تراجع نتائج منتخب إنكلترا تضع أنديته في قفص الاتهام

حملت صحيفة ” الدايلي ميل ” البريطانية في تقرير لها مسؤولية توالي اخفاقات المنتخب الإنكليزي إلى السياسة الخاطئة التي تتبعها جل أندية الدوري الممتاز منذ نحو عشريتين مضت .

وتصف الصحيفة تلك السياسة بالفضيحة التي تعرفها الكرة الإنكليزية والتي انعكست سلباً على نتائج منتخب الأسود الثلاثة و بقية المنتخبات الوطنية للفئات السنية ، بعدما أصبح الخروج المبكر هو العنوان الذي يتكرر مع كل مشاركة للإنكليز في بطولتي نهائيات كأس العالم وأمم أوروبا ، حتى أصبح بلوغ نهائيات البطولتين لا يحدث إلا بشق الانفس .

ففي نهائيات كأس العالم تعود آخر مشاركة مشرفة إلى  مونديال ايطاليا 1990 عندما بلغ المربع الذهبي و اقصي من قبل بطل البطولة المنتخب الألماني ، أما في بطولة أمم أوروبا فيعود آخر مرة يتألق فيها إلى نسخة عام 1996 عندما بلغ أيضا المربع الأخير و خرج من البطل ألمانيا و بركلات الجزاء ايضا ، ليبقى بذلك لقب كأس العالم لعام 1966 هو الوحيد الذي يزين خزائن الاتحاد الإنكليزي رغم اعتباره اقدم الإتحادات الكروية على مستوى العالم .

وجاء تقرير الصحيفة البريطانية بالتزامن مع انضمام الموهبة اليافع هاري كين نجم توتنهام هوتسبيرز و  هداف الدوري الإنكليزي حالياً إلى صفوف المنتخب الأول و خوضه أول مباراة له ضد إيطاليا ، حيث ركز التقرير على سياسة اندية البريمير ليغ بتهميش اللاعب المحلي والمواهب اليافعة ، مقابل تركيزها على جلب اللاعبين الجاهزين وخاصة الأجانب منهم ، و هو ما جعل الصحيفة تتهم بشكل مباشر الأندية الإنكليزية بالعمل في غير صالح المنتخبات الوطنية.

وتشير الأرقام الواردة في التقرير ان الاندية العشرين التي تنافس حالياً في بطولة الدوري الممتاز لم تنجب خلال العشرة الأعوام الأخيرة ( اي منذ موسم 2005-2006 ) سوى 57 لاعباً إنكليزيا على الرغم من الإنفاق المالي الكبير لهذه الأندية الذي تصرفه  على مدارسها الكروية ، وفق ما اوردت صحيفة إيلاف .

ويعتبر نادياً ساوثهامتون و استون فيلا الأفضل في هذا الجانب بعدما انجب كل منهما سبعة لاعبين إنكليز ، يليهما نيو كاسل بخمسة لاعبين و توتنهام هوتسبيرز و كريستال بالاس و مانشستر سيتي بأربعة لاعبين.

ولم يقدم مانشستر يونايتد الأكثر تتويجاً بلقب الدوري منذ عام 1992 سوى لاعبين إنكليزيين هما ويلباك و كليفرلي ، بينما أبرز ليفربول ثلاثة لاعبين إنكليز هم رحيم سترلينغ ووارنوك و فلاناغان  و مثله بالنسبة لنادي ارسنال الذي تخرج منه كل من كيران جيبس وجاك ويلشير و جوستن هويت ، و الأسوأ منهم هو نادي تشيلسي الذي لم ينجب أي لاعب إنكليزي ، حيث كان آخر لاعب كان المدافع جون تيري في أواخر التسعينات من القرن المنصرم.

و جعلت هذه الأرقام أندية ” البيغ فور ”  في قفص الإتهام و تتحمل المسؤولية الأكبر في تراجع نتائج المنتخب الأول ، ففي وقت يتعبر برشلونة و ريال مدريد في إسبانيا و بايرن ميونيخ و بروسيا دورتموند في ألمانيا الممونان الرئيسي للمتادور و المانشافت ، فأن كبار البريمير ليغ يراهنون على اللاعبين الأجانب مما جعلهم يساهمون في تجهيز منتخبات وطنية آخرى على حساب المنتخب الإنكليزي.

و تشير الأرقام أيضاً إلى أن الدوري الإنكليزي يقبع في أسفل الترتيب مقارنة ببقية الدوريات الأوروبية الكبرى في ما يخص إشراك الأندية للاعبين الشباب تحت 21 عاماً في المباريات الرسمية خلال العشر مواسم الأخيرة.

ففي الدوري الألماني زادت المدة الزمنية التي يلعبها اليافعون مع فرق الدوري بنسبة 15 % ، و زادت في فرنسا بنسبة 9% ، وتقلصت في إيطاليا و في إسبانيا و لكن بنسب اقل ، بينما تقلصت في الدوري الانجليزي بنسبة فاقت الـ 50 %.

و بعدما ظل الدوري الإنكليزي بطولة إنكليزية خالصة أو على الاقل بريطانية ، عرفت ملاعب البريمير ليغ منذ إطلاق نسخة الممتاز و منذ صدور قانون ” بوسمان ” غزوا كبيراً للاعبين الاجانب ذهب ضحيته اللاعب المواطن.

وتكشف أرقام التركيبة البشرية لأندية الدوري في الموسم المنصرم 2013-2014 عن إختلال كبير بين عدد اللاعبين المحليين و نظرائهم الأجانب لدرجة جعلت و كأن البريمير ليغ ليس بطولة إنكليزية فحسب بل بطولة متعددة الجنسيات و هو ما توضحه نسب حضور جنسيات مختلفة في الملاعب الإنكليزية ، إذ نجد ” 7 ” جنسيات تهيمن على الدوري بنسبة فاقت الـ 90% منها 34% من اللاعبين الإسبان مقابل 7% فقط من الإنكليز .

ولتقويم هذا الوضع الكارثي على المنتخبات الإنكليزي تحرك الاتحاد لتغيير اللوائح الحالية ، حيث  اقترح رئيسه جريك ديك اللجوء إلى قانون ” المحاصصة ” من خلال رفع نسبة حضور اللاعبين الإنكليز الشباب ضمن الفريق الأول لأندية الدوري  في حدود ما بين 8 إلى 12 لاعباً كل موسم من اجل منحهم فرص أكبر للعب في أعلى المستويات حتى تتاح أيضا الفرصة لروي هودغسون مدرب المنتخب الإنكليزي لتوسيع دائرة اختياراته ، و هو ما سيؤدي حتما إلى تقليص التواجد الاجنبي رغم صعوبة تطبيق هذا المقترح على أرض الواقع في ظل المعطيات التجارية و المالية التي يعرفها الدوري و بالاخص في ظل تواجد مكثف للملاك و المدربين الأجانب الذين لا تهمهم سوى مصالح أنديتهم بغض النظر عن تداعيات خططهم على مستقبل المنتخبات الإنكليزية.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها