صلاة إسلامية مسيحية يهودية تحت قبة مسجد في ألمانيا

في الوقت الذي يتجمع فيه أنصار حركات مناهضة للـ”آخر” في أوروبا تعبيرا عن رفضهم لمن هو مختلف عنهم، وقف ممثلون للديانات السماوية الثلاث اليهودية والمسيحية والإسلام في مسجد بإحدى مدن غرب ألمانيا، لأداء صلاة مشتركة كرمز لإمكانية التعايش المشترك رغم الإقرار بالاختلافات. وتقام هذه الصلاة سنويا منذ عام 2000 بالتبادل بين دور العبادة المختلفة لأتباع الديانات الثلاث في مدينة ريكلينغهاوزن الواقعة بغرب ألمانيا والتي يزيد عددها عن 115 ألف نسمة. وتعتمد فكرة الصلاة على الدعاء بعبارات وجمل تحمل ذات المعنى في الديانات الثلاث.

وجاء موعد اللقاء السنوي هذا العام في وقت يزيد فيه الجدل حول استخدام الدين كغطاء لارتكاب أعمال عنف في أماكن مختلفة من العالم علاوة على نشاط جماعات أمثال “بيغيدا” في أوروبا ولاسيما في ألمانيا، تعلن صراحة عن مناهضتها لما تسميه “أسلمة أوروبا”. وانعكست هذه التطورات بالطبع على اللقاء الذي استضافه المسجد، التابع للجالية التركية، إذ حضر اللقاء العديد من الألمان من أعمار مختلفة ممن جاءوا خصيصا لطرح أسئلة عن الدين الإسلامي وصلة ما يشاهدونه في أفلام الفيديو التي تبثها “داعش”، بالشريعة الإسلامية.

ميلفيت غوتشتشي، من الجالية التركية وأحد المشاركين في تنظيم هذه الفاعلية، لمس زيادة الحضور الألماني من أبناء المدينة الراغبين في معرفة معلومات أكثر مما يقدمه الإعلام في الوقت الراهن عن الإسلام. ويقول غوتشتشي:”وجه الكثيرون لي أسئلة عديدة عن الإسلام وقال بعضهم إنهم بحاجة لمعلومات حول الإسلام في هذا الوقت تحديدا” ، وفق ما ذكرت شبكة qantara الألمانية.

وترصد الواعظة بالكنيسة الإنجيلية كاترين جوكينيان أهمية فكرة حوار الأديان في الوقت الحالي لاسيما وأن “كل ما نسمعه عن الدين في الوقت الحالي مرتبط بالعنف”، كما تقول الواعظة التي وقفت بزي رجال الدين الرسمي داخل المسجد لتلقي كلمتها عن التعايش بين الديانات.

وهناك أسباب عديدة جعلت جوكينيان تتحمس للمشاركة بكلمة دينية في المسجد، فعلاوة على أهمية هذا اللقاء في التعرف على الآخر، فإنه يعزز أيضا فكرة الإقرار باختلاف الآخر وتعلم احترام هذا الاختلاف. وعن أهمية مشاركتها كامرأة في هذه الفاعلية قالت جوكينيان : “وقوفي هنا كامرأة مسألة غريبة للكثير من المسلمين ولكنها صورة عليهم تعلم عدم الخوف منها وهو الأمر الذي ينطبق علينا أيضا”، وأضافت: “يجب أن ندرك أن الشيء المختلف لا يمثل مصدر تهديد بالضرورة لكنه من الممكن أن يصبح وسيلة للإثراء”.

وبعد سنوات من عدم اعتراف ألمانيا بكونها “بلد هجرة”، بدأت قضايا الاندماج تظهر بقوة على الأجندة السياسية الألمانية من خلال أنشطة عديدة تهدف لبناء جسور التواصل بين ممثلي ما يقدر بين ثلاثة إلى أربعة ملايين مسلم، يعيشون في ألمانيا وفقا للإحصائيات. وشهدت السنوات الماضية الكثير من الجدل السياسي حول ما إذا كان “الإسلام جزء من ألمانيا” ومدى اندماج أبناء الجيل الثاني والثالث من المهاجرين في المجتمع الألماني. وأخذ الجدل بعدا جديدا في الفترة الأخيرة بعد الإحصائيات التي تشير إلى ارتفاع معدلات التطرف بين الألمان الذين يتحولون للإسلام.

ويلمس عمدة مدينة ريكلينغهاوزن كريستوف تيشه تطور جهود الاندماج على مستوى مدينته، إذ يتابع منذ نحو 15 عاما نشاط مجموعة عمل “إسلامية-مسيحية” تهدف لإلقاء الضوء على النقاط المشتركة بين الديانات وتتولى التنسيق لعقد هذه الصلاة المشتركة بشكل دوري. ويقول تيشه المنتمي للحزب المسيحي الديمقراطي: “تساعد هذه اللقاءات على التقارب بين أتباع الديانات المختلفة وبالتالي تحفز عملية الاندماج” مضيفا: ” بدأنا منذ العام الماضي تنظيم حفل إفطار مشترك في رمضان ندعو إليه الجالية اليهودية أيضا. وتتولى المدينة العملية التنظيمية لهذا اللقاء”.

يرجع إسحاق تورغمان رئيس الجالية اليهودية بالمدينة، عدم مواجهة اليهود في ريكلينغهاوزن لمشكلات كتلك التي تشهدها مدن أخرى، إلى مثل هذه اللقاءات وإلى العلاقة غير المعقدة بين ممثلي الجاليات الثلاثة رغم إقرارهم بالاختلافات الموجودة بينهم.

لكن كواليس مثل هذه الأنشطة ليست دائما بالعمل السهل وهو أمر لمسه غوتشتشي، لدى تنظيم فكرة الصلاة المشتركة في المسجد إذ أعرب له البعض عن رفضهم للفكرة كما يوضح: “هناك بعض المسلمين هنا ممن لا يتابعون تطور الأحداث في العالم ولا الإعلام ولا يتحدثون الألمانية بطلاقة وهؤلاء هم من اعترضوا على الفكرة، فليس لديهم القدر المطلوب من الانفتاح للعيش في بلد أجنبي”.

ولا يمكن النظر إلى مثل هذه اللقاءات بمنأى عن التطورات الراهنة في العالم كله كما أنها غير قادرة على تقديم حل سحري للخلافات التي يمكن أن تحدث بين أتباع الديانات المختلفة، وإنما ينظر إليها كحجر أساس لعمل طويل ينمو ببطء ويحتاج لجهد وصبر ووقت طويل. ولا يستبعد تورغمان إمكانية تطور هذه الفكرة لتصبح نموذجا يمكن تطبيقه على مستوى أوسع من حدود مدينة ألمانية واحدة بل ومن حدود دولة أوروبية واحدة، ولكن بشرط العمل المستمر والتركيز على النقاط المشتركة.

 

[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها

‫8 تعليقات

  1. جيبو السيخ والهندوس والمجوس وعبدة الفروج مرة وحدة ….. أسمها صارت وصارت

  2. ماهي ردة فعل رجال الدين الاسلامي لو ان اتباعهم لم يصلون الجمع وذهبوا الى الكنائس. . . .الايكفرونهم ويحلو دمهم؟

    1. قرررد .هنت من الدولة القردستانية ..وعلى زمتي هنتو بتفهمو بالتمثيل والباطنية والتقية ..ولك الشيطان نفسو بيتعلم منكم على قولة فيصل القاسم : قال شيطنة العلويين قال والله لازم يكون علونة الشياطين

  3. لسا العالم بخير شوي… ايمتى بقى رح نخلص من هالحروب اللي مالها طعمة باسم دين؟ كلنا بنعرف انه السبب الحقيقي لهالحروب اقتصادي بحت ومش ديني, بس عامة الشعب البسطاء بيصدقوا انه هالحروب عم بتصير مشان القومية والدين والخ…

  4. كل بدعة ضلالة وكل ضلالة بنار
    ارقصوا وغنوا بالجامع كمان وجيبوا خمر وسكروا
    مسخرة يقطع عمركن