14 شخصاً لقوا مصرعهم على خط للسكك الحديدية .. طريق البلقان : مخاطر عبور كبرى أمام اللاجئين

لم تكن له فرصة للضغط على الفرامل. سائق القطار تفاجأ بوجود حوالي مائة شخص من الرجال والنساء والأطفال جالسين على خط السكة الحديدية الرابطة بين اليونان وصربيا. إنهم لاجئون من سوريا والعراق وأفغانستان والصومال في طريقهم باتجاه دول أوروبا الشمالية، ومنها ألمانيا. بعضهم تمكن في آخر لحظة من القفز خارج السكة، في حين لقي 14 شخصا منهم مصرعه.

كان المشهد مرعبا عندما وصل الإسعاف ورجال الشرطة لمكان الحادث، حيث انتشرت بقايا الجثث والملابس. أما الأحياء من بين اللاجئين فقد غادروا المكان بسرعة قبل أن تحجزهم السلطات كما حدث لثمانية أشخاص من أقرباء الضحايا الذين بقوا في عين المكان.

خلال السنة الماضية وحدها لقي 30 شخصا على الأقل مصرعهم نتيجة مثل هذه الحوادث، كما يقول توربن ستويانوفسكي، مدير المبادرة المحلية للهجرة واللجوء في مقدونيا ( MARRI ) في حديث له مع DW: “مقدونيا تشكل طريقا مهما لعبور اللاجئين باتجاه غرب أوروبا”.

من جهته يؤكد متحدث بوزارة الداخلية المقدونية أن اللاجئين يأتون عبر اليونان إلى مقدونيا من إفريقيا ومن منطقة الشرق الأوسط وأفغانستان وليس في حوزتهم أوراق رسمية. وبما أن وضع اليونان لايسمح باستقبال لاجئين فهم يتوجهون باتجاه الغرب عبر مقدونيا وصربيا والمجر. ومن هذه الدول ينطلقون مرة أخرى بأمل الوصول إلى فرنسا وبريطانيا أوألمانيا، مستعينين بخطوط السكك الحديدية أو بطرق السيارات في التوجه إلى الغرب.

مخاطر هذا الطريق كثيرة حيث تتحدث الأخبار عن أعمال نهب وسلب وإساءات تقوم بها عصابات في حق اللاجئين، في مقدونيا وصربيا، دون وجود حماية لهم من طرف السلطات والمؤسسات الرسمية.

ويتحدث مارك ميليس، من منظمة اللاجئين pro Asyl، عن أوضاع لا تطاق في مراكز اللجوء بالعاصمة المقدونية سكوبيه، حيث “يتم احتجاز اللاجئين بالإكراه لأسابيع وأشهر. كما لا تستطيع المراكز تحمل أكثر من طاقاتها. وهناك نقص في الأكل والشرب، ناهيك عن الأوضاع الصحية المزرية، كما لا يحصل اللاجئون على استشارات قانونية”.

وأعطت منظمة حقوق الإنسان (هيومن رايتس ووتش)، في تقرير لها عن صربيا، أمثلة كثيرة عن إزعاجات ومضايقات يتعرض لها اللاجئون من طرف الشرطة، حيث يكونون عرضة للتهديد والشتم والابتزاز والمعاملة القاسية. ومن ألقي القبض عليه عند الحدود المقدونية يصبح عرضة للترحيل بدون أوراق رسمية أو يخضع للمحاكمة، كما يضيف المتحدث الحقوقي.

في بلغراد يستعد ثلاثة شبان، وهم باشا وساهر وعيد، للقيام بآخر جزء من رحلتهم الطويلة إلى الاتحاد الأوروبي والتي استغرقت حتى الآن أربعة أشهر، وغالبا ما كانت مشيا على الأقدام. إنهم يزيديون قادمون من العراق، فروا من إرهاب تنظيم “الدولة الاسلامية”. ويحكي باشا لـDW: “الشرطة المجرية احتجزتنا ومكثنا 20 يوما في السجن”، وبعد رفض طلبات لجوئهم تم ترحيلهم إلى صربيا. وهناك دفعوا غرامة 50 يورو وألزموا بمغادرة البلاد خلال 10 أيام. والآن يحاولون الانطلاق مرة أخرى باتجاه ألمانيا.

ألمانيا هي الهدف المنشود لكثير من اللاجئين كما هو الشأن بالنسبة للشاب العراقي باشا. فهو يعبر عن قناعته أن “ألمانيا تقدم إمكانيات أكثر لطالبي اللجوء، مقارنة مع بلدان أخرى”. مشيرا إلى أن لديه أقارب هناك أيضا. ولم يود باشا وساهر وعيد الإفصاح عما إذا كانوا سيستعينون بالمهربين لتحقيق أملهم الكبير. وحتى الآن قام كل واحد منهم بدفع مبلغ 11.000 دولار في سبيل تحقيق ذلك الأمل. العبور من صربيا إلى المجر وحده يكلف 1700 يورو لكل شخص.

إنهم يجهلون ما ينتظرهم. وهم عازمون على تحقيق حلمهم وإكمال مسيرتهم وعدم البقاء في صربيا. ويوضح ساهر قائلا: “في العراق سجلت لدراسة الفن في المعهد العالي. ثم بدأت الفوضى مع تنظيم “الدولة الاسلامية” ولم أبدأ الدراسة بتاتا. ولكن إذا وصلت إلى ألمانيا سأحاول مرة أخرى دراسة الفن”. ويوضح ساهر أن أسرته بقيت في العراق. وهو يأمل في أن يتمكن في يوم ما من إحضارهم إلى ألمانيا.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها