميل يوميا.

ويبدو أن لدى إيران فرصة لزيادة إنتاجها بنحو 200 ألف برميل إضافية فوق 600 ألف برميل ليصبح إجمالي ما يمكن زيادته من الإنتاج نحو 800 ألف برميل يوميًا، كما يقول الحسيني ، وبذلك سيصبح كامل إنتاج إيران من النفط الخام نحو 3.5 إلى 3.6 مليون برميل يوميا مقارنة بالإنتاج الحالي الذي يتراوح بين 2.7 و2.8 مليون برميل يوميًا.

وحتى تصل إيران إلى 3.5 مليون برميل يوميا فإنها ستحتاج إلى عامين من الآن، ولكن وصولها إلى هذا الرقم لا يعني أنها ستكون قادرة على المحافظة عليه بسهولة ما لم يتم رفع جميع أنواع الحظر عليها، سواء من الأمم المتحدة أو من الجهات الأخرى حتى تتمكن من استيراد المواد والمعدات اللازمة للحفاظ على هذه الطاقة الإنتاجية ، ويتبقى أمر آخر للحفاظ على الطاقة الإنتاجية وهو تطوير وإعادة تشغيل الحقول الناضجة والقديمة مثل الأهواز ورقي صفد وكارانج ومارون.

ولا يستبعد الحسيني أن تزيد إيران طاقتها إلى 3.9 مليون برميل يوميا إلا أن هذا سيكون أمرا صعبا وسيتطلب منها أن تطور الحقول ذات النفط الثقيل جدا مثل أزاديغان ويارديفان وهذه الحقول ستحتاج لفترة طويلة تصل إلى 3 أو 4 سنوات حتى تدخل إلى الخدمة بشكل كامل ، وفق ما اوردت وكالة أنباء الشرق الأوسط.

من جهة أخرى، واصلت أسعار النفط هبوطها بسبب التكهنات بالتوصل إلى اتفاق في اللحظات الأخيرة حول برنامج إيران النووي وهو ما يتيح لطهران ضخ مزيد من الخام في الأسواق العالمية.

وقال وزير الخارجية الصيني وانغ يي يوم الأربعاء، إنه تحقق ” تقدم ملموس بشأن قضايا محورية ” في المحادثات مع إيران ، ونقلت وكالة تاس للأنباء عن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قوله، إنه تم التوصل لاتفاق أولي يشمل جميع الجوانب الرئيسية، لكن دبلوماسيا نفى في وقت لاحق التوصل إلى اتفاق طالبا عدم الكشف عن هويته.

وانخفض خام القياس العالمي مزيج برنت تسليم أيار 31 سنتا إلى 54.80 دولار للبرميل بحلول الساعة 07:23 بتوقيت غرينتش بعدما تراجع 1.18 دولار عند التسوية يوم الثلاثاء وهبط العقد ثمانية في المائة على مدى الأسبوع السابق وسط توقعات باتفاق نووي وتراجع الخام الأميركي تسليم مايو 33 سنتا إلى 47.27 دولار للبرميل بعدما هبط 1.08 دولار عند التسوية.

وتسبب الحظر المفروض على إيران من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة في تموز 2012 إلى فقدان إيران نحو مليون برميل يوميا كان نصيب الاتحاد الأوروبي منها نحو 700 إلى 800 ألف برميل يوميا.

وتحرص طهران على استعادة حصتها في السوق التي خسرتها بمقتضى العقوبات التي قادت الولايات المتحدة فرضها عليها وقلصت صادراتها النفطية إلى مليون برميل في اليوم فقط بعد أن كانت 2.5 مليون برميل في اليوم عام 2012.

وساهم ما تحقق من تقدم في المحادثات التي جرت في سويسرا هذا الشهر في انخفاض أسعار النفط أكثر من عشرة في المائة خلال الأسبوع الأخير، إذ يتأهب بعض التجار والمحللين لطرح ما يصل إلى مليون برميل يوميا من الخام الإيراني في الأسواق ليضاعف بذلك حجم الفائض في الإمدادات العالمية حسب بعض التقديرات.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها

‫2 تعليقات