تصريحات أردوغان بعد زيارة طهران
قام رئيس الجمهورية التركي رجب طيب أردوغان الثلاثاء الماضي بزيارة رسمية إلى طهران في ظل تطورات إقليمية ودولية هامة، مثل الاتفاق بين إيران والغرب بشأن برنامج إيران النووي وعملية عاصفة الحزم التي تقودها السعودية ضد الحوثيين وقوات المخلوع علي عبدالله صالح في اليمن دعما للرئيس الشرعي عبدربه منصور هادي.
الزيارة جاءت أيضا بعد إعلان أنقرة تأييدها لعملية عاصفة الحزم واستعدادها للمشاركة فيها بالدعم اللوجستي، والانتقادات التي وجهها أردوغان، لأول مرة وبلهجة شديدة وواضحة، إلى سياسة إيران التوسعية مطالبا بسحب طهران قواتها من اليمن والعراق وسوريا، وزيارة ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن نايف للعاصمة التركية.
ويرى كثير من المراقبين أن زيارة أردوغان الأخيرة لإيران طغى فيها الاقتصاد على السياسة بدليل التوقيع على عدد من الاتفاقيات ورغبة تركيا في رفع حجم التبادل التجاري إلى 30 مليار دولار، على الرغم من الخلافات السياسية في العراق وسوريا وأخيرا في اليمن. وتهدف هذه الرغبة إلى خلق توازن بين التصدير والاستيراد في التبادل التجاري الذي يميل حاليا لصالح إيران، حيث كان حجم التصدير إلى إيران في 2014 حوالي 3.9 مليار دولار بينما وصل حجم الاستيراد منها إلى 9.8 مليار دولار.
تركيا تستورد نحو 90 – 95 بالمائة من الغاز الطبيعي الإيراني المصدر للخارج، وهو الأغلى سعرا بين الغاز الطبيعي الذي تحصل عليه تركيا من الدول المختلفة. وتطلب أنقرة من الحكومة الإيرانية خفض أسعار الغاز الطبيعي إلا أن طهران ما زالت تتجاهل هذا الطلب. وتسعى أنقرة حاليا إلى خفض أسعار الغاز الإيراني عن طريق التحكيم الدولي، كما تسعى للاستفادة من نقل الغاز الإيراني إلى الأسواق الأوروبية عبر خط النقل العابر للأناضول، لأنها بحاجة ماسة إلى الطاقة لتلبية احتياجات قطاعها الصناعي.
وعلى الجانب السياسي، ما زالت أنقرة تحذر من خطر الطائفية وسياسة التمدد التي تمارسها إيران في المنطقة، كما تشير تصريحات أردوغان في المؤتمر الصحافي الذي عقده مع نظيره الإيراني حسن روحاني في طهران وكذلك تصريحاته للصحافيين على متن الطائرة أثناء عودته إلى أنقرة، حيث أكد أن الأصل هو الإسلام وأنه لا ينظر للقاتل من منطلق مذهبي ولا يهمه إن كان الطرف القاتل شيعيا أو سنيا.
تصريحات أردوغان هذه لا غبار عليها من حيث نبذ الطائفية والتحذير من تمزيق الأمة، إلا أنها بحاجة إلى التوضيح ووضع النقاط على الحروف، لأن السنة ليس مذهبا ولا طائفة، بل هو أصل الإسلام وأساسه، والمساواة بين السنة والشيعة على أنهما مذهبان متساويان من المذاهب الإسلامية خطأ قاتل.
نعم، الإسلام هو الأصل، ولكن الإسلام نفسه يرفض تكفير الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين ولا يقبل بأي حال أن يُلْعَن صاحبا رسول الله صلى الله عليه وسلم، أبوبكر وعمر، كما لا يقبل رمي أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وأرضاها بالزنا. وبالتالي، يجب أن نوضح ما هو الإسلام الذي نقصده عندما نقول إن «الإسلام هو الأصل» حتى لا يلتبس الأمر على الناس.
المشكلة في المنطقة هي أن تستغل إيران الطائفية لزعزعة أمن الدول واستقرارها، وبناء كيانات داخل الدول تابعة لها من خلال التمويل والتسليح وكل أنواع الدعم لتسيطر تلك الكيانات على الدولة ومؤسساتها، وتجعلها لعبة بيد ملالي طهران، كما حدث في لبنان والعراق وسوريا واليمن.
المشكلة في اليمن ليست مذهب الحوثيين وما يعتقده فلان أو علان، بل المشكلة وجود قوة لا يتبع سلاحها للدولة وتحاول فرض إرادتها على الشعب بقوة السلاح وفقا لأجندة الخارج ومواقفه. وهذه المشكلة لا يمكن حلها بالشجب والاستنكار والتصريحات المحذرة من خطر الطائفية، بل لا بد من مواجهتها بكل حزم وقوة.
ومن الخطأ عدم التصدي لهذه المشكلة بدعوى الحياد والتجنب من وقوع الصدام الطائفي، لأنه يعني الاستسلام للطائفية ولمن يمارسها بوقاحة. وإن لم تتصدَّ لها هذه الدولة أو تلك فإن الأمة لن تستسلم لها بل ستواجهها بكل ما تملك من قوة ولو كره المتخاذلون.
اسماعيل ياشا – العرب القطرية
[ads3]
منذ اكتشاف النفط والغاز في سوريا والسوريون لم يستفيدوا منه بقرش واحد فهو إما يذهب لجيب الأهبل ومن قبله المقبور حافييييييييييييظ أو لجيوب هبلان داعش فلو كان الأتراك منذ بداية الثورة وقبل هذا الدمار الهائل وأنهار الدماء طرحوا مقايضة مع السوريين ألا وهي تخليصنا من الأهبل ونظامه مقابل النفط والغاز السوري لـ 25 سنة قادمة مثلاً لا أعتقد بأن هناك سورياًَ واحداً كان سيرفض هذا العرض .