الوطن السعودية : قادة الخليج والتفاوض بمنطق القوة

رأت صحيفة “الوطن” السعودية ان “انعقاد القمة الخليجية الأميركية أمس، ودول مجلس التعاون في موقف قوة، بسبب عوامل عدة آخرها النجاح المبهر الذي حققته عملية “عاصفة الحزم”، فذلك يؤدي إلى مواجهة ندية تفاوضية لإنهاء القضايا العالقة المرتبطة بدول المجلس ذاتها وبالعالم العربي عامة، فبعد ما مرّ من ظروف في المنطقة العربية أظهرت خلالها دول الخليج العربي تماسكا واستقرارا ربما فاجأ القوى الكبرى التي أدركت أهمية التعامل الواعي مع منظومة مجلس التعاون، لأنها صمام الأمان للمنطقة وللعالم في كثير من المجالات”.

ولفتت الى ان “الحفاوة الأميركية الرسمية بالوفود الخليجية أمر يشجع على التفاؤل، وأن الولايات المتحدة بدأت تعيد حساباتها، وتراجع واقع تحالفاتها أو مخططاتها التي كانت تأمل أن تصب في مصلحتها، غير أن تداعيات الأزمات واختلاف التوازنات الإقليمية بعد بروز العرب كقوة عسكرية وبشرية واقتصادية متجانسة بقيادة المملكة ودول مجلس التعاون، أدت إلى تكوين فكر أميركي جديد يراعي المتغيرات ويدرك أن مكسب بلاده المستقبلي مع الأقوى فعليا بالمعنى الشمولي للكلمة، وليس مع من يهدد ويتوعد من فراغ، ويبني ذيولا، ويدعم أتباعا توهموا بقوته فساعدوه لتخريب البلاد لمطامع توسعية عدوانية تحطمت عند صخرة العروبة، فبدا عاجزا عن حمايتهم، وها هي البداية في اليمن، إذ بات الحوثيون وأعوان المخلوع صالح في وضع كارثي، وصاروا يبحثون عن منقذ أو بارقة خلاص، وهم الذين حسبوا أنهم سيطروا على اليمن وصار قراره في يدهم”.

واضافت:”لم يذهب القادة ورؤساء الوفود الخليجية إلى “كامب ديفيد” إلا ورتبوا أوراقهم وأفكارهم ليعرف كل طرف ما له وما عليه، فمن عرفوا كيف يقودون مراكب دولهم إلى شواطئ الأمان، قادرون أيضا على أن يسهموا بدعم قضايا إخوتهم العرب من جهة، وعلى مواجهة ولجم من يتربصون بالأمة ولا يريدون لها الخير، وعليه أبلغت دول مجلس التعاون رسالتها بأن زمن الوعود والمجاملات ولّى، ولن يقبلوا إلا بأقوال مقترنة بأفعال”.

واشارت الى ان “الواقع العربي حتم على دول مجلس التعاون أن تحمل هموم الأمة، وما من خيار لديها لتكون مؤثرة سوى منطق القوي الذي حضر في “كامب ديفيد”، ذلك المنطق الذي تبنته المملكة في مواقف سابقة ولن تتراجع عنه، كما حدث عندما رفضت عضوية مجلس الأمن الدولي بمنطق القوي الذي لم يقبل أن يكون عضوا في مجلس عاجز عن نصرة الشعوب المظلومة”.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها