سياسي ألماني : التعامل مع اللاجئين في اليونان غير إنساني

شاهد هربرت غولدمان بأم عينيه في جزيرة ليسبوس اليونانية أن السلطات عاجزة عن مساعدة قوارب اللاجئين التي تحط رحالها هناك. وفي حوار مع DW اعتبر عضو حزب الخضر أن هذا الوضع غير مقبول وغير إنساني بتاتا.

الكثيرون من اللاجئين الآتين إلى أوروبا عبر البحر الأبيض المتوسط يصلون إليها من إيطاليا واليونان. أنت كنت في جزيرة ليسبوس اليونانية، ما هي الانطباعات التي تولدت لديك هناك؟

هربرت غولدمان:تعتبر جزيرتا ليسبوس وكوس المنطقة اليونانية التي يأتي إليها أكبر عدد من اللاجئين، أي بمعدل مائة لاجئ في اليوم. وبعد وصولهم ينتظرون في منطقة معزولة من أجل التسجيل. فيما تعج الشوارع والساحات العامة وكذالك جوانب الموانئ بأناس لا يملكون شيئا. وهذه الحال تضع المسؤولين أمام وضعية تستعصي على الحل، فالإمدادات بالماء والطعام والثياب تسير فقط بفضل جهد والتزام المنظمات غير الحكومية (..).

هل عاينت هناك أشياء صدمتك؟

ما صدمني هناك أكثر هو التعامل مع اللاجئين، فهم يصلون إلى الجزيرة من الشمال وبعدها يتعين عليهم الاتجاه إلى مركز الاستقبال على بعد ستين كيلومترا. وتمنع القوانين اليونانية نقل اللاجئين إلى مراكز الإيواء، والأمر ينسحب على سائقي الحافلات وسيارات الأجرة كما الأشخاص العاديين. (…)

بعد وصول اللاجئين إلى ليسبوس يتعين عليهم تقديم أنفسهم إلى سجن يقع في بلدة موريا للبت في بياناتهم. وتدوم هذه العملية حسب معطيات رسمية بين يومين وثلاثة أيام. إلا أنني التقيت لاجئين أكدوا لي أنهم ينتظرون لأكثر من ثلاثة أسابيع. “ما بين 80 إلى 90 في المائة من اللاجئين في اليونان يأتون من سوريا. إنه وضع لا يطاق، إذا كنت أستحق اللجوء وأجد نفسي في السجن”. إن التعامل هنا بهذا الشكل مع أناس تمكنوا من اجتياز البحر المتوسط غير إنساني وغير مقبول.

هل هناك انتهاكات لحقوق الإنسان؟

نعم، لكن علي أن أضيف، هناك نقص في كل شيء، العاملين، كما الإمكانيات المالية. لا أريد هنا التشكيك في الإرادة الطيبة. فكل المعنيين بالمشكل الذين قابلتهم، الشرطة، العمدة، خفر السواحل، يقولون: نريد المساعدة، لكن أيادينا مقيدة”. (…) لديهم الإحساس بأنهم منسيون من قبل المجتمع الدولي.

ما المطلوب من أوروبا ومن ألمانيا تحديدا القيام به؟

أعتقد أن سياسة اللجوء الحالية غير مجدية تماما. فمعاهدة دبلن الثالثة أكدت أن دول وسط أوروبا تبقى “معفية” من الاستقبال الأولي للاجئين، الذين يتعين عليهم الدخول إلى الاتحاد الأوروبي من دول الأطراف. لا بد من تعليق معاهدة دبلن الثالثة. فأوروبا وألمانيا تتحملان مسؤولية أيضا في مأساة اللاجئين من خلال سياسة التسلح وتصدير السلاح إلى مناطق النزاعات، بالإضافة إلى بعض القرارات السياسية.

هربرت غولمان عضو في حزب الخضر الألماني ونائب في برلمان ولاية شمال الراين ويستفاليا. قام بزيارة استطلاعية لليونان وإيطاليا بدعوة من الكنيسة الإنجيلية.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها