العلماء يوضحون فائدة الإنتقاء الجنسي
تابع علماء الأحياء من جامعة غرب انكلترا البريطانية، لمدة 10 سنوات تطور خنافس الدقيق وحياتها الجنسية، وتمكنوا بالنتيجة من اكتشاف ان تطور الذكور والتنافس بينها هو من أجل الحفاظ على استقرار الجينوم والتخلص من التحولات الحاصلة.
ويقول ميتيو جاج من الجامعة “عمليا كافة الكائنات المتعددة الخلايا تتكاثر عن طريق الجنس، ولكن ليس من السهولة تفسير استمرار هذه الظاهرة، لأن هذا الشكل من التكاثر يحمل العديد من المتاعب. أهمها وأكثرها وضوحا هي ان نصف الأبناء، أي “فقط البنات” يمكنهم انجاب الأطفال. فلماذا إذن تتمنى كافة الأنواع ولادة الذكور؟”.
ويوضح العالم قائلا، ان تطور الأغلبية المطلقة للكائنات الحية المتعددة الخلايا، ينظمه عاملان – الانتقاء الطبيعي والجنسي. في الحالة الأولى- تتحكم بالتطور التغيرات في ظروف الوسط المحيط، وفي الحالة الثانية- تتحكم المنافسات داخل النوع نفسه من أجل استمراره. طبعا يفوز في هذه المنافسات “الأسطع”، مما يؤدي الى ظهور علامات جميلة جديدة مثل ذيل الطاووس أو عرف الديك.
وان سبب استمرار الانتقاء الجنسي يبقى موضع نقاش بين العلماء حتى الآن، فمنهم من يفترض انه يساعد النوع في أن يكون جاهزا لمواجهة التغيرات الفجائية في البيئة، ومنهم من يعتقد بأن هذه المنافسات تحمي الأنواع من الانقراض وتحافظ على قدرتها على التنافس في عملية التطور.
وحاول الفريق العلمي التأكد من أن هذا يجري فعلا في الحياة، لذلك قرر متابعة تطور مجموعتين من خنافس الدقيق على امتداد خمسين جيلا منها. المجموعة الأولى عاشت في ظروف منافسات جنسية شديدة، حيث مقابل كل انثى كان هناك تسعة ذكور.
أما المجموعة الثانية فكان عدد الإناث والذكور متساويا، أي لم تحصل منافسات بين الذكور لكسب ود الإناث ، بحسب قناة روسيا اليوم.
وبينت نتائج هذه المتابعة ان الانتقاء الجنسي مهم لبقاء النوع. فمثلا كانت حياة ذكور المجموعة الثانية تنتهي بعد 10 أجيال من بداية التزاوج بين الأقرباء، في حين ذكور المجموعة الأولى بقوا على قيد الحياة حتى بعد الجيل العشرين. يوضح الباحثون هذا الأمر بقولهم “لكي يثير الخنفس اهتمام الإناث، يجب ان يجتاز عمليا كافة الاختبارات، لذلك فإن الانتقاء الجنسي يعتبر مرشحا (فلتراً) فعالا في دعم وتحسين النوع. هذا البحث هو أول تأكيد مباشر، على ان الجنس هو الشكل الغالب في التكاثر”.[ads3]