حزب الله و التعبئة من أجل الأسد

أبلغنا الأمين العام لـ «حزب الله» ان تعبئة قوات الحزب ستكون اينما كان لحماية لبنان من التكفيريين. كم كان من الافضل لو حمى لبنان من نظام سوري أنهك لبنان وسورية لعقود مضت. كيف يمكن أن نشكر السيد لولائه الوطني لحماية البلد بالوقوف الى جانب نظام سوري ينهار بعد ان أطلق هو نفسه «داعش»؟ ان تقرير الكاتب مارتن شولوف الذي نشر في صحيفة «الغارديان» البريطانية يروي بالتفصيل نقلاً عن أحد القادة في «الدولة الاسلامية» واسمه أبو أحمد تفاصيل تكوين الحركة الارهابية في سجون العراق تحت أنظار القوات الاميركية وانخراط البعثيين العراقيين والرئيس السوري بشار الاسد الذي ساهم في فتح الابواب للجهاديين والسماح لهم بالطيران وعبورهم الى العراق. وينقل شولوف عن جنرال عراقي هو حسين علي كمال الذي توفي معلومات سلّمه إياها قبل وفاته عن اجتماعين سريين في الزبداني قرب دمشق مع قادة بعثيين عراقيين لجأوا الى العراق وتم استخدامهم كأداة لزعزعة أمن العراق والاميركيين. فكان ارتباط النظام السوري والاستخبارات السورية والجهاديين وطيداً. ان البعض في الغرب ينصح باعادة الحوار مع هذا النظام خوفاً من «داعش» في حين ان النظام نشرهم ونقلهم من سورية الى العراق، كما استخدم اركان اجهزته ثم قتلهم مثلما حدث مع رستم غزالة وغازي كنعان وآصف شوكت واللائحة طويلة. فهو نموذج تحرك نظام قيد الانهيار ولكنه يريد تدمير سورية قبل انهياره وربما «حزب الله» معه.

ان حرب «حزب الله» في سورية خاسرة عاجلا أم آجلا. وسيطرة الحزب في القلمون لا تعني شيئاً لانه يسيطر على مناطق جردية لا يمثل كامل الاراضي السورية وهو يقف الى جانب نظام لم يعد يسيطر الا على القليل من اراضيه. وقواته انسحبت من تدمر لصالح «داعش» في اطار استراتيجية مستمرة لاستخدام تقدم «داعش» للقول للعالم ان النظام هو الخيار الافضل لان البديل له لم يتم اعداده.

مما لا شك فيه ان تقدم «داعش» في تدمر وربما الى حمص مرعب لان حمص على ابواب لبنان، ولكن هذا لا يعني ان موقف «حزب الله» مبرر لانه طرف في الحرب السورية التي اذا ادت الى سقوط النظام ستكون خطراً كبيراً على «حزب الله» ولبنان. فماذا بعد انهياره؟ ماذا يفعل امين عام «حزب الله»؟ والى اين سيقود لبنان مع استمراره بالادعاء انه سيحميه؟ على الحزب ان يتواضع ويخفف من لهجة الغطرسة بنشوة النصر والهيمنة لان ما يجري على الارض في سورية ليس في مصلحة الشعب السوري أو اللبناني. والقتلى من عناصر «حزب الله» يقتلون لحماية نظام شن حرباً على شعبه وقتل ابناءه من أجل البقاء. ان حرب عناصر الحزب تحولت من مقاومة الى تواطؤ مع نظام استخدم استخباراته وبعض وكلائه في لبنان مثل ميشال سماحة ثم قتل البعض مثلما انتهى رستم غزالة وآصف شوكت وغازي كنعان وغيرهم أو ألقى بهم في السجون مثل سماحة. فاليوم والغرب يفكر مجدداً بضرب سورية لمنع تقدم «داعش» ينبغي التفكير جدياً بكيفية التخلص من رأس النظام الذي اطلق مسلحي «داعش» من سجونه، وهو الذي راهن على الاسلاميين المتطرفين لاستخدامهم بدءاً من «حماس» في صراعه مع السلطة الفلسطينية والآن «داعش» من اجل البقاء بحماية «حزب الله» وايران.

آن الاوان كي يعيد «حزب لله» حساباته ويخفف من تعاليه واحتقاره للدولة وجيشها وان يفكر بمستقبل مختلف تكون فيه حماية لبنان على عاتق الجيش، بدلاً من ميليشيا لبنانية تحت مظلة ايرانية اسقطت في حربها السورية صفة المقاومة عنها.

رندة تقي الدين – الحياة[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها

‫3 تعليقات

  1. اولا اريد ان اقدم لك الشكر على مقالك هذا واستمجيك عذرا لاقول ان هذا الحزب المجرم لن يعيد حساباته فهو لا حسابات له على الاطلاق هذا الحزب ودجاله له اجندة فيها حساب واحد لا يتغير وقد اعلنه الدجال عندما كان نكرة وعندما لمع نجمه
    فهو لايؤمن بلبنان ولا بالعروبة ولا حتى بالاسلام هو يؤمن فقط بالطاعة العمياء لصاحب الزمان والمكان وهو لا يرغب بلبنان جمهورية اسلامية وانما يريد ان يجعل من لبنان ولاية في دولة الولي الفقيه وهو ينفذ اوامر سيده في قم فلا حسابات له ولا سياسة سوى تنفيذ الاوامر فاي حسابات سيعد النظر فيها
    ما قلته ليس من عندي كلمة واحدة فهي من اقوال الدجال ومتوفرة في الانترنت لمن يريد سماعها

    1. صدقت فإني أرى بالصورة صعلوكين مهمتهم تدمير المنطقة تفوووووووووووووووووووووووووووووووووو

  2. السيدة رندة
    هناك كم هائل من الحقائق الواضحة والبارزة والبديهية حول هذا الموضوع وما استقرائك الحالي سوى اظهار جيد للحقيقة وتحليل موضوعي لها ولكن للاسف لا احد من هؤلاء المقصودين بموضوعنا قادر على استيعاب هذه الكلمات وهذه النصائح حتى انهم يرفضون ذلك رفضا شديدا…..لقد زرعوا في عقول بعضهم ايديولوجية كاذبة ورووها بماء الحماسة والبسوا هذه الايديولوجية لباس وهمي بألوان عديدة كالقومية العربية والممانعة والمقاومة والعروبة والحرب ضد اسرائيل….الخ الخ
    في النهاية لايمكن للخطأ ان يحتمل فوقه البناء السليم …..مابني على خطأ فهو خطأ وسيؤول الى السقوط ….يمكن ان تكون حقبة جديدة في هذين البلدين اقصد سوريا ولبنان يتم فيها البدء بتأسيس مرحلة رائعة من الحضارة والاستقرار والثبات والتقدم بعد سقوط احد اكبر مدارس الظلم والاستبداد في سوريا ولبنان اودت بمقدرات ومكمونات هذين البلدين واضاعت امكانيات هائلة كانت ستؤدي الى اجمل حضارة في هذين البلدين لو بقيت ……المهم ان الخطأ لن يستمر وسيفشل حتما …..سوريا حرة ولبنان عائد ان شاء الله