أمريكا دارت فشلها بالقول إنها لم تجد من تتوافر فيهم الشروط .. انسحاب عشرات المقاتلين من برنامج أميركي يشترط عدم قتال جيش بشار الأسد

أكدت مصادر ديبلوماسية غربية لصحيفة «الحياة» أمس، أن عشرات المقاتلين من «المعارضة المعتدلة» انسحبوا من «برنامج التدريب والتسليح» الذي تشرف عليه وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) لرفضهم التوقيع على ورقة تتضمن «عدم محاربة قوات النظام» السوري، في وقت تسعى دول إقليمية وغربية لإقناع إدارة الرئيس باراك أوباما بإعطاء تفويض سياسي إلى مهمة مقاتلات التحالف الدولي – العربي تتضمن «دعم مقاتلي المعارضة» ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش).

وكان الكونغرس الأميركي اقر خطة لثلاث سنوات بموازنة سنوية قدرها نصف بليون دولار لـ «تدريب وتسليح» خمسة آلاف مقاتل سنوياً لتحقيق ثلاثة أهداف، تتعلق بـمحاربة تنظيم «الدولة الإسلامية» والدفاع عن المناطق التي يسيطر «المعتدلون» عليها والدفع للوصول إلى «حل سياسي» في سورية. وجرى الاتفاق على إقامة أربعة معسكرات بينها اثنان في الأردن وتركيا.

وبحسب المصادر، سجل حوالى ستة أسماءهم للانضمام إلى البرنامج الذي تديره وزارة الدفاع الأميركية بإشراف الجنرال مايكل ناغاتا، بالتوازي مع برنامج سري لتدريب المعارضة وتسليحها تديره «وكالة الاستخبارات الأميركية» (سي آي أي) بموازنة اكثر بأضعاف المرات من موازنة البرنامج العلني.

وتجاوز المرحلة الأولى من «الاختبار» حوالى 2500 مقاتل اُنتقي منهم 1500. وأوضحت المصادر أن حوالى مئتي مقاتل وصلوا إلى معسكرين في الأردن وتركيا «غير انه لم يبق منهم سوى حوالى خمسين لأن الآخرين رفضوا توقيع ورقة تتضمن التعهد بعدم محاربة القوات النظامية أو أن أسماءهم لم تكن مطابقة للأسماء المسجلة في القوائم الأولية، ما أدى إلى إخضاع عشرات فقط للتدريب في معسكر جنوب تركيا» قرب حدود سورية، بحسب الصحيفة.

ونقلت «فرانس برس» عن الناطق باسم «بنتاغون» الكولونيل ستيف وارن أمس، انه في حين أن الهدف المعلن هو تدريب خمسة آلاف سنوياً، فان ما بين «مئة ومئتي» سوري فقط بدأوا حتى الآن هذا التدريب فعلياً في الموقعين اللذين أقيما لهذا الغرض في الأردن وتركيا. وأقر وزير الدفاع الأميركي اشتون كارتر أمام الكونغرس الأربعاء بانه «من الصعوبة بمكان تحديد» المقاتلين الذين تتوافر فيهم الشروط المحددة.

وإضافة إلى الصعوبات التنفيذية، فان البرنامج يواجه أيضاً تباينات استراتيجية بين إدارة أوباما وبعض شركائها مثل تركيا. اذ تأخذ أنقرة على الولايات المتحدة أنها تريد توجيه تحرك العناصر المقرر تدريبهم فقط ضد «داعش»، على حساب قتال النظام السوري. وأوضحت المصادر أن الجانب الأميركي «كان واضحاً منذ البداية أن مهمة هؤلاء المقاتلين السوريين قتال داعش في الوقت الراهن».

وكانت تركيا ودول غربية سعت لدى واشنطن لتوسيع مهمة مقاتلات التحالف الدولي – العربي ضد «داعش» لتوفير حماية جوية لمقاتلي المعارضة، لكن أوباما رفض الموافقة على ذلك واتخاذ أي خطوة تضر بالمصالح الإيرانية وتضر بالمفاوضات المتعلقة بالاتفاق النووي.

وكان لافتاً أن مقاتلات التحالف ضربت الأسبوع الماضي مواقع «داعش» في أعزاز صوران في ريف حلب شمالاً وعززت من موقف مقاتلي المعارضة السورية، ذلك في أول خطوة من نوعها منذ بدء غارات التحالف في أيلول (سبتمبر) الماضي. وأوضحت المصادر أن مهمة مقاتلات التحالف في سورية تتعلق فقط بـ «ضرب أي موكب لداعش له علاقة بقتال التنظيم في العراق لأن استراتيجية أوباما هي هزيمة داعش في العراق أولاً، إضافة إلى ضرب البنية التحتية القيادية للتنظيم في شمال شرقي البلاد».

وأضيف إليها، مساعدة المقاتلين الأكراد و «وحدات حماية الشعب» في معركة عين العرب (كوباني) قبل أشهر وتوفير الحماية الجوية لهم قبل أيام في معركة السيطرة على مدينة تل أبيض شمال سورية قرب حدود تركيا. وقالت المصادر امس ان محاولات تجري لاقناع ادارة اوباما بتفويض القيادة المركزية الاميركية كي تضرب مقاتلات التحالف مواقع «داعش» خلال معاركها ضد مقاتلي المعارضة شمال البلاد، بالتوازي مع اختبار امكانية مساهمة الاكراد في قتال «داعش» في مناطق اخرى في سورية غير تلك الواقعة في «غرب كردستان» والمناطق التي يهتم بها الاكراد سياسياً.

وكانت المصادر رأت ان كون التفويض السياسي المعطى لمقاتلات التحالف يتعلق فقط بضرب «البنية التحتية لداعش مثل محطات النفط ومراكز القيادة ومواكب التنظيم، ضمن اولوية العراق» قد يفسر اسباب عدم قيام المقاتلات بمنع «داعش» من التقدم للسيطرة على مدينة تدمر الاثرية في وسط سورية قبل اسابيع.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها

‫5 تعليقات

  1. عدد المنسحبين 1000 شخص رفضوا التوقيع على وثيقة أن يصبحوا أكياس رمل و درع حماية لطائفة مجرمة قتلت و هجرت و شردت و سرقت . برنامج فاشل لا يقيم وزناً لمشاعر الناس .

  2. طبعا ستفشل أمريكا لأن الشعب السوري شعب حر قام بثورته للتحرر من رجس آل الفسد وشبيحتهم المجرمين وليس لتنفيذ أجندات أمريكية قذرة كما كان يفعل نظام بشار الفسد ومن قبله أبيه الهالك الفاطس حافظ الفسد.

  3. يعني والله احنا مسخرة وما منتعلم وما عنا أي تفكير ثابت. مرة بيقولولك أنو بشار متحالف تحت الطاولة مع كل العالم ومع أمريكا, ومرة بيصدقوا أنو أمريكا جاية تضرب بشار بعد استخدام الكيماوي. مرة بيقولوا أنو بشار عميل لاسرائيل وأمريكا, وبعد كام يوم بتضحك عليهن أمريكا وبتقلهن أنو رح درب الجيش الحر, وبعد سنتين تلاتة من الانتظار بيكتشفوا العباقرة أتو هذا خازرق مرتب وأنو أمريكا بده تقاتل بس داعش.
    طبعا أنا واثق مية بالمية اذا بعد كام شهر أمريكا بتهدد النظام رح يطلعوا المعارضين العباقرة ومنهن فيصل القاسم ويطبلوا ويزمروا لضربة أمريكية, وبعدين رح يخيبوا متل كل مرة
    والله لو ما كنا ملعبة ما كان صار فينا هيك

  4. أمريكا تريد تدريب ( عملاء و جواسيس ) لها تحت غطاء و تسمية ( مقاتلين )
    تريد منهم تنفيذ أجندتها و ليس أجندة الثورة في اسقاط النظام
    و بعد أن تدربهم ليتعودوا على العمالة و الوساخة سترسلهم للتجسس ليس على داعش بل على كل فصيل شريف يرفض الانصياع لأوامر امريكا

  5. “لرفضهم التوقيع على ورقة تتضمن عدم محاربة قوات النظام” .

    اقرار واضح من امريكا بأنها هي السبب الرئيسي ببقاء نظام الاسد الطائفي المجرم اقرار واضح من امريكا بأنها هي المسؤولة عن كل نقط دم سالت بسوريا مسؤولة عن كل مجزرة حصلت وكل الخراب والتهجير والقتل هي المسؤولة عبر قاتلهم المأجور القابع بأحد جحور دمشق.

    والاخطر هو قيام أمريكا بتشكيل الجماعات الارهابية التي البستها ثوب أهل السنة وعلى رأسهم داعش لتكون هذه الجماعات سيف من سيوفها المسلط على الشعب السوري الثائر وسماحها لكل حثالة العالم من حزب الله والعراق وايران وافغانستان للقدوم لسوريا ومشاركتهم لقاتلهم المأجور بقتل الشعب السوري.