بعد أن بددوا مخاوف السكان منهم .. مدن ألمانية صغيرة تحركها حيوية الشباب السوري

“بدأنا نرى وجوهاً جديدة في بلدتنا”، “هذه أول مرة يستقر لاجئون بيننا”، “لاحظت بعضهم في السوبرماركت”، هذه بعض من الجمل التي يكررها مواطنون ألمان في المدن الصغيرة وقراها التي بدأت فجأة تستقبل اللاجئين السوريين بعد أن امتلأت الملاجئ في المدن الكبرى ولم تعد لديها طاقة استيعابية. تواجد اللاجئين في المدن الصغيرة يفرض عليهم صعوبات مضاعفة وفي الوقت نفسه له ميزات خاصة تنعكس عليهم وعلى المدن ذاتها كما يرى بعض المسؤولين.

وتنقل صحيفة “الحياة” عن لورا فونف شتوك من “حزب الخضر” قولها : “أرى أن من الجيد أن مدينتنا الصغيرة، بدأت تشهد هذا التغير، الناس قابلت اللاجئين السوريين في البداية بالهجوم، وبعد مضي بعض الوقت، تمكن السوريون من كسب ود المجتمع المحلي، فبدأنا نلحظ تغيراً واضحاً، فيأتي الكثير من الألمان إلى ملجأ السوريين ويسألون عما يحتاجونه؟ وكيف لهم أن يقدموا يد العون، الناس تخشى الغريب، وبخاصة في مدن لم تعتد وجود غرباء فيها، ولكن الغريب يستطيع تبديد هذا الخوف، وهذا ما فعله السوريون”. وتقول كارلا المسؤولة في أحدى دور اللجوء في زندروف وهي مدينة أيضاً صغيرة: “أنا فرحة بمجيء المزيد من اللاجئين إلى مدينتنا، سيضيفون لها نكهة أخرى وأشياء جديدة، والألمان مع الوقت سيعتادون وجودهم وبالتالي حالة الإقصاء التي يمارسها بعض الألمان ستزول بالتدريج”.

في المقابل يرى بعض اللاجئين في العيش في مدينة صغيرة فرصة جيدة لأسباب عدة. يقول أدهم: “سأبقى في كالة لأتمكن من اللغة، وأجري تدريباً مهنياً هنا، فهذا مهم جداً للعمل المستقبلي، كما أن الأمر يسهل عملية التعرف إلى المجتمع رويداً رويداً بعيداً عن صدمة الحياة في مدينة كبيرة، وبعد أن أنجز هذه الخطوات سأفكر في الانتقال إلى مدينة كبرى”. ويرى كثر أن الاستقرار في مدينة صغيرة فرصة لتجميع مبلغ مالي جيد، حيث متطلبات الحياة أرخص، ومن ثم الانتقال إلى المرحلة التالية.

ويرى بعض اللاجئين أن الاندماج في المدن الصغيرة أكثر صعوبة، حيث لا توجد جالية كبيرة أو شوارع بالكامل يشغلها العرب كما هي الحال في برلين أو في دوسلدورف، مما يضطر السوري للتعرف إلى جاره الألماني، والتخفيف من تناول الأكل السوري الذي اعتاده، وكذلك محاولة تعلم اللغة بالسرعة القصوى، ومراقبة النظام واتباعه بطريقة أكثر صرامة مما يحدث في المدن الكبرى، حيث يمكن له أن يضيع بين جموع الغرباء والمهاجرين.

وفي هذا الصدد تقول عفاف: “أقمت علاقة طيبة مع جارتي الألمانية، وساعدتني في بدء الحديث بالألمانية، اذ لا يوجد لغة مشتركة أخرى، فالمسنون لا يتقنون غير لغتهم الأم، كما عرفتني إلى عادات المجتمع هنا وتقاليده، وفي كثير من الأحيان أطلب منها المعونة لفهم أمر ما، فتلبيني بسرعة”.

ويقول لاجئ آخر: “كانت لدي صعوبة كبيرة في تناول الخبز الألماني في البداية، ولكن بعدم وجود خبزنا العربي، اعتدت عليه، ومن ثم على الجبنة هنا، ومع الوقت ذهب إلحاح الرغبة في تناول طعامنا السوري، وليس هذا فقط فلقد اعتدت أيضاً المشي ساعات في الغابات كرياضة، بخاصة أن الكثر هنا يمارسونها، وأصبحت أحب عادات الألمان في إلقاء التحية على بعضهم بعضاً في شوارع مدينتا، وأعتقد أن هذا لا يحدث دوماً في المدن الكبرى”.

كما أن كثراً أصبحوا أميل إلى سلوكيات الألمان نتيجة القرب منهم في السكن، لا سيما عدم تقبل الألمان وبخاصة المسنين منهم لأي خرق في أنظمة معينة، ويعلق ماهر على ذلك بقوله: “أصبحت أنام الساعة العاشرة، منذ أشهر لم أسهر أو أرفع صوت المذياع ليلاً، حتى إني أفكر في اقتناء قطة”. ويرى كثر من الألمان أن السوريين سريعو التعلم والانتباه. يقول مدير إحدى المدارس، ويقطن بقرب أحد مراكز اللجوء في اونتر فولت بورن: “كانت تزعجنا كثيراً الأصوات العالية للسوريين في السوبرماركت في بداية مجيئهم ولكننا لاحظنا أنهم تأقلموا بسرعة وبدأوا يخفضون أصواتهم عند التسوق، كما تعرفوا إلى الطرقات الخاصة بالدراجات فلم نعد نراهم مخالفين لقواعد سيرها”.

في المقابل يعاني السوريون في المدن الصغرى من الأنظار التي تراقبهم طوال الوقت، وبحسب تعبير بعضهم، تترصدهم ما يجعلهم يضيقون ذرعاً، وكذلك انعدام فرص العمل المستقبلية، بينما تتسع المدن الكبرى لهم ولقدراتهم، كما يعانون من قلة فرص التسلية المتوافرة بكثرة في المدن الأكبر. وبين هذا وذلك يعيش السوريون أينما حلو مرارة الغربة، وصعوبات التأقلم بما فيها حاجز اللغة، الذي يشكل العقبة الأكبر في طريق اندماجهم.

(الصورة لسوريين مع الرئيس الألماني يواخيم غاوك)[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها

‫10 تعليقات

  1. السوريون سريعو الاندماج في المانيا وتعلم تقاليد الالمان واعرافهم الا قلة لا تريد ان تاخذ من هذا البلد شيء سوا المعونات المادية ومزايا الخاصة باللاجئين.ان كانت الانطلاقة من بلدة صغيرة ام من مدينة كبيرة مع الوقت سيتعلم المرء اسلوب الالمان في للحديث والتعامل والقوانين وسيتقن اللغة.

  2. واجد ان ذلك يعود بفائدة على المانيا ايضا فكثير من البلدات الصغيرة هجرها شبابها ولم يبقى فيها سوى كبار السن السن.فقدوم السوريين اليها سيعيد اليها الشباب ويحرك اجوائها ومسيرها

  3. نحنا شعب سريع التاقلم والاندماج وشعب حيوي بحب الحركة
    “الله ينتقم منو يلي هجرنا من سوريا ”
    الخوف الوحيد على الاطفال مجتمع غريب عنهن بالدين والعادات المسموح وغير المسموح
    والانسان بالمجمل ابن البيئة المحيطة
    لازم يكون في قدر كبير من الوعي عند الاهل ليفهموا طفلهن يلي عم يكبر بالغربة ضرورة الاندماج بهل مجتمع وانتقاء الافضل وخاصة بمجال التعليم وضرورة الالتزام الديني والاخلاقي

    1. انا ما بخاف على اولادي هون بالمانيا اولادي بالمدرسة الالمانية فيهن يدرسوا التربية الاسلامية ان اردت اما البيئة فاول شي ببتعلمو الانسان هون الكبير او الصغير انو ما بصير تطلع على غيرك ولو شو ماعم يعمل لا تطلع عليه بيعتبروا النظر الى الغير شيء بمنتهى الوقاحة وقلة الذوق وبالتالي فيني علم اولادي ضرورة عدم النظر اولا وثانيا احترام عادات الشعوب المختلفة وتالتا عاداتنا وتقاليدنا ودينا مختلف وهاد الشي التركيز عليه يكون في البيت وعلى الام المسؤولية الاكبر بهذا الامر اولادي بيدرسوا بمدارس المانية طول الاسبوع وبنهاية الاسبوع بيروحوا يوم واحد الى مدرسة عربية تعلمهم اللغة والثقافة العربية والقران..فانا اجد الحياة هنا افضل بكثير من الدول الاسلامية يكفي التطور والرقي والحضارة والبيئة التشجيعية الموجودة علما بان ما نراه اليوم في الدول الاسلامية من اباحية وشذوذ وانفلات ظاهر للعيان من المحيط إلى الخليج اصبح لا يختلف عن مايوجد هنا.فالطفل على والديه مسؤولية المحافظة عليه في اي مكان.

    2. بتمنالك التوفيق الك ولاولادك
      بخصوص انو الاولاد بيتعلموا ما يطلعوا على الممارسات المخلة للادب بالشارع او الحديقة او المدرسة يمكن يتعلموا ما يطلعوا رخ يتعودوا عليها اكيد بس مارح تقدر تعمي اعيونهن هنا وهي قدامهن وين ما التفتوا
      اما بخصوص الدول العربية والخلل الحاصل فهو بينطبق علي المثل الشعبي “الدبان بيعرف وش اللبان ”
      بمعنا ثاني بالبلاد العربية يلي بدو الشي العاطل بروح لعندو المناظر المقززة ما ابتجي لعندك هي ما بتشوف عري بالحديقة جنب بيتك وما بتشزف شواذ بالقطار
      المهم انا اكتير بقدر التقدم العالم يلي ابتتمتع فيو المانيا بالمجال الطبي والصناعي وغيروا
      وكمان بقدر التعامل الطيب يلي بيحصل علي السوريين هلق هنيك والاحتضان الشعبي للسوريين الهربانين من القتل
      بتمنى الامان لبلادي ولكل البلاد
      والله يحفظ السورييبن واولادهن بكل مكان

    3. نحن بزمن الفضاء المفتوح ان لم يروا اشياء مخلة في الشارع كعري وغيره من الممكن ان يروه عالتلفاز او النت او في المقاطع التي يتبادلها الاصدقاء على الهواتف النقالة.كعري وشذوذ لا ارى ان مايحصل في البلاد العربية يختلف عن هنا كثيرا ففي الشارع اينما ذهبت يوجد عري وانفلات وليس صحيح انه بمكان مخصص فقط زرت دبي مؤخرا ووجدت بمراكز التسوق الكثير من الملابس الفاضحة وشوطئها تتفوق على مايوجد هنا!حتى انه في الفندق يسالون ان كان المرء يريد فتاة ام لا فكيف ساغلق اعين اطفالي عن هذه المناظر وهي في الشارع ومراكز التسوقوايضا ذهبت إلى البحرين ووجدت الكحول بنسبة كبيرة جدا لا يوجد اليوم شيء يدعى لا تدع الاطفال يروا ذلك المنظر فهو سيراه اجل ام عاجلا لكن الافضل بدل ان نعمي اطفالنا ان نوعيهم لما فيه خيرهم وخير دينهم تونس منذ فترة اطلقت جمعية تدافع عن حقوق الشواذ والحكومة تؤيدها ومنع الحجاب في كثير من المجالات فانا لا ارى اختلاف كبير بين الانفلات والانحلال الحاصل في البلاد العربية وبين مايحصل هنا على الاقل هؤلاء هذه طبيعتهم اما البلاد العربية فتقوم حاليا بتبني اشياء مخلة دخيلة على المجتمع بحجج واهية كتشجيع السياحة والى ما ذلك

    4. لك حرية الري التي لا ارى صحتها انا متنقلة بين اكثر من مدينة عربية بحكم عملي ومنها دبي ولم اشاهد ما تتحدث عنه اقمت بالقرب من برج خليفة ومول دبي لشهرين ولم اشاهد غير الاجانب يرتدون الفساتين القصيرة والشورتات

      اما عن الشواطئ فهاذا ما اردته بالمثل المذكور اذا رغبت بالسئ فهو موجود اذا ذهبت أليه فقط
      وانا هنا لا ادافع عنهم معاذا الله ان افعل ذالك
      هداهم الله لكن لاتوجد مقارنة ابدا
      اما اطفالي
      فأنا مسؤولة عنهم امام الله
      وسأوحاسب اما الفضاء الواسع فنار جهنم اوسع

  4. بصراحة وبحسب بعض الاشخاص المغتربين في اوربا من اصحابي عبشوف أنو في كتير مدن ودول أوربية صارت تشوف حسنات كبيرة للاجئين السوريين وميزات فيهم غير موجودة عند اللاجئين من غير دول وهي :
    1_ السوري إنسان حضاري إن انحط ببلد حضاري بيسبق اهل البلد بالحضارة ….وكمان قرباطي إن انحط بين القرباط وبيسبق اهل البلد بالقربطة …. فأوربا كلها حضارة من تركيا إلى غرب أوربا فالسوري ماشاء الله عليه عبصير منبر في الرقي أما في الأردن ولبنان فحسبي الله …الله يكون بعونهم

    2_ شكل السوري مثل شكل الأوربي فما في حدا متدايق من اختلاف الشكل ….اصلا إن عرف لغة اهل البلد ..خلص ما عاد حدا يعرفوا أنو سوري …

    3_ السوري إنسان حيوي …يعني أنا شفتهم في مكان رائع الجمال لكن أهل هذا المكان الأوربيين ما كانو يطلعو عالحدايق أو يتمشو مثلا وكل إنسان ببيته …هلق صارت الحديقة كلها أطفال وتمشايات وناس رايحة وراجعة …هدول الناس مو سوريين ..بل الأوربيين نفسهم وقت شافو السوريين قاعدين في الحدايق مع اطفالهم واكلاتهم ومكسراتهم طلعو معهم وتعلمو منهم … وكتير مدن أشباح في أوربا وخاصة في بلجيكا كانت معروفة بكآبتها صارت هيك …تحركت بعد ما دخل فيها السوريين ….

    4_ السوري إنسان منتج وأنا شفت أنو بعينتاب التركية مافي سوري عاطل عن العمل … مصانع القماش والمغاسل ومحلات الموبيليا وكل المهن الحرفية فيها سوريين كتار …

    5_السوري حل مشاكل كتيرة في بعض البلدان …بحكم أنو بسرعة تعلم لغة تركي فشفت بتركيا مثلا بكتير محلات ومطاعم حاطين إعلانات بدهم معلم سوري (سواءا في الطبخ أو في الأركيلة) … السوري خاصة بتركيا مطلوب في المطاعم والكافيهات ومحلات الألبسة والأماكن السياحية …فمعلوم بعد ما خربت الدول العربية أصبحت سياحة أهل الخليج كلها بتركيا …فالسوري بحكم بيعرف العربي وتركي مريح الاتراك ومريح السياح العرب …. دخلت على احد المطاعم وفيها بجي 12 كرسون تركي وكرسون سوري واحد …هاد السوري (حلبي ) عبيشتغل قد ال12 الباقين كلهم ..وكتير طاولات كانت تطلب الكرسون السوري بشان يخدمهم …الطاولات هي مو بس العرب ..الطاولات هي قاعدين عليها أتراك .. إلا أنهم بيطلبو السوري لأنو ماشاء الله عليه نار …حامي ..ومقابلهم بابتسامة وبكلام طيب وبفهم …

    أخيرا ولكي أكون منصفا كل السوريين المغتربين اللي احتكيت بيهم كانو حلبية …يعني إما حلب المدينة أو من الريف الشمالي … فبارك الله بحلب وبريفها

    1. كلام صحيح كثير من اللاجئين السوريين هنا تعلموا بسرعة كيفية النظام والقوانين والحياة وتاقلموا مع نظام الالمان ووجدوا وظائف بسيطة تغنيهم عن المساعدات الحكومية طبعا يوجد بعض السيئين الكسولين المستغلين لكن بالمجمل السوريين مع عائلاتهم وأطفالهم خاصة في البلدات الصغيرة اعطوا لونا مختلف لم يعتاده الالمان الكبار في السن.

  5. عن تجربة شخصية استفدت كثيرا من خلال العيش في القرى الى ان تبنتي عائلة المانية وتكفلت بتعليمي اللغة الى اتقانها وبعد اتقانها قررت الانتقال الى برلين حيث قامت العائلة نفسها بتقديمي للاصدقاء والمعارف وايضا الان اعيش في برلين مع عائلة اخرى ويقدمون كل ما احتاجه من خدمة بدون مقابل (سوى ثمن طعامي)