تغذية الرياضيين .. أجندة صارمة تصنع الأبطال
هل فكرت يوما كيف يتعاطى الرياضيون اللامعون على وجه التحديد لا الحصر غذائهم اليومي؟ وكيف يتحلون بأجسام تزف لهم النجاح على طبق من ذهب؟
التغذية لدى الرياضيين ليست مسألة اعتباطية، إنما هي أجندة مدروسة ومحكمة الضوابط، فإذا أردت رياضيا يحصد نتائج تعانق التفوق وتتشبث بالعطاء، فإن إيلاء الاهتمام بغذائه والتمسك بالبعد الصحي فيه مسألة لا مناص منها.
فالتقدم الذي أحرزته الرياضات في العالم على مستوى العناية بها وإعطائها الكثير من الاهتمام كرياضة كرة القدم مثلا، أدى إلى حرص كبير لإنجاح مثل هذه الرياضة من خلال التركيز على بناء لاعبين محترفين وماهرين، وهذا لن يكون ممكنا إذا اختل البعد الصحي للاعب وخاض ماراثون التحدي الرياضي بجسم غير متوازن وغير محكم البناء.
هذه الحكمة التي تتعامل بها الأندية الرياضية مع لاعبيها، فالغذاء السليم يبني جسما سليما ومعافا مؤهلا لخوض غمار التحديات الرياضية على اختلاف دروبها، فتعامل الأندية مع فقرة تغذية رياضييها مسألة غاية في الأهمية وتستند لبعد علمي كبير ولا تخلو من رهانات علاجية جمة توضع على عاتقها.
فمسألة تغذية الرياضيين لم تعد مرتبطة فقط بما يتناوله الرياضي من طعام وما يسجله الميزان أثناء قراءة وزنه، فهناك جوانب تفصيلية دقيقة وعلمية تخص كل لاعب على حدة حسب بنيته الجسدية واحتياجاته الغذائية.
فمن أبرز الظواهر الغذائية لبعض الرياضيين، الوجبات الغذائية التي توزع عليهم على أرض الملعب أثناء التمرين، وهي تضم الصوديوم والبوتاسيوم والكالسيوم والكربوهيدرات، ولا تحتوي إلا على قليل من السكر، فهي عبارة عن جرعة صغيرة من الطاقة ولكن ليس على غرار الأكياس الصمغية أو الهلامية التي يستخدمها العدائون لمسافات طويلة.
ولعل عالم مائدة التدريب بالنسبة للرياضيين هو الأكثر إثارة ودقة في ملف غذائهم، حيث توجد أصناف متنوعة من الطعام غير معالجة،
فكل ما تقع عيناك عليه هنا عضوي بامتياز، فاللاعب على هذه المائدة على يقين أنه يتناول غذاء صحيا وعلميا ووقائيا بامتياز ، ولا يحرم اللاعبون عادة من العصائر الطازجة الغنية بالفيتامينات ومضادات الأكسدة، فهي تمدهم بالنشاط والحيوية وتجدد الطاقة لديهم.
كما يستمتع عدد من اللاعبين بزاوية أطعمة “سوبر أو لوكس”، حيث يمكن تخبئة اللفت والسبانخ وبذور النشا في مجموعة من الفواكه العذبة ، بحسب ما اوردت قناة سكاي نيوز.
وحتى عند إغلاق موائد التدريب يظل لدى بعض اللاعبين في غرفة الوزن، فرصة إعداد مزيج من خليط البروتينات بالإضافة إلى وجبات معدة مسبقا ومحفوظة في الثلاجة، لتظل معضلة مكافحة الجفاف من أولى أولويات القائمين على التدريب والعناية باللاعبين على المستوى الصحي، وذلك للظفر بلاعب قوى صامد أمام الإصابات أثناء خوض غمار التحدي الرياضي.
فمقابل كل جزيء من الكربوهيدرات المخزونة في العضلات، يخزن الجسم أيضا ثلاثة جزيئات من الماء، وكلما دعمت أكثر عضلات الجسم أثناء التدريب، كلما كانت أكثر قدرة على تخزين السوائل لوقت أطول.
وللتمكن من بناء عضلات كافية في وقت محدد ووجيز وللوقاية من مخاطر الإصابات والالتهابات، يجب أن يحظى الجسم الرياضي بكفايته من السوائل، وذلك حسب بنيته الجسدية، فمثلا في ألعاب القوى وغيرها كالمصارعة يحتاج لاعب بوزن 204 باوند أكثر من 8 لترات ماء يوميا، لأن جسمه يطرح الكثير من العرق أثناء الجلسة الرياضية الواحدة، وقلة السوائل تعني الجفاف وبالتالي هشاشة اللاعب عضليا أمام ضربات الخصم ومناوراته.
أما لاعب كرة القدم فهو بحاجة إلى الفواكه والخضروات على اختلاف أنواعها خاصة الشمندر واللفت والسبانخ والخس والملفوف بالإضافة إلى بعض البروتينات بكميات مدروسة.
كما أنه بحاجة إلى الكربوهيدرات الموجود في البطاطا والفاصوليا وعليه تجنب السكريات والدهون الضارة الموجودة في الوجبات السريعة والجاهزة ورقائق البطاطا المقلية على سبيل المثال.
لكن بعض اللاعبين الآخرين تجدهم مطالبون بحمية غذائية أشد صرامة وحرصا، فيعمدون إلى إضافة المكملات الغذائية للتعافي سريعا مثلا، حيث تبيع بعض الشركات مكملات غذائية تطرحها المعدة في 10 دقائق وتبلغ الخلايا والعضلات في 45 دقيقة، وهي ضعف السرعة التي تصل بها بقية المنتوجات.
ليبقى موضوع المكملات الغذائية نقطة توجس لدى عديدين، حيث يعزف عنها لاعبون آخرون ويكتفون بالغذاء الصحي العضوي المتوازن أثناء خوض غمار تحدياتهم الرياضية التي لا تقبل إلا بأجسام في مستوى رهان تحدياتها ومهارات تصنع المفارقة وتخطف الأضواء.[ads3]