الآلاف في إندونيسيا يؤيدون ما يسمى بـ ” العلاج الكهربائي ” و يستلقون على خط السكك الحديدية

 

ذهب لينتحر، واختار أن يموت مستلق على سكة قطار، بعد أن عانى طويلا من إيجاد علاج للشلل النصفي الذي ألم به، فإذا بالحياة تدب فجأة في أطرافه، فعاد راكضا لبيته فرحا معافا، ومنح بذلك الأمل من يومها لعشرات الإندونيسيين في العلاج من شتى الأمراض، وإن كان ذلك بطريقة عجيبة وغير منطقية هي فقط الاستلقاء على خط السكك الحديدية.

 
قصة هذا الشاب الإندونيسي صنعت أسطورة علاجية من شتى الأمراض، ” تهبها ” سكك حديدية لعديد المرضي الفقراء، ومنذ هذه الواقعة وخط سكك القطارات قبلة، يقصدها عديد الناس في إندونيسيا لطلب الشفاء.

 
يستلقي آلاف المقتنعين لما يسمى بـ” العلاج الكهربائي ” على الشريط الحديدي طلبا للتعافي من أمراض شتى كالجلطة الدماغية والربو وارتفاع ضغط الدم وحتى التخلص من التعب والإرهاق.

 
ومحطة ” راوا بوايا ” في غرب العاصمة جاكارتا، باتت مقصد الآلاف للتخلص من هذه الأمراض وغيرها، حيث لا يثنيهم سياج الخرسان المؤقت من العدول عن هذه الوجهة، فتجدهم يعبرون السياج ليفترشوا الأرض، يستلقي بعضهم وقد أسند رقبته وكاحله على خط السكة الحديد ويجلس آخرون وهم ممسكون بسيقانهم.

 
” الدواء المغامرة “

 
ويقول المجربون لهذا “العلاج الغريب ” إنه عند مرور القطار على الشريط الموازي للشريط الذي يتمددون عليها، يشعرون بتيار كهربائي خفيف، ذي فولت منخفض، على شكل وخزات يسرى في أجسامهم، فيطرد عنها الأمراض.

 
ورغم مساع الرافضين لتلك الممارسات التي لا تستند إلى أي منطق، ممن طالبوا بإيقاف هذه ” الطقوس “، وإجبارهم الحكومة المحلية على وضع إشارات تمنعها، حيث نصبت لافتات تحذر الناس من النوم على السكة الحديدية، إلا أن كثيرين لم يعدلوا على التوجه لهذه الأماكن، بحثا عن سراب العلاج المنشود.

 
كما لم تثن المخاوف مرتادي المحطة من المصرين على “طلب العلاج” عن الحضور، إذ تجاهلوا التحذيرات، كإمكانية تعرض أحدهم لصعقة كهربائية خطرة، أو دهس القطار لبعض الأطفال ممن تصحبهم عائلاتهم طلبا للشفاء هناك، وظلوا على قناعاتهم واعتقادهم العجيب بجدوى الاستلقاء في هذا المكان.

 
وبعض المرتادين لهذا الموقع يجهلون حقا مخاطر المغامرة التي يقحمون أنفسهم فيها بحجة طلب الشفاء، فمنهم من يجهل معنى الإشارة الخطرة المخطوطة باللون الأحمر والأبيض فيمشي بخطوات بطيئة نحو السكة الحديدية ليستلقي عليها.

 
وبعضهم يكابر على مخاوفه ويصمد حتى يقترب القطار على السكة الموازية، ثم يقفز فزعا مبتعدا، وعند عبور آخر عربة في القطار يعود ليستلقي ويلتقط أنفاسه التي كادت تخطف من الخوف.

 
لكن الحقيقة المؤلمة والمفسرة لسلوكيات هؤلاء الناس غير محسوبة العواقب والتبعات، مفادها أن زيارة الطبيب في إندونيسيا مكلفة جدا للبسطاء هناك، مما يمكن أن يكشف السبب الدفين وراء تعلقهم بهذا النوع العجيب من ” العلاج “.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها