خلا من التعبير عن الولاء لنظام الأسد .. بيان بطاركة كنائس أنطاكية ” مفتاح وطني لحوار سوري – سوري “
أطل علينا أصحاب الغبطة بطاركة كنائس أنطاكية لمختلف الطوائف المسيحية في بيان تستدعي مضامينه التوقف، ليس لأنهم انقطعوا عن الخطاب العام للشارع السوري فحسب، أو بالغوا في الفترة الماضية في اختصار المسافة بينهم وبين نظام بشار الأسد، إلى درجة أن يتعامل معهم النظام على أنهم إحدى مؤسساته الرسمية، تماماً كالأوقاف، وقد يكون لهم موجباتهم التي استدعت ذلك، لكن يحق لكل من لم يعلم بتلك الأسباب والضرورات أن يتساءل ببراءة مطلقة عن انسجام القول والعمل، المبدأ والسلوك، الموقف والمسؤولية.
كشف بيان المريمية عن منطق جديد يدعو إلى التفاؤل، لم نعهده في رعاة الكنائس المسيحية في سورية طوال السنوات الأربع الفائتة. لقد لفت انتباهي وانتباه آخرين غيري جملة أشياء، أهمها:
– أنه خلا من التعبير عن الولاء لنظام بشار الأسد، وهذا من الحالات النادرة التي تبعد الكنيسة الرسمية فيها نفسها من النظام لتظهر استقلالها في الرأي والتوجه، وهي بذلك تعزز دورها المرجعي القائم على ترك ما لله لله وما لقيصر لقيصر.
– حمل البيان مضموناً سياسياً بامتياز، حين توجه إلى الأمم المتحدة وطالب بحل سياسي للأزمة في سورية، وقدم بعض المطالب المقترحة، كعودة المهجرين، ووقف العنف، واحترام خيارات الشعب. وهو تطور في الطرح يشبه المبادرة، وإن افتقر إلى شمول جوانب الأزمة، وبالجملة لم يعهد السوريون من الكنيسة الرسمية في سنوات الثورة مثل هذا الطرح السياسي.
– كان الخطاب أبوياً، فقد توجه إلى السوريين عموماً والمسيحيين خصوصاً، بنبرة أبوية ومضمون يتناسب والخطاب الوطني الجمعي.
– بدا البيان مبادرة ذاتية، وهذا لا ريب يرجع إلى المسافة التي حرص أصحاب الغبطة على وضعها بينهم وبين النظام، وواضح أنهم رغبوا في الظهور طرفاً راعياً لا جزءاً من النظام، كما عوّدوا الشارع السوري. وبنظري هذا الحد من المسافة مقبول، على الرغم من معرفتي بأن أطرافاً مسيحية وغير مسيحية تطلب من الكنائس موقفاً ينحاز إلى مظلومية الشارع السوري.
– أظهر البيان موقفاً مسيحياً واحداً، ليس لأنه جمع تنوعاً كنسياً فحسب، بل لأنه بالإضافة إلى ذلك تحدث عن موقف أنطاكي، ولا ريب في أن وحدة المرجعية المسيحية تسهل عمليات الحوار الوطني، وتسرّع الوصول إلى التوافقات الوطنية المطلوبة في الفترة الراهنة. إن هذه النقاط -مفردة أو مجتمعة- تدل على موقف جديد للكنيسة لم نعرفه على الأقل أنا وعدد ليس يسيراً من السوريين، وتمثل رسالة واضحة من القادة الدينيين المسيحيين بأنهم حريصون على قيام الحوار المجتمعي الذي طالما انتظره السوريون لبناء عقدهم الوطني الذي يعيد لحمتهم. وعلى الرغم من ذلك كله، لم يتمكن البيان وأصحابه الكرام من المحافظة على انتظام موقفهم الأبوي حتى النهاية، وتجلى هذا في نقطتين مهمتين، هما:
– خلا البيان من الحديث عن الطرف الآخر من الشعب، الذي يزيد عن نصف السكان، وكأن هناك طرفاً واحداً في الأزمة هو النظام. هل الكنائس المسيحية تتجاهل هذا القسم من الشعب، بمن فيه من مسيحيين ومسلمين، أو تجهل وجوده؟ لا أظن أنها في غياب عن الواقع إلى هذا الحد! كما لا أظن أنها في نكران إلى درجة أن ترى القسم الثاني من الشعب من التكفيريين الوافدين! إنني واثق من أن أصحاب الغبطة يدركون أن التكفيريين هم طارئون في الثورة، ولو كان الأمر على خلاف ذلك فنحن أمام طامة كبرى، تفوق طامة تضحية أصحاب الغبطة بموقفهم المرجعي وتركهم الحديث مع شركائهم في الوطن.
– تكرر الحديث عن المطارنة المخطوفين في سورية، وهو أمر يستحق الذكر والاستفاضة، ولكن خلا البيان من الإشارة ولو من بعيد إلى عشرات المشايخ والعلماء المسلمين الذين اختُطفوا أو قتلوا بأبشع الطرق، على الرغم من معرفتي الدقيقة بأن كثيراً من الشخصيات الإسلامية اهتمت بموضوع المطارنة المختطفين كما اهتمت بشأن العلماء والمشايخ والدعاة المختطفين. لم تكن موفقة المرجعية المسيحية بانكفائها على نفسها وآلامها من غير أن تشارك شركاءها في العيش المشترك من المسلمين همومهم وأوجاعهم، وأدنى ما يفهم به هذا الموقف أنه رغبة في القوقعة والانحسار وتفريط بمسؤوليات شرف المواطنة. وما يستدعي الاستغراب في هذه النقطة هو تحميل مسؤولية الاختطاف لجهة بعينها مع أن بعض المطارنة اختطف في أماكن النظام. إنني لا أريد تحميل الكنائس الرسمية موقفاً عدائياً للنظام بالحديث عمن قتل في سجونه وعلى أيدي عملائه من العلماء والمشايخ والمرجعيات الدينية بمن فيهم الأب فادي حداد، بل أطالبهم بلوازم عقد المواطنة في التعامل مع المخطوفين.
وعلى الرغم من كل ما ذكرت، فإنني أرى في بيان المريمية أفقاً جديداً لتعاون إسلامي مسيحي، يفتح الباب واسعاً لحوار وطني، سوري سوري، يساهم في إنهاء سنوات عجاف حصدت أرواح مئات الآلاف من السوريين سقطت غالبيتهم الساحقة قتلى بآلة إجرام نظام بشار الأسد، الذي استثمر في مخاوف السوريين جميعاً، وانكشفت أكذوبة حمايته للأقليات، بمن فيهم الطائفة العلوية، التي شيطن جزءاً غير يسير من شبابها، وقادهم إلى الموت ليبقى على كرسي من جماجم السوريين، مسلمين ومسيحيين، سنة وعلويين، عرباً وأكراداً.
إنني بوصفي منتسباً للمرجعية الإسلامية في سورية أثني على هذا التوجه المتقدم لبيان المريمية سياسياً ومرجعياً، وأدعو أصحاب الغبطة إلى مزيد من التلاحم مع قضايا السوريين، وأدعو كل المرجعيات الدينية والمذهبية والاجتماعية إلى حوار مجتمعي ينتج عقداً وطنياً ينهي مأساة السوريين وآثار نكبتهم التي قادهم إليها نظام طائش لم يتحلَّ بأدنى مقومات المسؤولية الوطنية.
ولعل بيان المريمية ينجح في أن يكون واحداً من هذه المفاتيح الوطنية.
عماد الدين رشيد – الحياة[ads3]
احْذَرُوا مِنَ الْكَتَبَةِ الَّذِينَ يَرْغَبُونَ الْمَشْيَ بِالطَّيَالِسَةِ، وَيُحِبُّونَ التَّحِيَّاتِ فِي الأَسْوَاقِ، وَالْمَجَالِسَ الأُولَى فِي الْمَجَامِعِ، وَالْمُتَّكَآتِ
الأُولَى فِي الْوَلاَئِمِ. 47اَلَّذِينَ يَأْكُلُونَ بُيُوتَ الأَرَامِلِ، وَلِعِلَّةٍ يُطِيلُونَ الصَّلَوَاتِ. هؤُلاَءِ يَأْخُذُونَ دَيْنُونَةً أَعْظَمَ! ..إنجيل لوقا 45-47
والله لو رآكم المسيح عليه السلام لأنكركم وتبرأ منكم ..يا أكلة السحت يا لصوص أيها الحيات أولاد الأفاعي كيف تهربون من
دينونة جهنم..تبرأتم من المسيح ومن الإنسانية ولم تتبرؤوا من مجرم خسيس مثل بشار لأنكم مثله مجرمون ولصوص
ياريت تكتبوا ايضا عن شيوخ الاسلام امثال القرضاوي و غيره من اصحاب الفتاوى
والذين يحثون على الفتنه والكراهيه بين البشر وجعلوا من الاسلام تنظيما ارهابيا و بامتيازواصبح الارهاب بكل العالم من خلفيه اسلاميه٠
ينام البطاركة في العسل مع الأسف يذهبون الى المعركة والناس راجعة صح النوم كان عليكم الوقوف ضد الاجرام وضد الطاغية منذ بداية الثورة على كل أن تأتي متأخرآ خير من أن لاتأتي أبدآ