كوريا الشمالية تعلن نجاحها في صنع رؤوس نووية
اعلنت كوريا الشمالية الاربعاء انها طورت تكنولوجيا صناعة رؤوس نووية وذلك بعد فترة قصيرة على اعلانها اطلاق صاروخ بالستي من غواصة مما يشكل تصعيدا للتوتر العسكري في شبه الجزيرة الكورية.
كما الغت بيونغ يانغ زيارة مقررة للامين العام للامم المتحدة بان كي مون غداة طلبه منها الامتناع عن اي سلوك من شانه تصعيد التوتر الاقليمي، وبعد ادانة وزير الخارجية الاميركي جون كيري الاثنين لسلوك الشمال “الاستفزازي والقمعي والمزعزع للاستقرار”.
وتقوم كوريا الشمالية منذ زمن بتجارب على صواريخ بالستية وذلك رغم الحظر الذي تفرضه الامم المتحدة. وقبل اسبوعين اعلنت بيونغ يانغ انها اجرت تجربة ناجحة لاطلاق صاروخ بالستي من غواصة.
واذا تاكد نجاح التجربة فان قدرة بيونغ يانغ على نشر اسلحة نووية ستتجاوز حدود شبه الجزيرة الكورية. ويقول الخبراء ان الجانب الاصعب لشن هجوم نووي هو تصغير راس حربي بحيث يمكن تثبيته على صاروخ.
واعلنت هيئة الدفاع الوطني الاربعاء وهي اعلى سلطة عسكرية في الشمال انها طورت التكنولوجيا التي تمكنها من ذلك. ومن شان ذلك اثارة قلق واشنطن وسيول وطوكيو وحتى بكين.
وافادت الهيئة في بيان “بدانا منذ فترة طويلة بتصغير وتنويع قدراتنا على شن ضربات نووية”، وذلك في بيان نشرته وكالة الانباء الكورية الشمالية.
واضاف البيان “لقد بلغنا مستوى يمكن فيه ضمان اعلى نسبة من الدقة وليس فقط للصواريخ القصيرة المدى بل ايضا المتوسطة والبعيدة المدى … ولسنا نخفي ذلك”، وفق وكالة فرانس برس.
وكان عدد من الخبراء ابدوا شكوكا حول نجاح تجربة اطلاق صاروخ من غواصة، واظهروا الحذر ايضا بعد اعلان تطوير تقنية تصغير الاسلحة النووية.
وقال دانيال بينكستون الباحث الكبير لدى مجموعة الازمات الدولية لوكالة فرانس برس “هناك فوارق بين البيانات الصادرة عنهم وبين الواقع العملاني”.
واضاف بينكستون “قسم من تصريحاتهم قائم على مبالغات وربما موجه الى الجمهور في الداخل والقسم الاخر على الارجح موجه الى الخارج كنوع من الاختبار لمعرفة ما اذا كان بامكانهم اللجوء الى الابتزاز او الاكراه”.
وقال تشو هان بوم المحلل لدى معهد الوحدة الوطنية في كرويا ان “الصعوبات الاقتصادية التي تعاني منها بيونغ يانغ تحول دون” تمكنها من تطوير تكنولوجيا معقدة كتلك المستخدمة لتصغير رؤوس حربية.
وقال تشو “اعتقد انه من الصعب تصديق مثل هذه المزاعم”.
وتابع ان كيم جونغ اون الذي يتراس هيئة الدفاع الوطني ربما يعاني من صعوبات في ضبط السلطة العسكرية بعد اعدام وزير الدفاع.
واضاف تشو “لذلك يبدو ان الهدف الاعلان الاخير من هيئة الدفاع الوطني هو تهدئة الصقور في السلطة العسكرية وضمان ورقة مساومة في المفاوضات مع الدول الاخرى مثل الولايات المتحدة من خلال اثارة اسوا المخاوف حول الصواريخ البعيدة المدى والمزودة برؤوس نووية في الشمال”.
الا ان الاميرال وليام غورتني مسؤول قيادة الامن القومي كان اعلن في نيسان/ابريل الماضي ان كوريا الشمالية لديها قدرة تثبيت راس نووي مصغر على احد صواريخها العابرة من طراز كي ان-08.
كما اشار وزير الدفاع الكوري الجنوبي الى ان الشمال بلغ مستوى تقنيا “عاليا” يتيح لها تصنيع راس نووي حربي.
وياتي بيان هيئة الدفاع الوطني بعد ساعات على اعلان بان كي مون ان بيونغ يانغ الغت زيارته المقررة الى مجمع كايسونغ الصناعي في الشمال دون مبرر.
وكانت الزيارة المقررة الخميس، ستكون الاولى لامين عام للامم المتحدة منذ اكثر من 20 عاما، بعد بطرس بطرس غالي في 1993.
وصرح بان خلال منتدى في سيول “قرار بيونغ يانغ مؤسف جدا… لكنني بصفتي امينا عاما للامم المتحدة فلن ادخر جهدا لحث كوريا الشمالية على العمل مع الاسرة الدولية من اجل السلام والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية وخارجها”.
الا ان كيري شن خلال زيارة الى سيول الاثنين هجوما قويا على نظام الشمال الذي وصفه بانه “شائن” وبانه يؤسس حكمه على الاستفزاز والاعدامات “المقززة”.
واضاف كيري ان بيونغ يانغ “تواصل على العكس تطوير اسلحة نووية وصواريخ بالستية والنكث بوعودها واطلاق تهديدات واظهار عدم اكتراث واضح للقوانين الدولية”.
وتعذر الاتصال على الفور بمسؤولين اميركيين للحصول على تعليق حول اعلان كوريا الشمالية.
وكانت كوريا الشمالية اجرت ثلاثة تجارب ذرية وهي تملك السلاح النووي منذ فترة. لكن ليس من الواضح ما اذا كانت تملك التكنولوجيا التي تخولها تثبيت راس نووي على صواريخ.
وكانت هيئة الدفاع الوطني اشارت في السابق الى ان تجربة اطلاق صاروخ بالستي من غواصة “تشكل مرحلة متقدمة في جهودنا لتطوير قوة استراتيجية ضاربة”.
واضافت “على الولايات المتحدة وحلفائها التوقف عن اثارة الضجة حول جهودنا من اجل تعزيز قدراتنا للدفاع الذاتي”.[ads3]