مساجد ألمانيا تتحدث لغتها

بدأ عدد من مساجد ألمانيا، بالإضافة إلى الجمعيات الإسلامية، إلقاء الخطب باللغة الألمانية. والهدف هو مخاطبة الجمهور بلغة البلد، كونها أفضل طريقة لإيصال رسالة واضحة إلى الجميع، تتمثل في أن ما يجري داخل المساجد أو الجمعيات الإسلامية لا يدعو للخوف.

من جهة أخرى، قد يساعد الأمر في دمج المسلمين داخل المجتمع الألماني، وخصوصاً أن التحدث باللغة الألمانية سيبدّد قلق الحكومة من احتمال إقناع الناس بالتحول إلى متطرفين قد يهددون الأمن في ألمانيا.

ولفت رئيس البرلمان الألماني نوربرت لامرت إلى أهمية أن يتحدث أئمة المساجد في البلاد اللغة الألمانية، ووضع قانون يجبرهم على التحدث بها ، وقال لصحيفة ” دي فيلت ” الألمانية إن ” تحدث الشخص الذي يعمل في البلاد باللغة الألمانية هو أمر بديهي، ويجب أن يسري هذا الأمر على أئمة المساجد “.

وأشار إلى أنه حتى القساوسة القادمون من الخارج، يتعلمون عادة اللغة الألمانية حتّى يتمكنوا من القيام بواجباتهم ، إلا أن هذا الاقتراح لم يلق ترحيباً من قبل بعض السياسيين، أمثال زعيمة حزب ” الخضر ” كاترين غورينج أكاردت، التي رفضت تحويل الاقتراح إلى قانون، قائلة: ” نحن لا نمنع اليهود من التحدث بالعبرية في معابدهم “، لافتة إلى أن هذا الاقتراح ” ينتهك الحرية الشخصية و الدينية ” ، بحسب ما اوردت صحيفة العربي الجديد.

ويقول عدد من أئمة المساجد والمراكز والجمعيات الإسلامية إنهم بدأوا يتحدثون الألمانية بهدف جذب عدد أكبر من الناس، وإيصال رسالة مفادها أن الإسلام دين حضاري، والدعوة إلى التلاقي و الانفتاح على الجميع، وجذب المواطنين للحضور والاستماع إليهم وطرح الأسئلة حول جميع الموضوعات المتعلقة بالدين الإسلامي، بالإضافة إلى تأمين الكتب الدينية باللغة الألمانية للراغبين بالتعرف على الإسلام.

وبدأت مساجد عدة في مدن كولن وبرلين وهامبورغ وغيرها تعتمد اللغة الألمانية لغةً وحيدة ، وتجدر الإشارة إلى أن هذه المساجد قد تأسست من قبل مجموعة شباب مسلمين، ومن دون أي دعم خارجي من مرجعيات دينية ، ويعمد هؤلاء إلى تنظيم نشاطات أسبوعية باللغة الألمانية، وقد نجحوا في جذب المسلمين وغير المسلمين.

وتحاول هذه المساجد من خلال استخدام اللغة الألمانية أن تكون أكثر قبولاً في المجتمع الألماني، وإيصال صورة أخرى عن الإسلام تتماشى مع العصر، حتى يتمكن الألمان والحكومة من فهم ما يجري، والتأكد من خلو الخطب من أي أفكار متطرفة أو التحريض على العنف ، ويرى كثيرون أن التحدث باللغة الألمانية داخل المساجد يزيد من ثقة الناس بالمسلمين.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها