دعوات لتعليق الصيام في باكستان بعد ارتفاع درجات الحرارة

حث رجال الدين في باكستان المواطنين المعرضين لخطر الإصابة بضربة شمس إلى عدم الصوم خلال شهر رمضان بعد أن شهدت البلاد ارتفاعا شديدا في درجات الحرارة أدى إلى وفاة المئات.

ولا تعد درجات الحرارة العالية في الصيف أمرا جديدا على باكستان، حيث تشهد البلاد بانتظام درجات حرارة أعلى من تلك التي ظهرت في كراتشي هذا الأسبوع، من دون خسائر فادحة في الأرواح، لكن تزامن موجة الحر الشديد هذا العام مع بدء الصوم في شهر رمضان أودى بحياة حوالي 750 شخصا منذ بداية هذا الأسبوع.

وكانت الغالبية العظمى من الوفيات بمدينة كراتشي أكبر مدن البلاد، بين الفقراء والعمال الذين يعملون في الهواء الطلق، ما دفع ببعض رجال الدين في المدينة إلى تشجيع الصائمين على تعليق صيامهم في حال تعرضت حياتهم للخطر.

وقال ساعي البريد دانيش علي (26 عاما) الذي كان من بين الذين تخلوا عن الصوم أمام الحرارة القاتلة “بدأت أشعر بالمرض والضعف. لقد امتنعت عن الصيام اليوم وآمل أن يغفر لي الله”.

وزادت الانقطاعات المتكررة للكهرباء والتي تعتبر أمرا معتادا في باكستان، من سوء أوضاع الصائمين، حيث حرموا أيضا من إمدادات المياه في مدينة كراتشي حسب ما أفادت دائرة المياه الحكومية.

واتهمت صحيفة “داون” الباكستانية التي تصدر باللغة الانكليزية الوزراء الفدراليين في الأقاليم بالفساد وتقاعسهم عن خدمة المواطنين لحل أزمة الكهرباء بعد سعيهم لتسييس القضية.

وانخفضت درجات الحرارة في كراتشي التي يتجاوز عدد سكانها العشرين مليون نسمة، إلى 38 درجة مئوية بعدما كانت وصلت إلى أكثر من 45 درجة مئوية في الأيام الماضية. وتوقعت مصلحة الأرصاد الجوية هطول أمطار بعدما تحولت الرياح إلى جنوبية غربية ما قد يؤدي إلى انخفاض في درجات الحرارة اليوم.

وخلت الطرق في المدينة التي عادة ما تكون صاخبة بعدما أعلنت حكومة إقليم السند عطلة رسمية لتشجيع الناس على البقاء في منازلهم للوقاية من الشمس ، وأعلنت حالة الطوارئ في المستشفيات التي تكافح للتعامل مع آلاف الأشخاص المتضررين من ضربة الشمس والجفاف ، بحسب صحيفة العرب اللندنية.

وأعلن أنور كاظمي المتحدث باسم منظمة ادهي الخيرية، أكبر مؤسسة خيرية في باكستان، أنه لم يشهد مثل هذا الوضع في البلاد خلال 40 عاما من العمل مع المنظمة.

وواجهت عائلات الضحايا أيضا تحديات في دفن موتاها، في ما يكافح حفارو القبور لأداء عملهم في الحرارة العالية.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها