تدابير لحماية خصوصية البيانات على الإنترنت
على الرغم من أنه يتم الترويج لمعظم الخدمات على شبكة الإنترنت بأنها مجانية ولا تكلف المستخدم أية نفقات، إلى أن الواقع غير ذلك؛ حيث تعتمد شركات الإنترنت الكبرى تعتمد على بيانات المستخدم في تحقيق أرباحها، دون أن تطلب الإذن من عملائها ومع ذلك، يمكن للمستخدم من خلال بعض التدابير مواجهة عمليات جمع البيانات الشخصية عبر الإنترنت، ومن ثم الحفاظ على خصوصيتها.
وقال الصحفي الألماني شتيفان هوبر إن شركات الإنترنت العملاقة، مثل غوغل وفيس بوك، تقوم بجمع البيانات والمعلومات عن مستخدميها، وتقوم بإنشاء قواعد بيانات لتحديد الهوية وبعد ذلك، يتم بيع هذه المحتويات لأطراف أخرى، مثل شركات الدعاية والإعلان أو شركات التأمين أو البنوك ، بحسب وكالة الأنباء الألمانية.
وغالباً ما يتم استغلال هذه البيانات في توجيه الرسائل الإعلانية، التي تناسب الاهتمامات والرغبات الشخصية للمستخدم ولكن في المتاجر الإلكترونية أو حالة وثائق التأمين أو بطاقات الائتمان البنكية قد لا تقتصر عملية جميع البيانات على المستخدم نفسه، ولكن قد تشمل أيضاً الأنشطة، التي يقوم بها على شبكة الإنترنت، لتحديد نوعية العروض والإعلانات، التي تظهر له.
كيفية جمع البيانات
تعتمد عمليات التتبع وجمع بيانات المستخدمين بشكل أساسي على برمجيات التتبع وملفات تعريف الارتباط “الكوكيز”، التي تشتمل على ملفات نصية صغيرة يتم تخزينها على الحواسب عند زيارة مواقع الويب المختلفة وعن طريق هذه الملفات تتمكن شركات الإنترنت من معرفة عناوين مواقع الويب، التي تمت زيارتها، بالإضافة إلى رصد الأنشطة، التي يتم القيام بها على هذه المواقع.
وإذا قام المستخدم بتسجيل الدخول في خدمات غوغل أو فيس بوك في الوقت نفسه، فإنه يمكن إلحاق هذه المعلومات بالبروفايل الخاص به واعتماداً على هذه البيانات إلى جانب الاطلاع على ما ينشره المستخدم على الإنترنت، فإنه يمكن إنشاء صورة مفصلة عن المستخدم واهتماماته ورغباته الشخصية.
تدابير الحماية
يصح شتيفان هوبر المستخدم بضرورة التفكير جيداً قبل كتابة أية موضوعات على الإنترنت؛ نظراً لأن المعلومات والبيانات، التي يتم نشرها على الإنترنت يصعب حذفها بعد ذلك، علاوة على أن المستخدم لا يمكنه التحكم في هذه البيانات ومعرفة قواعد بيانات الشركات، التي تم فيها تخزين مثل هذه المعلومات، وبالتالي فإن المستخدم لا يتمكن من استعادة البيانات الخاصة أو التعبيرات المتهورة، التي يتم نشرها على الإنترنت.
وكي يتجنب المستخدم ظهور معلومات على شبكة الإنترنت، قد تسبب له بعض الإحراج مستقبلاً، فإنه يتعين عليه عدم الإفصاح إلا عن قدر ضئيل من المعلومات والبيانات الخاصة به، بالإضافة إلى محاولة إخفاء آثاره من شبكة الإنترنت عن طريق استعمال الأدوات الإضافية لمتصفح الإنترنت، والتي تحول دون قيام شركات الدعاية والإعلان بتتبع المستخدم ومعرفة سلوكياته على الويب ، وبالإضافة إلى ذلك، تتضمن استراتيجية الدفاع الذاتي ضرورة تشفير المراسلات والبيانات، التي يتم نقلها عبر الويب.
برامج تصفح مختلفة
تتمثل أسوأ الحالات في استعمال متصفح واحد لاستخدام خدمات غوغل وفيس بوك وجميع خدمات الإنترنت الأخرى وأكد شتيفان هوبر أن حذف ملفات الكوكيز بصورة منتظمة أو تصفح مواقع الويب مع إخفاء الهوية لا يمنع عمليات التتبع، التي تقوم بها شركات الإنترنت وأضاف الخبير الألماني قائلاً: “يظل هناك بعض بقايا البيانات منتشرة هنا وهناك على الويب”.
وكي يتمكن المستخدم من منع شبكة فيس بوك وغوغل من رصد سلوكياته وتصرفاته على موقع الويب، فإنه يتعين استعمال كل شركة من هذه الشركات في متصفح ويب منفصل؛ حيث يمكنه مثلاً استعمال شبكة التواصل الاجتماعي فيس بوك عبر متصفح فايرفوكس، في حين يعتمد على متصفح سفاري لاستعمال مواقع الويب الأخرى.
أدوات منع التتبع
تحول أدوات وبرمجيات منع التتبع دون قيام شركات الإنترنت وشبكات الدعاية والإعلان برصد سلوكيات وتصرفات المستخدم على شبكة الويب. ويمكن للمستخدم استعمال بعض الأدوات الإضافية مثل DoNotTrackMe أو Ghostery أو Collusion. علاوة على أن الأداة الإضافية لمتصفح فايرفوكس BetterPrivacy تقوم بحذف ملفات الكوكيز الخاصة ببرنامج الفلاش، والتي يصعب إزالتها.
التشفير
أكد شتيفان هوبر أنه ينبغي على المستخدم تشفير رسائل البريد الإلكتروني بواسطة تقنية PGP، وإلا فإن الخوارزميات ستتمكن من قراءة محتوى الرسائل الإلكترونية ويتم إظهار الإعلانات بما يتناسب مع هذه المحتويات وهناك العديد من البرامج والتطبيقات، التي توفر للمستخدم إمكانية إجراء حوارات الدردشة بشكل مشفر على الحواسب والأجهزة الجوالة، ومنها على سبيل المثال تطبيقات OTR أو Threema أو Textsecure أو Cryptocat أو Wickr.
الشبكات الافتراضية الخاصة
تتيح الشبكات الافتراضية الخاصة، المعروفة اختصاراً باسم شبكات VPN، للمستخدم إمكانية تصفح مواقع الويب عن طريق عناوين متباينة لبروتوكول الإنترنت IP من خلال الاعتماد على نوع من الأنفاق الافتراضية وبالتالي لا يمكن تحديد هوية المستخدم عن طريق عنوان IP، وينصح الخبير الألماني باستعمال خدمات ZenMate أوHotspotshield أو Tor.
الهويات الوهمية
من خلال الاعتماد على هويات وهمية عن طريق اسم مستعار وتاريخ ميلاد وجنس غير حقيقي يكون من الصعب على القراصنة أو خوارزميات الإنترنت إلحاق البيانات بمستخدم معين وحذر شتيفان هوبر من استعمال الأسماء الحقيقية، وخاصة في خدمات الإنترنت غير الضرورية مثل شبكات التواصل الاجتماعي وخدمات الصور أو تطبيقات الألعاب. وينصح الخبير الألماني بالاعتماد على بريد إلكتروني يمكن التخلص منه للتسجيل في مثل هذه الخدمات.[ads3]