السيد يأكل الحصرم و نحن ” نضرس ” !

قد أكون من الذين اعتقدوا يوماً أن السيّد حسن نصرالله هو رفيق نضالٍ لنا نحن أبناء الجزء الجنوبي من الوطن، خصوصاً وأننا عشنا مأساة بلادنا سويًا في مرحلة من المراحل. لكن وعلى ما يبدو أن هذا الكلام، وفي هذا الزمن الرديء، بحاجة إلى تفسير وإعادة نظر، بعدما اقترب “أفيون” الدين السياسي من إحراق الأخضر واليابس.

لقد كثُرت خطابات السيّد وتصريحاته هذه الأيام، وفي كل مرة يطل بها عبر شاشة التلفاز نضع أيدينا على قلوبنا، نحن بعض اللبنانيين، أكنّا مقيمين في الوطن المنحوس لبنان، أم مغتربين منتشرين في بلاد الله الواسعة بحثاً عن حياة أفضل. دائماً ندعو الله أن لا يرفع السيد “دوز” كلامه، وأن لا يستعدي من تبقّى من عبادٍ في الأرض، وألا يجعلهم في خانة العملاء للإمبريالية والصهيونية، أو متآمرين من أعداء الأمة و”الدين”… وباقي القصيدة الممجوجة.

بعد كل خطاب للسيد نقوم بتفقّد أنفسنا، ونتلفّت يميناً وشمالاً، ونُخبّئ رؤوسنا من الرصاص الطائش والانفعال المسرحي الفائض.

نتفحّص هاتفنا إذا ما كان هناك من أرقام غريبة ستطلب إلينا مغادرة البلاد خلال 24 ساعة، وهي التي هجرنا إليها لأسباب كثيرة قد يكون “السيد” واحد منها .. فيطلبُ إلينا العودة من حيث أتينا.

إلى أين نعود؟ إلى انفصامكم؟ أو إلى الفساد الذي ينخر عظام المجتمع؟ إلى حضن “المقاومة” … حضن أشرف الناس وأنت تشكّك في مواطنيّتنا لكوننا نرى ما لا تراه؟
في هذه الأثناء كان رصاص الابتهاج “الإقليمي” يسقط على روؤس المارة في بيروت فرحا بإطلالتك!

هذه الإقليمية دفعت طوال السنين الماضية إلى تغيير وجه الناس، وألبستهم ملابس لا تشبه الجغرافيا ولا علاقة لها بتاريخ المنطقة، بعد أن كانت تُنبت حبّا وكرما وأشجارا وورودا ملوّنة، قبل أن يأتي إلينا خطاب “الثورة” الإيرانية وتداعياتها، الذي جلب معه اللون الأسود، لتغدو الوجوه عابسة، ومساحة الفرح فيها محدودة، ومفتعلة، لتبدو وكأنها مسروقة.

مئات أو عشرات عادوا إلى بيروت أو إلى قراهم، أو قرروا الهجرة إلى بلاد الإمبريالية البعيدة بعد فقدان بريق الأمل الذي كدنا أن نراه بعد “تحرير” الجنوب.

كان من الممكن أن نستريح قليلاً يا سيّد … فنحن تعبنا، وإن بدا جمهورك أشد حماسة منّا، وأكثر عنفوان لأسباب لا نجهلها، فالصورة أصبحت أكثر وضوحاً. لكن هناك من له الحق أن يتعب … أو أن يختلف معك على أولويات الحياة.

خفّف عنا حصرمك يا سيّد كي لا نضرس جميعاً، فنحن هَاجرنا أو هُجِّرنا من لبنان لأسباب عديدة… لديك ما يكفيك من صواريخ وأشراف فلا حاجة لك فينا في لبنان … دعنا وشأننا، فهو لنا، ولك شأنك في من تحب وتكره.

والآن بعد أن نصبت العداء لكل البلاد العربية وأبقيت على حبّك الأزلي لـ”الرئيس السوري بشار الأسد” مستعدياً شعبه الذي قررت أن “تحميه” من نفسه، يستمر ضخ الدم اللبناني تحت شعارات مختلفة لحروب داحس والغبراء. من القصير إلى تكريت وصولاً إلى عدن مرورا بالبحرين، ونوايا بدأت تلوح مضامينها.. تحمل الكثير من الحصرم.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها

‫2 تعليقات

  1. نصر اللات لا يأكل الحصرم هو عم ياكل هوا ونحن الذين نتأذى من روائحه النتنة

  2. كما وعد الرسول (ص) سراقة بسوار كسرى نريد من الفصائل السورية المقاتلة على الأرض ومن قادة عاصفة الحزم أن يعدوا الشعب السوري بخواتم أبو زميرة .