رئيس وزراء لبنان يبحث ملف النازحين السوريين مع ملك السعودية
وصل إلى مدينة جدة غربي السعودية مساء يوم الثلاثاء رئيس وزراء لبنان تمام سلام، في زيارة من المقرر أن يجري خلالها محادثات مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز.
وقالت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) إنه كان في استقبال سلام لدى وصوله مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة، الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز ولي العهد السعودي، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية.
ووصل سلام إلى المملكة على رأس وفد رسمي يضم نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الوطني سمير مقبل، ووزراء الخارجية والمغتربين جبران باسيل، والصحة وائل أبو فاعور، والداخلية والبلديات نهاد المشنوق، والشباب والرياضة عبد المطلب الحناوي.
وقال سلام في تصريح لوكالة الأنباء السعودية بمناسبة زيارته للمملكة: “إن الزيارة تشكل فرصة لنا لمقابلة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود الذي يحظى بمكانة كبيرة في قلوب اللبنانيين، وستكون مناسبة لاستعراض العلاقات اللبنانية – السعودية”.
وتابع: “كما سنعرض في محادثاتنا الوضع في لبنان من كل جوانبه وبخاصة المعركة التي يخوضها الجيش والقوى الأمنية اللبنانية مع الإرهاب، وملف النزوح السوري الذي يشكل عبئًا هائلًا على لبنان على كل المستويات”.
وفيما يتعلق بملف النازحين تحديدًا، قال سلام: “سنعرض على إخواننا في المملكة خطة عمل لمواجهة موضوع النازحين تقوم على شقين الأول يعنى بالجانب الإنساني للمشكلة، والثاني يسعى إلى تعزيز القطاعات والبنى التحتية اللبنانية التي تتحمل عبء النازحين”.
وأعرب رئيس وزراء لبنان عن تمنياته من قيادة المملكة مساعدتهم على النهوض بأوضاع بعض المناطق اللبنانية التي تعاني ظروفًا صعبة بحيث تحمى من التحول إلى أرض خصبة للتطرف.
وأكد سلام أن الأوضاع المتفجرة في المنطقة ستكون على طاولة المحادثات مع المسؤولين في المملكة العربية السعودية.
ويعيش في لبنان رسميًا وبأرقام الأمم المتحدة أكثر من مليون و100 ألف نازح سوري لكن الرقم الحقيقي أكثر من ذلك بكثير، لا سيما أن أعدادهم تتزايد باستمرار إثر الأزمة السورية.
وبحسب مراقبين فإن هؤلاء النازحين يعيشون ظروفًا صعبة جدًا في ظل غياب دعم الدولة، وحضور الدعم الخجول لمنظمات الإغاثة الدولية.
وأعرب رئيس وزراء لبنان في تصريحاته عن “شكره على كل ما قامت به المملكة وتقوم به لمساعدة لبنان ودعم مؤسساته الدستورية وتعزيز الأمن والاستقرار فيه”.
ولفت في هذا الصدد إلى “الهبة الكريمة الأخيرة التي قدمتها المملكة لتسليح الجيش والقوى الأمنية اللبنانية”.
وتسلم الجيش اللبناني في 20 أبريل/ نيسان الماضي دفعة أولى من الأسلحة الفرنسية، بموجب عقد الهبة الموقع بين المملكة العربية السعودية وفرنسا بقيمة 3 مليارات دولار أمريكي.
وتشمل الدفعة الأولى صواريخ من نوع “ميلان”، ووفقًا لمصادر وزارة الدفاع الفرنسية فإن “صفقة الأسلحة والتجهيزات ستستغرق أربع سنوات، فيما تستمر عمليات التأهيل 7 سنوات، والصيانة 10 سنوات”.
ومن ضمن الأسلحة التي سيتسلمها الجيش اللبناني، زوارق حربية بطول 50 مترًا لحراسة الشواطئ، وصواريخ “ميسترال”، وطوافات، وعتاد، وأسلحة لمكافحة الارهاب، ومراقبة شبكات الإنترنت، وحسابات التواصل الاجتماعي عبر هذه الشبكات.
ويخوض الجيش اللبناني حربًا ضد “مجموعات إرهابية”، كان آخر فصولها مطلع شهر أغسطس/ آب الماضي، حيث وقعت اشتباكات عنيفة بينه وبين مسلحين سوريين، من تنظيمي “داعش”، و”جبهة النصرة”، استمرت 5 أيام، في محيط عرسال، اختطف المسلحون خلالها عددًا من العسكريين اللبنانيين، حيث قتل أيضًا ما لا يقل عن 17 من عناصر الجيش، وجرح 86 آخرون، وعدد غير محدد من المسلحين.
وحول الحملات التي تعرضت لها السعودية من قبل بعض الجهات اللبنانية ، قال رئيس الوزراء اللبناني “الموقف الرسمي اللبناني تعبر عنه الحكومة اللبنانية وليس أي جهة أخرى، وإنّ اللبنانيين هم أهل وفاء يحفظون الجميل ويصونون عهد الأخوة العربية ولن ينسوا أبداً أفضال بلاد الحرمين كما لن يفرّطوا بالعلاقات المتينة والتاريخية مع المملكة.
وسبق أن هاجم “حزب الله” اللبناني الشيعي وأمينه العام حسن نصر الله، السعودية، على خلفية عملية “عاصفة الحزم” باليمن، واتهمها بأنها “نظام تخلف وتصدير الإرهاب والأفكار الشاذة”.[ads3]
نرجو من جلالة الملك سلمان رعاية السوريين و تقديم الرعاية و تسهيل عملهم بالمملكة