الأردن : 23 ألف طالب سوري في مدارس المخيمات و 45 ألفاً متسربون
أبدت ديانا، ذات 16 عاما في المدرسة البحرينية داخل مخيم الزعتري، عن تعلقها بالتعليم واعتبرته الطريق الوحيد لاي فتاة بان تحقق ذاتها ويكون لها دور في المجتمع.
ديانا التي هربت مع عائلتها منذ اكثر من عام ونصف من درعا بحثا عن الامن، قالت لـ»الرأي» انها سعيدة لانها عادت للمدرسة لتكمل حلمها بان تصبح طبيبة، بعد ان مرت بظروف سيئة بسبب الحرب واضطرت للهروب وعائلتها من تحت القصف لتصل للامان.
وقالت ان الحياة في المخيم ليست بالسيئة وافضل بكثير من العيش تحت القصف، والشعور بالامان مرة ثانية نعمة كبيرة، ولكن اتمنى ان اعود لبلادي بعد ان تتوقف الحرب.
وابدت، بحسب ما جاء في تقرير لصحيفة “الرأي”، استغرابها من الاهالي الذين يحرمون بناتهن من التعليم ويرفضون ارسالهن للمدارس ويفضلون تزويجهن بعمر صغير، رغم ان العديد منهن يتمنين العودة للمدرسة ليكملن تحصيلهن العلمي.
وتشير احصاءات منظمة الامم المتحدة للطفولة «اليونيسف» بان عدد الطلبة المتسربين من المدارس من اللاجئين السوريين ييلغ (45) الف طالب، وبلغ عدد الملتحقين بالمدارس في المخيمات 23227 طالبا، ويبلغ عدد المدارس (6) في المخيمات.
وقال تقرير المنظمة ان عدد الطلبة الملتحقين بالمدارس خارج المخيمات يبلغ (108,356) الف طالب غالبيتهم مقيمون في الزرقاء واربد وجرش وعجلون والمفرق.
وجاء في التقرير ان خطة الاستجابة للاردن للتعليم بلغت (179) مليون دولار، وتمكنت المنظمة من اضافة (65) غرفة صفية جاهزه، (84) مدرسة حصلت على اثاث صفي، وتم تحويل (98) مدرسة لنظام الفترتين بسبب اكتظاظ المدارس، ووصل عدد المدرسين الاردنيين (586) ومساعد مدرس سوريين (306).
واعتبر ثائر، الذي يعمل حارس في احدى مدارس المخيم، التي يذهب ابناؤه الثلاث اليها، ان التعليم للفتيات اساسي ومهم واني اشجع ابنتي دائما، رغم وجود اصوات من الاهالي تحبذ ان يكون تعليم الفتيات لعمر معين، وتزويجها لاول عريس يتقدم لها لان ذلك يعطيهم شعور بانها في مكان امن في بيتها ومع زوجها.
وقال محمد القادم من دمشق قبل حوالي عام ونصف، وكان يعمل مع الحكومة، الا انه بسبب افكاره ومعتقداته هرب وعائلته بسبب التهديد من المواليين للنظام، الا ان امله بالعودة لبلاده بعد ان تنتهي الحرب كبير.
والتقت الرأي بمحمد، ذي 16 سنة اضطر لترك المدرسة للعمل لمساعدة عائلته، فهو الابن الاوسط لعائلة مكونة من ست افراد، قدموا من درعا قبل عامين بعد ان دمرت قريتهم انخل، بحثا عن الامن.
وبدا الحزن والاكتئاب على وجه محمد ، وقال انا كنت احلم بان اكمل تعليمي واصبح مدرسا ولكن مع الحرب تبخر الحلم ونزلت لسوق العمل ورغم اني اتمنى ان ينتهي كل شي لاتمكن من العودة لبلادي واعود لمدرستي.
وقال انا لا اؤيد والدي الذي يشجع اختي ذات 12 سنة الاستمرار بالذهاب للمدرسة، لانه وفقا لعادتنا على الفتيات ان تتعلم لصف معين وبعدها تتزوج في سن مبكرة.
وافاد تقرير اليونسيف ان الوضع بالمدارس في الاردن صعب بسبب الاكتظاظ خصوصا في الشمال، وان نقص التمويل يؤثر سلبا على الوضع التعليمي بشكل عام في كل المخيمات والمجتمعات المضيفة.[ads3]