المشاكل الشخصية تلقي بظلالها على الكرة الإسبانية

قد تتسبب المشاكل الشخصية بين أقوى رجلين في كرة القدم الإسبانية بحرمان الجمهور من مشاهدة النجمين الكبيرين ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو على أرضية الملعب في عطلة نهاية الأسبوع الحالي.

ويرى المراقبون أن العلاقة المتوترة بين رئيس الاتحاد الإسباني لكرة القدم أنخيل ماريا فيار ورئيس رابطة الدوري خافيير تيباس تعتبر السبب الحقيقي خلف التوجه لتنفيذ إضراب اللاعبين اعتباراً من نهاية الأسبوع الحالي.

وسيبحث القضاء اليوم الأربعاء بالإضراب المفتوح الذي هدد به الاتحاد الإسباني مدعوماً بنقابة اللاعبين المحترفين للاحتجاج على مرسوم حكومي حول توزيع حقوق النقل التلفزيوني ساندته رابطة الدوري التي نندت بـ”عدم مسؤولية” هذا التهديد واحتكمت إلى القضاء.

“هذا الأمر لم يحصل في السابق. كان هناك بعض الإضرابات لأيام قليلة لكن لم تكن هناك أبداَ إضرابات مفتوحة”، هذا ما قاله ألبرتو بالومار، الخبير في القوانين الرياضية في جامعة كارلوس الثالث.

ويحظى توجه الاتحاد الإسباني بدعم تام من لاعبي الدرجة الأولى وعلى رأسهم نجوم برشلونة وريال مدريد الذين يطالبون بـ”فارق أقل في توزيع حقوق النقل التلفزيوني بين أندية الدرجات الأولى والثانية والثالثة”.

وكانت الحكومة الإسبانية اتخذت إجراءات إصلاحية وافق عليها البرلمان تنهي العمل بالنظام السابق والذي على أساسه كانت الأندية نفسها تتفاوض وتبيع حقوق النقل لمبارياتها.

ويعتبر ريال مدريد وبرشلونة الناديين الأغنى والأنجح في إسبانيا، ويجنيان أكبر عائدات من النقل التلفزيوني ، وفق ما ذكرت وكالة فرانس برس.

وبحسب الإصلاحات الجديدة، تم توزيع عائدات النقل بنسبة 90 في المئة لأندية الدرجة الاولى، و10 في المئة فقط لأندية الدرجة الثانية.

وفي ظل توجه الاتحاد ونقابة اللاعبين للإضراب، قررت رابطة الدوري التقدم بشكوى أمام القضاء بهدف منع الإضراب الذي صنفته “غير شرعي” وقد يؤدي الى خسارة يومية تصل إلى 50 مليون بورو.

ويرى تيباس بأن الموضوع ليس “مسألة علاقات عمل، وانما يحاولون القيام باضراب ضد قانون، وفي اسبانيا هذا النوع من الاضرابات امر غير معترف به”.

وقد يؤثر قرار الإضراب على نهاية الدوري الذي يدخل مرحلتيه الاخيرتين، بالإضافة إلى نهائي كأس الملك في 30 منه بين برشلونة وأتلتيك بلباو على ملعب كامب نو.

وفي حال فشلت رابطة الدوري في محاولتها القضائية فستتأجل المواجهة المرتقبة بين برشلونة وأتلتيكو مدريد الأحد في المرحلة السابعة والثلاثين قبل الأخيرة من الدوري الذي سيحسم في حال فوز النادي الكاتالوني (إذا أقيمت المباراة).

ورأى بالومار أن ما يحصل حالياً هو نتيجة المشاكل الشخصية بين رئيس الاتحاد ورئيس رابطة الدوري اللذين لا يتحدثان مع بعضهما البعض، وقد تذمر الأخير في رسالة مفتوحة نشرها مؤخراً بأن فيار المتواجد على رئاسة الاتحاد الإسباني منذ 27 عاماً، وصفه بـ”الاحمق”.

واعتبر بالومار تقاسم السلطات بين الاتحاد والرابطة لطالما كان مشكلة، وهذه المشكلة تفاقمت في الاعوام الاخيرة بسبب ارتفاع العائدات المالية.

ويتذمر الاتحاد الإسباني بأنه أصبح مجرد رسول لإعلام اللاعبين بتوزيع العائدات، فيما تنال الرابطة حصة هائلة من الاموال.

ومن جهتهم، انتقد اللاعبون عدم استشارتهم في الاصلاحات الجديدة وطالبوا بحصة أكبر من العائدات لمصلحة الفرق الصغيرة.

ويقال بان عائدات ريال مدريد تتجاوز اكثر من 250 مليون يورو سنويا، فيما لا تحصل فرق مثل قرطبة على عشر هذا المبلغ.

ويرى بالومار بان الحكومة الاسبانية ستضطر للتدخل في حال لم يتخذ القضاء قرارا بتعليق الاضراب لأنها لن تتحمل وفي سنة انتخابية نقمة شعبه المجنون بكرة القدم.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها