15% من المواطنين يعيشون في مستوى الفقر .. اتساع الفجوة بين الفقراء والأغنياء في ألمانيا

ذكرت دراسة لاتحاد المؤسسات الاجتماعية الألمانية أن الفجوة بين الفقراء والأغنياء في البلاد تزداد اتساعا بسبب التفاوت الصارخ في توزيع الثروات وارتفاع معدلات الفقر والديون بين الشرائح الاجتماعية.

وقالت الدراسة التي تم الإعلان عنها في برلين، إن الفجوة تبدو واضحة مع وجود ممتلكات خاصة في البلاد بقيمة سبعة تريليونات يورو، في الوقت الذي يغرق فيه 10% من الناس في ديون كبيرة يبلغ متوسطها 32 ألف يورو للفرد، بينما تمتلك شريحة أخرى من 10% ما يناهز 1.5 مليون يورو لكل فرد.

وأشارت إلى أن الازدهار الحاصل غير المسبوق في سوق العمل الألمانية، يقابله عمل أعداد كبيرة من السكان في وظائف غير مناسبة، واعتماد 7.5 ملايين شخص في معاشهم على أعمال موسمية أو لفترات محدودة، وهو ما مثل زيادة في هذه الفئة بنسبة 70% خلال العقدين الماضيين، وفق تلفزيون الجزيرة.

البطالة والفقر

وأوضحت الدراسة أن أكثر من مليون شخص في ألمانيا ظلوا بلا عمل طوال عام كامل، بينما بقي 1.3 مليون إنسان -ويمثلون 20% من متلقي مساعدات الضمان الاجتماعي المعروفين باسم “هارتس”- عاطلين لأكثر من عشر سنوات، وأن 15.5% من المواطنين (1 من كل 6) فقراء.

ورأت أن تزايد معدلات الفقر يواكب ارتفاع معدلات فرص العمل والأجور، ولفتت إلى أن المعايير الأوروبية المتعارف عليها للفقر تدرج الشخص الذي يقل دخله الشهري عن 892 يورو، والأسرة ذات الأربعة أفراد ويقل دخلها الشهري عن 1873 يورو في عداد الفقراء.

ونبهت الدراسة إلى أن 40% من النساء اللواتي يعلن أطفالا دون شريك حياة، و60% من العاطلين عن العمل؛ يعيشون تحت مستوى خط الفقر الآخذ بالتزايد منذ عام 2006.

الأكثر ثراء

وذكرت أن 15.5% من الأطفال تحت سن 15 في ألمانيا -الأكثر ثراء بين دول الاتحاد الأوروبي- يعيشون على مساعدات الضمان الاجتماعي التي تصنف في خانة الفقر المدقع.

وقالت الدراسة إن الفقر بين كبار السن في البلاد زاد خلال تسع سنوات بمقدار أربعة أضعاف مستويات زيادته بين الفئات الأخرى.

وأوضحت أن أعداد كبار السن الذين يعيشون من رواتبهم التقاعدية ويحصلون في الوقت نفسه على مساعدات ضمان اجتماعي ارتفعت خلال الفترة نفسها من ثلاثين ألفا إلى نصف مليون شخص.

وقال رئيس اتحاد المؤسسات الاجتماعية الألمانية (رولف روزنبروك) خلال تقديمه الدراسة، إن هذا الواقع يشير إلى ارتفاع كبير قادم للفقر بين كبار السن، وإن مؤسسات التحليل الاقتصادي تغض الطرف عن هذا الواقع وتقدّم صورة وردية اعتمادا على اعتبار الرأسمالية الحديثة أن الفقراء هم الذين لا يملكون طعاما أو مأوى.

وخلص روزنبرك إلى أن السياسات الحكومية المتبعة لا تساعد على التضامن المجتمعي، وسوف يؤدي استمرارها إلى تفاقم الفجوة القائمة بين الفقراء والأغنياء.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها