“ملثم من أجل الحرية ” .. زيتون لاجىء فلسطيني سوري يتوج بجائزة البوبز التي تقدمها شبكة دويتشه فيله الألمانية
سلمت مؤسسة دويتشه فيله الألمانية جوائز البوبز (Bobs – Best of Online Activism)، التي تمنحها لأفضل الناشطين على شبكة الإنترنت من مختلف أنحاء العالم.
وحضر التتويج 2000 مشارك في منتدى الإعلام العالمي الذي تنظمه مؤسسة دويتشه فيله في مدينة بون. ومن بين الفائزين في مسابقة هذه السنة محمد الطيب، اللاجئ الفلسطيني السوري الملثم. ونال الجائزة عن مدونته الفريدة “زيتون، اللاجئ الصغير” في فئة الإعلام والفن.
من هو زيتون اللاجئ الصغير؟
“زيتون اللاجئ الصغير”، هي عبارة عن لعبة فيديو تمثل فتى فلسطينيا يبحث عن مكان جديد يلجأ إليه. وذلك بعد أن دمر النظام السوري مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في سوريا. وتستعرض قصة زيتون حياة العديد من اللاجئين الفلسطينيين، الذين رحلوا عن وطنهم مجبرين، وباتوا الآن يكافحون حتى في سوريا نفسها من أجل البقاء. زيتون اللاجئ الصغير، هو عمل سياسي فني يهدف لإثارة التفكير الجماعي وإعادة الاهتمام بقضية اللاجئين الفلسطينيين خاصة في سوريا، حيث زاد وضعهم صعوبة في ظل الحرب الأهلية التي تعيشها البلاد.
ولهذا، فإن قصة اللعبة وطريقة عرضها لأبرز القضايا السياسية في العالم العربي دفعت لجنة التحكيم لتتويج هذا العمل الفني الفريد كما تقول ليلى النشواتي من لجنة تحكيم جائزة البوبز، مضيفة “هذا التتويج يرسل إشارة قوية لإعادة النظر في قضايا المنسيين والمهمشين”.
المدون “الملثم”
محمد الطيب، البالغ من العمر 29 سنة والذي يشخص بطل مدونة “زيتون، اللاجئ الصغير” تسلم الجائزة وهو ملثم الوجه، مرتديا الكوفية البيضاء والسوداء، التي تجسد شخصية زيتون اللاجئ الصغير، الذي يواجه عدة صعوبات في حياته ويتنقل من مكان لآخر بسبب الظروف السياسية والأمنية. وعن سبب إخفائه لوجهه يقول محمد الطيب أثناء استلامه للجائزة: “أخفي وجهي لأنني أدافع عن هوية جماعية للاجئين بشكل عام. الهدف من ذلك ليس هو حماية نفسي فقط بل كل أولئك المنسيين والمهملين من قبل المجتمع الدولي. وفي نفس الوقت أنا أخفي وجهي، لأن العديد من الناشطين في سوريا وغيرها من المناطق يتعرضون للتهديد، بل وقتلوا أيضا. ولهذا فهي وسيلة لحماية هويتنا الجماعية”، وذلك في حديث مع “دويتشه فيله”.
محمد الطيب نفسه تحول من لاجئ فلسطيني في مخيم اليرموك بسوريا إلى لاجئ سوري في أوروبا. وبعد أن اضطر إلى مغادرة مخيم اليرموك سنة 2009 بضغط من النظام السوري، هرب ليجد نفسه تائها في أوروبا، على حد تعبيره. رحلته إلى أوروبا أخذته لعدة دول قبل أن يستقر سنة 2010 في العاصمة الإسبانية مدريد، حيث بحث عن طريقة مبتكرة لإيصال رسالته وتناقلها بأساليب مختلفة، عبر اكتشاف وسائل جديدة للتواصل والتعبير.
وعندها جاءت فكرة لعبة الفيديو، التي يحاول بها محمد الطيب رفقة مجموعة من أصدقائه من مخيم اليرموك التعبير عن قصتهم ووضع العديد من اللاجئـين، سواء من الفلسطينيين أو السوريين. ويضيف محمد الطيب أن مشروع المدونة يسعى بالدرجة الأولى لحشد التضامن والتعاطف العالمي مع قضية اللاجئين بشكل عام واللاجئيين الفلسطيننين في مخيم اليرموك بشكل خاص، حيث لازال يتواجد جزء من عائلته.
نتكلم حتى لا نبقى صامتين
بالإضافة إلى ذلك فقد عبر محمد الطيب في تصريحه أثناء تسلم الجائزة عن سبب غضبه أو بالأحرى الغضب الجماعي الذي بداخله بسبب “الإهمال الدولي”، فاللاجئون يعانون من مشاكل عديدة ويتعرضون لمختلف أشكال التمييز. ولهذا فإن الغضب “الذي ينبع مني هو غضب جماعي” على حد تعبيره. وشدد محمد الطيب في كلمته أمام حوالي 2000 شخص من الجمهور الحاضر في منتدى الإعلام العالمي الذي تنظمه مؤسسة دويتشه فيله، على أهمية هذا الملتلقى الذي يعطيه فرصة لأيصال صوته وصوت اللاجئين في مختلف العالم، مضيفا أنه “حان الوقت لإلغاء الحدود وجوازات السفر وغيرها من العوائق، وأن نركز على الجانب الإنساني”.
ويدعو محمد الطيب في مدونته “زيتون اللاجئ الصغير” إلى رفع جدار الصمت حيث يقول: “نتكلم حتى نسمَع أفكارنا، ونجعل أفكارنا تسمعنا. نتكلم لأن وسائل الإعلام تعمل على تعتيم قضيتنا” ويضيف محمد الطيب بأن زيتون” طفل لاجئ فلسطيني، لم يختر لجوءه الأول، كما لم يختر الثاني. وليلى، طفلة لاجئة سورية، باتت تعرف أنه لم يعد للخبز نفس الرائحة”. كل هذا يجعل من زيتون اللاجئ الصغير مشروع بحث عن هوية اللاجئ.[ads3]
هالانسان فعليا عبقري … الله يكون بعون كل لاجئ …الله يفرجها ونرجع لاوطاننا