مكتب الإحصاء الألماني : تزايد معدل أعمار الألمان بمعدل عامين أو ثلاثة كل عقد

الناس في ألمانيا أصبحوا أكثر شيخوخة، فيبلغ معدل أعمار الإناث والذكور الذين يولدون هذه الأيام نحو 78 عاما، أي بزيادة ست سنوات للذكور وخمس سنوات بالنسبة للإناث مقارنة بمعدل أعمارهم قبل نحو 25 عاما، وذلك وفقا لبيانات مكتب الإحصاء الألماني بمدينة فيسبادن وسط ألمانيا.

وبذلك فإن معدل الأعمار في ألمانيا هو نفسه تقريبا في دول الاتحاد الأوروبي، ولكن لا تزال هناك فروق واضحة بين معدل الأعمار في الولايات الألمانية القديمة (الولايات الغربية) وولايات شرق ألمانيا.

لماذا تتزايد أعمار الألمان؟ وهل هناك نهاية تلوح في الأفق لهذا التزايد؟ يرى ريمبراند شولتس من معهد ماكس بلانك للأبحاث السكانية في مدينة روستوك شرق ألمانيا، أنه ليس هناك مؤشر على هذا التراجع، وأن هذا التوجه في ارتفاع مستمر، وأن الألمان سيعيشون سنوات أطول بصحة أفضل.

كما يرى شتيفان سيفرت من معهد برلين لأبحاث السكان والتنمية، أنه ” حسابيا تزداد أعمارنا بمعدل عامين أو ثلاثة أعوام عن كل عقد ” ، مضيفا : ” ولكن أسباب هذا التزايد في الأعمار تغيرت مع مرور الوقت، حيث كانت المكافحة الناجحة للأمراض المعدية في سبعينات القرن الماضي “.

وتراجع معدل الوفيات بين الرضع والأطفال من أهم هذه العوامل في حين ارتفعت في السنوات الماضية احتمالات بقاء الشيوخ مدة أطول على قيد الحياة ” ولذلك علاقة بأسلوب الحياة وبتحسن الوقاية من الأمراض ومكافحة الأمراض المزمنة ” ، أما رالف يواخيم شولتس من الجمعية الألمانية لأبحاث الشيخوخة فيقول: ” أعمارنا لا ترتفع فقط، بل يرتفع معها أيضا مستوى الحياة ” ، بحسب وكالة أنباء الشرق الأوسط.

وأضاف رالف يواخيم شولتس: ” تراوح معدل الشيوخ المرضى في ألمانيا قبل عشر سنوات بين 70 و75 عاما في حين أن معدل أعمار مثل هؤلاء المرضى أصبح الآن أكثر عشر سنوات عما كان عليه آنذاك “.

وأشار الطبيب الألماني إلى أن تحسن فرص التعرف على الأمراض منذ الطفولة وتحسن إمكانيات حماية العمال أمثلة على تحسن الرعاية الصحية التي تسهم في زيادة معدلات الأعمار.

غير أن شولتس حذر قائلا: ” ولكننا بصدد القضاء على الكثير من هذه المكتسبات.. صحيح أننا نزداد شيخوخة رغم أننا ندخن، ولكننا نشتري هذا الإنجاز برعاية صحية عالية “.

وتوقع شولتس أن يستمر المعدل المرتفع للأعمار، ولكن بوتيرة أقل، وقال إن مما يساعد على ذلك تزايد معدلات البدانة بين الألمان، موضحا أن الآباء المصابين بالبدانة يمكن أن يكونوا من أسباب حدوث تغيرات جينية لدى أبنائهم مما يجعل هؤلاء الأبناء أكثر سمنة.

أما زيجفريد جاير، أخصائي الطب الاجتماعي في هانوفر، فيرى أنه من الصعب معرفة ما إذا كانت معدلات الشيخوخة في ألمانيا ستستمر مستقبلا على ما هي عليه في الوقت الراهن : ” فنحن لا نعرف الحد الأقصى الذي يمكن أن يبلغه إنسان من العمر من الناحية الحيوية.. حيث كان العلماء يعتقدون قبل 100 أو 150 عاما أن هذا الحد هو 70 عاما “.

وأكد جاير أهمية العوامل الاجتماعية في ما يتعلق بمعدل الأعمار وقال إن الاختلافات بين الرجال والنساء تعود في معظمها إلى عوامل اجتماعية وسلوكية، وذلك حسبما أظهرت الدراسات المقارنة بين الراهبات والرهبان.

كما تلعب أعباء وظيفية دورا في الإصابة بأمراض القلب والدورة الدموية التي تعتبر السبب الأول في الوفاة في ألمانيا، حيث يمكن أن تتسبب قلة المساحة المتوفرة للإنسان في الوظيفة مع ارتفاع أعبائه في تزايد احتمال إصابته على المدى البعيد بأمراض القلب والدورة الدموية. كما أن البطالة تؤدي هي الأخرى للإصابة بمثل هذه الأمراض.

ويرى كل من سيفيرت وشولتس، أن ألمانيا مرشحة لتزايد معدل الأعمار بين سكانها كثيرا عما هو عليه الآن بالفعل، خاصة بالنسبة للرجال، حيث أظهرت الإحصائيات أن معدل الأعمار المتوقع للمواليد من الذكور حاليا يبلغ 79 عاما في ولاية بادن فورتمبرج جنوب ألمانيا وهي من أفضل ولايات ألمانيا في مستوى المعيشة في حين ينخفض هذا المعدل في ولاية سكسونيا أنهالت شرق ألمانيا إلى 75 عاما وعشرة أشهر.

ويرى عالم السكان شولتس أنه من الممكن أن تكون البطالة سببا في ذلك في حين تستفيد ولاية بادن فورتمبرج من تزايد هجرة الشباب والأصحاء إليها.

كما يعتبر سيفرت أسلوب الحياة أحد العوامل الأخرى التي تسهم في تحديد معدل الأعمار ” فلقد كان هناك خلاف هائل بين الرجال والنساء في مناطق شرق ألمانيا التي كانت من قبل تنتهج أسلوبا سوفياتيا في الحياة.. حيث كان الناس هناك يجمعون بين تعاطي الكحول والتدخين، ولقد أثر ذلك على معدل الأعمار الحالي للسكان هناك “.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها