لماذا ترددت تركيا و باكستان في الدخول في حرب ” عاصفة الحزم ” ؟

بعد المواقف التي وصفت بـ»الحماسية» لكل من باكستان وتركيا بدعم عملية «عاصفة الحسم» عند انطلاقها خفتت مواقف البلدين تدريجياً، لتعلن إسلام أباد «الحياد» وأنقرة «دعمها للحل السلمي» مع التأكيد على إلتزامهما المشترك بـ»الرد بقوة على أي انتهاك للأراضي السعودية»، فماذا الذي دفعهما للتراجع؟.

البلدان اللذان حاولاً منذ بداية العملية الخروج بموقف مشترك، تبادلا الزيارات الرسمية والاتصالات بين كبار قادتهما سعياً للوصول إلى هذا الهدف، حيث عملت كل دولة على تدقيق حساباتها السياسية والاقتصادية الداخلية والخارجية جيداً.

الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان»، ورئيس الوزراء الباكستاني «نواز شريف»، أكدا على أنهما مستعدان «للرد بقوة على أي انتهاك لوحدة الأراضي السعودية»، وذلك خلال اتصال هاتفي جرى بينهما، مساء السبت، تناولا خلاله العديد من القضايا الإقليمية، تأتي في مقدمتها الأزمة اليمنية الراهنة، بحسب رئاسة الوزراء الباكستانية، ومصادر في الرئاسة التركية.

وأوضحت المصادر التركية أن الرئيس «أردوغان» تحدث هاتفيا مع رئيس الوزراء الباكستاني، مشيرة إلى أنهما تناولا خلال الاتصال؛ تبادل وجهات النظر حول العلاقات الثنائية بين بلديهما، فضلا عن العديد من الموضوعات والقضايا الإقليمية. وبحسب ما أعلنت رئاسة الوزراء الباكستانية، فإن الجانبين اتفقا على ضرورة تكثيف الجهود الرامية إلى حل الأزمة اليمنية عبر الطرق السلمية. وقالت: «لقد تبادل الطرفان أطراف الحديث، ووجهات النظر حول آخر تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، ولا سيما الوضع المتأزم في اليمن، الذي اتفقوا على ضرورة إيجاد حل له عبر الطرق السلمية». ولفت البيان إلى أن «أردوغان» و»شريف» «لديهما اتفاق وقناعة على أن الحوثيين ليس من حقهم خلع الحكومة الشرعية في اليمن، وأنهما مستعدان للرد بقوة على أي انتهاك لوحدة الأراضي السعودية».

وكان البرلمان الباكستاني صوت، الجمعة، لصالح قرار يقضي بالتزام الحياد تجاه اليمن وعدم المشاركة في عملية «عاصفة الحزم» التي تقودها المملكة العربية السعودية ضد الحوثيين وأنصار الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح.

وكان وزير الخارجية الإيرانية، محمد جواد ظريف، قد زار باكستان، الأربعاء، لحثّ الحكومة على رفض المشاركة في «عاصفة الحزم»، والسعي إلى إيجاد حلول سياسية للأزمة.

ويرى مراقبون أن خشية باكستان من خسارة علاقاتها السياسية والاقتصادية مع طهران، بالإضافة إلى خوفها من استغلال إيران للطائفة الشيعية التي تمثل شريحة كبيرة في البلاد دفعا للتفكير جيداً قبل البدء في تقديم أي دعم عسكري مباشر لـ«عاصفة الحزم»، على الرغم من اعتماد الحكومة الباكستانية بشكل كبير على المساعدات المالية التي تقدمها الحكومة السعودية.

من جهته، لم يتردد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي وجه انتقادات لاذعة لطهران في بداية «عاصفة الحزم» بإتمام زيارته المقررة مسبقاً إلى طهران والتأكيد على أهمية البحث عن مخرج سلمي للأزمة في اليمن بدلاً من الحل العسكري، بعد أيام من دعوته طهران للكف عن تدخلها بالدول العربية.

ومنعت الانتخابات البرلمانية المقررة في السابع من يونيو/حزيران المقبل حكومة حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا من اتخاذ أي قرارات يمكن أن تؤثر على حظوظه في الانتخابات التي يرى فيها أردوغان فرصة جوهرية لكتابة دستور جديد للبلاد وتحويل نظام الحكم إلى رئاسي.

كما أن العلاقات الاقتصادية المتنامية بين تركيا وإيران لعبت دوراً مهماً بالموقف التركي، حيث تخشى أنقرة أن يضر أي موقف ضد طهران على حجم التبادل التجاري بينهما والذي وصل إلى أكثر من 16 مليار دولار، ومن المتوقع أن يصل إلى 30 مليار خلال السنوات القليلة المقبلة.

وترى تركيا أن الاتفاق الأولى بين إيران والقوى العظمى حول البرنامج النووي والمتوقع أن ترفع بموجبه العقوبات عن طهران يمكن أن يساهم بشكل كبير في رفع حجم التبادل التجاري معها وبالتالي ضخ مليارات الدولارات إلى الخزينة التركية التي شهد معدل النمو فيها تراجعا في العام الأخير، بالاضافة إلى تخطيط أنقرة التي تعاني فقراً في مصادر الطاقة للاستفادة من النفط والغاز الإيراني بعد رفع العقوبات.

اسماعيل جمال – القدس العربي[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها

‫2 تعليقات

  1. كل واحد بيعرف مصلحته بس حدا يخبرنا هالجحش يلي عنا اين مصلحته.

  2. الى راعي غنم. الجحش يلي عندك ما عندو حظ. شعبو اجحش منو…