باحثون : التفكير بالعلاقة العاطفية أكثر من ساعتين يومياً يستدعي العلاج

في حين يرى معظمنا أن من الطبيعي أن يفكر الإنسان في علاقته العاطفية يومياً، يقول المختصون إن التفكير المفرط في طبيعة العلاقة وتفاصيلها، وإثارة الأسئلة حولها، لأكثر من ساعتين يومياً، يدل على وجود خلل ما يستدعي تدخلاً علاجياً من مختصي الصحة النفسية.

ففي عام 2012 بدأ تفصيل جديد يظهر في مجال علم النفس، جعل المختصين يعيدون النظر في أمور كثيرة اعتيادية في حياة المحبين والعشاق ، فبينما كان تقليد العشاق بقطف أوراق الزهور ( دليلاً على عدم التأكد من حب الطرف الآخر ” يحبني، لا يحبني ” )، تقليداً عادياً، يرى مختصون أن الإكثار منه يخرجه عن نطاق الطبيعي في العلاقات العاطفية الصحية.

وارتبط اسم المجال الجديد باسم اضطراب الوسواس القهري، ليصبح ” وسواس العلاقات القهري ” (ROCD)، وقد اعتمد على دراسة أجراها عدد من الباحثين من دول عدة نشرت عام 2014، وأكدت وجود هذا النوع من الاضطراب ، وفق ما اوردت الخليج اونلاين.

ويعتبر اضطراب ” وسواس العلاقات القهري ” نوعاً من اضطراب الوسواس المعروف في علم النفس، وهو حالة يقع فيها الشخص المرتبط عاطفياً تجلب له أفكاراً مزعجة وقلقاً دائماً، وتدفعه إلى القيام بسلوكيات متكررة تعزز هذه الأفكار والتخوفات، وغالباً بلا فائدة.

ويقسم المصابون بهذا الاضطراب إلى قسمين : الأول يتساءل بشكل دائم إن كان الطرف الآخر يحبه، والقسم الثاني يتساءل بشكل دائم إن كان هو فعلاً يحب الطرف الآخر ، وقد يرافق هذه التساؤلات سلوكيات اندفاعية متكررة تهدف للتوصل لإجابة عن أحد هذه الأسئلة.

فعلى سبيل المثال، وبحسب الموقع المختص بالمرض الذي أنشأه الباحثون، قد تدفع الأفكار المتكررة الشريك إلى أن يقوم بمحاولات كثيرة للتأكد إن كان شريكه وفياً له أم لا فيتصل به بشكل متكرر، ويفتش في بريده الإلكتروني أو في سجل تصفحه لمواقع الإنترنت، أو يسأله بشكل متكرر إن كان فعلاً يحبه أم لا.

وقد أطلق الباحثون موقعاً إلكترونياً متخصصاً بهذه الحالة (http://rocd.net)، حيث يتمكن من خلاله المتصفح من إجراء اختبارات تشخيصية متنوعة، تساعده على معرفة إن كان لديه هذا الاضطراب أم لا ، فعلى سبيل المثال، هناك اختبار يبين جودة التواصل، وإن كانت العلاقة مبنية على الأمان أم لا ، وهناك اختبارات أخرى متخصصة لمعرفة صحة العلاقة بين الشريكين، أو معرفة جودة علاقة الأم بطفلها.

ولا يزال البحث مستمراً في هذا النوع من الاضطراب، الذي يعتبر جزءاً من الوسواس القهري، لذا فإن علاجه حتى الآن مشابه لعلاج الوسواس القهري ، و يعتمد بالأساس على العلاج الذهني والسلوكي (CBT)، الذي يهدف لمساعدة الإنسان على تطوير قدراته على التصالح أكثر مع الأفكار الغامضة والمحيرة، وأن لا يندفع وراءها ولا يتبعها بشكل مستمر.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها

تعليق واحد