سهيل الحسن يعد بإرسال الآلاف منهم .. ” دير شبيغل ” الألمانية تروي قصة تجنيد الأفغان في الجيش ” السوري ” ( صور )
لم تدم حربه أكثر من صباحين. عندما أشرقت الشمس للمرة الثانية على المزارع الأفغاني «مراد»، في مدينة حلب، كان لا زال يرتعد في الطابق الثاني من البيت الذي كان عليه حمايته حتى الموت، أو على الأقل ذلك ما أمره به ضابطه الإيراني.
برغم ذلك، كيف وصل لمدينة حلب التي تمزقها الحرب من قريته في جبال أفغانستان؟ كل ما أراده: «إذن بالإقامة في إيران»، بحسب قوله، لكن نهاية رحلته كانت قتاله كمرتزق لنظام «بشار الأسد» في الحرب الأهلية السورية.
ذلك الصباح في حلب، «مراد» لم يرد أن يعرف عدد الذين بقوا أحياء من وحدته، ولم يرد أن يعرف من كان يقاتل، أو لصالح من. مستودعاته الأربعة بقيت فارغة لساعات. عندما تسبب انفجار ضخم بتهدم البيت الذي كان موجودًا به، وجد نفسه يفكر ببناته، كما يقول، مضيفًا: «صرخت وظننت أنني أختنق. بعد ذلك، كل شيء حولي أصبح هادئًا».
وصل رجال وسحبوا «مراد»، الذي لا زال يصرخ، من الركام. كان محظوظا، حتى لو لم يعتبر نفسه ذلك في المقام الأول، قائلا: «ظننت أنهم سيقتلونني مباشرة. لكنهم قيدوني وأخذوني لمقراتهم. كان هناك شخص يتحدث الفارسية قليلا، وأخبرني أنه لا حاجة لأن أكون خائفًا».
كان هذا قبل سبعة شهور. منذ ذلك الحين، «مراد» وأفغاني آخر كانا يجلسان في سجن مؤقت ينتمي للجبهة الشامية، أحد أكبر التشكيلات العسكرية في حلب. كانوا يجلسان في تسوية مضاءة بالنيون، بجانب مولد مزعج. الجدران كانت مهترئة، بسبب الانفجارات التي هزت المدينة. بالإضافة للأفغان، كان هناك باكستانيون وإيرانيون، معتقلون من فصائل الثوار، أخذوا من خطوط الجبهة.
الحرب في مدينة حلب، وكذلك حول كل من حماة ودمشق، وجنوبا في درعا، أخذت وجهًا أفغانيًا، أو للدقة، وجهًا ذا ملامح آسيوية مميزة. الكثير من هؤلاء الأفغان المقاتلون ينتمون للهزارة، الأقلية الشيعية الأفقر أو من الأكثر فقرًا في أفغانستان.
نفاد الجنود
دكتاتورية عائلة «الأسد» تعاني نفادًا في الجنود وتعتمد بشكل متزايد على المرتزقة. ومنذ بداية «نظام الأسد»، كان لديه خصم لم يستطع أبدًا أن يهزمه: الديموغرافية السورية.
لتجنب انهيار قوات الحكومة السورية، بدأت وحدات مختصة من «حزب الله» اللبناني تقاتل في صف «الأسد» منذ 2012. لاحقًا، تبعهم إيرانيون وعراقيون وباكستانيون ويمنيون، شيعة من كل أنحاء العالم، ويتزايد اعتماد النظام عليهم. لكن، كلما طالت الحرب دون انتصار، كلما أصبح من الصعب على النظام تبرير عدد الجثث المتزايد. في 2013، على سبيل المثال، خسر «حزب الله» 130 مقاتلًا أثناء احتلال مدينة القصير، وخسر أكثر من ذلك أثناء محاولته الحفاظ عليها. «حزب الله» بدأ يكتب «حادث سير» كسبب للوفاة على جثث وفيات مقاتليه الذين يسقطون في سوريا.
العراقيون تقريبًا رجعوا لبلادهم. بدلًا من القتال بأنفسهم، يتحكمون بالعمليات من الوراء. الميليشيا العراقية عصائب أهل الحق، على سبيل المثال، تنظم توظيف المتطوعين الباكستانيين في سوريا. لكن، لا توجد مجموعة عرقية ظاهرة بكل جبهات القتال بحجم الهزارة الأفغانية. من الصعب الحصول على أرقام دقيقية، لكن يعتقد أن ما يقارب 700 منهم قتلوا في حلب ودرعا فقط. الأسوأ أن معظمهم لا يأتي بكامل إرادته.
يعيش في إيران ما يقارب المليوني شخص من الهزارة، معظمهم كمهاجرين غير شرعيين، ممثلين خزانًا لا ينضب من اليأس، استغله «الباسدار»، كما يسمى الحرس الثوري الإيراني، لتجنيد الآلاف منهم في حرب سوريا خلال العام والنصف الماضيين.
«مراد علي حميدي»، ذو الخمسة وأربعين عامًا، الرجل الذي يجلس الآن في سجن في حلب، كان مزارعًا سابقًا في شمال أفغانستان بقرية شهرزاد خان أو قرية «الأربعمئة منزل». كان لديه حقل صغير بمساحة 50 × 50 م، لكن لم يكن هناك كهرباء، أو ماء، أو مدارس. هرب إلى إيران بدون وثائق سفر رسمية، وعمل بشكل غير قانوني في مقلع حجارة، حتى اعتقل في أيلول/ سبتمبر 2013. قال «مراد»: «اتهموني ببيع المخدرات، لكن هذا لم يكن صحيحًا»، مضيفا أنه تلقى جلدًا بأسلاك ثقيلة وضربًا لـ 15 يومًا.
ندبة دائرية على ظهره تمثل دليلًا على صدقه، وتلقى حرقًا بسيجارة دخان. قال «مراد»: «إنهم عنصريون في إيران. هم لا يريدوننا لأننا أفغان فقط. بالكاد يلقى أي منا أوراق لجوء». أوراق كهذه قد تسمح له على الأقل بإرسال أبنائه للمدارس وتلقي بعض الطعام.
«فجأة كان هناك مداهمات».
«مراد» يدعي أنه حكم عليه بست سنوات سجنًا. بعد أن قضى عامه الأول في سجن إيفين سيئ السمعة في طهران، تلقى زيارة غير متوقعة من زائر يرتدي الزي الأخضر للحرس الثوري الإيراني، سائلًا «مراد»: «لماذا أنت هنا؟»، أجابه مراد: «المخدرات».
«هل تريد تخفيف الأعوام الخمسة من حكمك؟».
«مراد» لم يقل لا. أخبره الضابط أنه يريد منه أن يقاتل في سوريا لشهرين إضافيين، قائلًا إنه سيأخذ مهامًا بسيطة وواجبًا بالحراسة. عندما يعود، بحسب وعد الضابط، سيتلقى إذنًا بالإقامة. الأفغان الآخرون بزنزانته وافقوا على بيع سنوات حكمهم الأخرى مقابل شهرين من الخدمة في سوريا. وعدوا براتب شهري بقيمة مليوني تومان، أي 700 دولار.
«سعيد أحمد حسين»، المعتقل مع «مراد»، ذكر الأمر نفسه. «حسين» قضى سنوات من العمل بالبناء بمنطقة سكنية خاصة شمال طهران، قائلًا: «فجأة، أصبح هناك مداهمات وكنت أحد المعتقلين من 150 مهاجرًا غير شرعي. كلنا كنا من الهزارة. بعد ذلك، أتى الباسار، الحرس الثوري الإيران، ووعدونا بالمال وأذونات الإقامة إذا تطوعنا في سوريا. لكنهم قالوا لنا إنهم سيرسلوننا لهناك بغض النظر عن أي شيء. جميعنا شاركنا».
من السجن، أرسلوا لقواعد عسكرية مختلفة قرب طهران للتدرب على استخدام رشاش الكلاشينكوف. قال «مراد»: «أخبرنا المدرب أننا سنكون سياحًا مقاتلين في سوريا». تم أخذهم بملابس مدنية بالباص إلى مطار الإمام الخميني للرحلة، في طائرة مسافرين، إلى دمشق. قال «مراد»: «كان هناك عائلات معنا. لم يكن على أحد أن يرى أننا جنود».
رحب بهم ضابطان إيرانيان حال وصولهم لدمشق، وأعطوهم الشاي. أخذوهم بعد ذلك أبعد إلى مدينة اللاذقية الساحلية، ومن ثم بباص إلى قاعدة عسكرية في ضواحي حلب، حيث بقوا هناك لعشرة أيام. «هناك، لم يعد الإيرانيون ودودين أبدًا، أقل بكثير من الجنود السوريين الذين رعونا. عندما تحدثنا بالفارسية بيننا، صرخوا في وجوهنا».
ذات مساء، وزعوا عليهم الأسلحة والملابس العسكرية، وأخذوهم بسيارات بنقطة تجمع ما يقارب 300 رجل من أفغانستان. قال «مراد»: «بدأنا المشي طيلة الليل، حتى الثالثة أو الرابعة فجرًا. ثم أشاروا لنا في الظلام لمبنى من عدة طوابق، وأمروا مجموعة منا بمداهمته والحفاظ عليه مهما كان الثمن. قالوا لنا إننا لا نستطيع الاستسلام لأن الإرهابيين سيقطون رؤوسنا». ظل يردد، كأنه يلقي تعويذة: «لا تستسلموا، لا تستلموا».
عناد لا يصدق
قائدان من الثوار شاركا في المعركة مثلهم، لكن على الجانب الآخر، قالوا إن الأفغان كانوا مثل الآلات؛ إذ إنهم «عنيدون بشكل لا يصدق، يركضون أسرع منا ويستمرون بإطلاق النار حتى بعد أن يتم حصارهم. لكن حالما يفقدون التواصل على اللاسلكي، يصابون بالهلع».
قال «مراد»: «كنا جميعًا خائفين. سألت نفسي: ما الذي أفعله هنا؟ هذا ليس وطني». عندما سأله المحقق لماذا سمح لنفسه بأن يكون بحالة كهذه من الأساس، أصبح «مراد» غاضبًا للمرة الأولى خلال نقاشنا. «خمسون في خمسين من التربة الضعيفة! كيف يمكن لخمسة أشخاص أن يعيشوا من هذا؟». يرفع رأسه بضجر ويكمل إخبار القصة: «بدأنا بالركض. لحسن الحظ، كان المبنى فارغًا، وانتشرنا في الطوابق المختلفة. أصبحنا تحت إطلاق النار، ولم نلاحظ، بجانبنا، أنه لم يعد هناك أحد. داخل المنزل كان هناك ضابط إيراني صرخ بي: يجب أن تقاتل وإلا قتلتك. أفرغت كل ذخيرتي دون أن أنظر حتى أين أطلق».
أبو حسنين، أحد قائدي الثوار اللذين شاركا في القتال تلك الليلة، يتذكر: «لم يكن من المنطقي بالنسبة لهم أن يستمروا بالقتال. لكنهم لم يستسلموا؛ لذلك فجرنا المبنى كاملًا». ذلك الانفجار هو الذي دفن مراد وسعيد، الاثنين الباقين من المجموعة الأصلية.
الآن، هم سجناء في مدينة أخطر من أي سجن، ويعيشون بخطر يومي من أن يتمزقوا بقنبلة برميلية يلقيها الجيش الذي أتوا للقتال لأجله. القنابل، كذلك، تظهر حجم يأس النظام، الذي عانى هزائم عسكرية كبيرة في الأسابيع الماضية. كل صباح، 9 صباحًا، يكون «وقت البرميل» في حلب الشرقية. هذا هو الوقت الذي يتم به إسقاط القنابل البرميلية، التي يتم إنتاجها الآن بكميات صناعية، من المروحيات العسكرية، لتصطدم بالأرض وتدمر كل شيء بمساحة 24 مترًا.
«تعال بعد التاسعة»، قال الرجل المسؤول عن السجناء الأفغان. يوم الأحد، 3 أيار/ مايو، قبل انطلاق فريق شبيغل في حلب بقليل إلى سجن الثوار، عندما سمعنا انفجارًا ضخمًا في حي سيف الدولة المجاور. في طريقنا إلى لقائنا مع المعتقلين، رأينا الكثير من الوجوه الخائفة، بعضها دامع العينين، وكانوا يسيرون جميعًا، يسيرون باتجاه سيف الدولة. بدا ذلك مفاجئًا في البداية. معظم القنابل البرميلية تضرب فقط آثارًا مدمرة فارغة، وحتى لو كان هناك ضحايا، فإن الأشخاص لا يركضون في الشوارع. الموت يأتي بسرعة في حلب، والمقاومة الصامدة لآخر 100 ألف ساكن باقين تبدو برفضهم الرحيل.
وراء اليأس والأمل
لكن هذه القنبلة، التي أسقطت بعد التاسعة صباحًا بقليل، أصابت بشكل مباشر المدرسة الوحيدة في الحي، المبنى ذا الأربعة الطوابق، الذي تحول لفوهة يملؤها الركام. بقايا الطوابق علقت في الفوهة مثل خرق بالية عملاقة. الأحد، كان يوم الامتحان، هو اليوم الوحيد الذي يجتمع به الأطفال. كان هذا نفس يوم الامتحانات في الجزء الغربي من المدينة، الذي لا زال تحت سيطرة النظام، كذلك. من المؤكد أن الطيارين كانوا يعرفون ماذا يفعلون.
على الأقل ستة أطفال وأستاذ قتلوا حالًا، مع عدم تأكد الأطباء فيما إذا كان بعض الأطفال الآخرين سيصمدون. لاحقًا ذلك المساء، يقف رجل يركب دراجة نارية بجانب الركام ويسأل أولئك الذين لا زالوا يحفرون فيما إذا كانوا قد استطاعوا إيجاد ابنته أم لا. قال إنه ذهب لكل مشفى في المدينة، وكل مشرحة، لكنه لم يستطع إيجادها، لكنهم لا يجيبونه إلا برؤوس مهتزة صامتة. يتنهد الرجل «ابنتي» بنغمة وراء اليأس والأمل، ويغادر.
ولأن مصائرهم متشابكة لحظيًا، قال الأفغاني «مراد»، نفس الشيء، بنفس النغمة قبل ذلك الوقت بقليل: «بناتي». لم يسمعوا أي شيء من أبيهم لأكثر من عامين. لا يملك أي إخوة في القرية، وأهله متوفون. حماته فقط حية، وهي فقيرة جدًا. «من يهتم بعائلتي؟ هل لديهم ما يأكلونه؟ هل لديهم ملابس للشتاء؟».
يقول إن مصيره ليس بيد الله. عبر إمام ووسطاء من الهلال الأحمر، حاول ثوار الجبهة الشامية مبادلته مع الأفغان الآخرين مقابل بعض مقاتليهم المعتقلين في سجون النظام. هذا، مع ذلك، ليس سببًا للأمل لمراد، بل يعتقد أن ذلك سيكون سببًا آخر للرعب فقط. «ماذا أفعل إذا أعادوني للجيش السوري؟ سيعيدونني إلى أحد فرق الكوماندو الانتحارية مثل المرة الأخيرة. أنا لا أريد فعل ذلك مجددًا. أريد أن أعود لأفغانستان». للبؤس الذي حاول مرة أن يهرب منه.
لكن في أفغانستان، لا يبدو أن الحكومة مهتمة باختفاء آلاف من سكانها في الحرب السورية. قال الناطق الرسمي «شكيب مستاغني» إن «وزارة الشؤون الخارجية لا تملك أية وثائق رسمية حول الأفغان المجبرين على الذهاب لسوريا من أفغانستان أو إيران»، مضيفًا أن «الوثائق الموجودة على الإنترنت ليست موثوقة»، لكنه استدرك:«بالطبع، حكومة أفغانستان تتابع بجد أوضاع المقاتلين الأفغان في سوريا وتحاول إنقاذ حياتهم».
حتى اللحظة، لا يبدو أن هناك اتفاقًا لتبادل أسرى، بحسب الشيخ «عبد القادر فلاس» الذي يقود المفاوضات، قائلًا: «في الماضي، بادلنا ضباطًا سوريين، والنظام راغب تحديدًا بإطلاق سراح الأسرى مقابل إيرانيين أو مقاتلين من حزب الله. لكن الأفغان، لا شيء. تواصلنا مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر، لكن مجددًا، لا شيء. يبدو أن هذين الاثنين سيبقيان معنا حتى نهاية الحرب».
قائد للثوار من حلب، كان يقود المفاوضات لستة أفغان آخرين، استطاع الوصول لأحد أقوى الضباط السوريين على الهاتف: العقيد «سهيل الحسن». كان جواب العقيد مقتضبًا: «افعلوا ما تريدونه بهم. تستطيعون قتلهم، فهم مرتزقة وحسب. نستطيع أن نرسل لكم الآلاف منهم». (ترجمة – صحيفة التقرير)
يفضح عرضو شو جحش شوفو شو جايبلنا
يا جحش روسيا فيها جيش نسائي بياخد العقل و انت و طائفتك عرصات جيبولنا من هدنك نفرهم يفضح عرضك شو مقرف يا عرصة يا جحش
قبل الثورة ايران عبر بشار ونظامه بشكل غير مباشر خلقوا الارضية لإن يثور الشعب ضد النظام …..هم يريدون دمار سوريا ليظهر مهديهم المزعزم ويقولون (شبت النار بحلب فجر مهدينا اقترب….)
هالنظام ما فوت فرصة لكرهه