حوالي ألف لاجئ سوري يصلون السودان شهرياً

لم يكن بوسع أم محمد أن تتعرف على موقع لجنة دعم العائلات السورية في شارع محمد نجيب بوسط الخرطوم لولا مساعدة ابن عمها الذى سبقها إلى السودان وعمل في أحد المعامل الصناعية التي يمتلكها رجل أعمال سوري.

تكابد أم محمد مشقة العيش مع زوج مريض طريح الفراش وطفلين إحداهما فاطمة التي لم تتجاوز السبعة أشهر وتسكن في الأطراف البعيده من مدينة الخرطوم.

لا تملك شيئاً من متاع الدنيا سوى رقم ملف في سجل لجنة دعم العائلات السورية يمكنها من صرف مؤونة شهرية تتكون من الزيت والطحين والسكر والشاي وقليل من المواد الغذائية، ومع ذلك تبدو أم محمد أسعد حالاً من غيرها من جملة الأربعمائة أسرة التي لجأت إلى السودان وتكابد مشقة العيش بعد أن شعرت بالسلام والأمن بعيداً عن البراميل المتفجرة التي تحصد البشر والحجر.

ألف لاجئ سوري يصلون السودان كل شهر

وبحسب إحصائيات لجنة دعم العائلات السورية فإن أكثر من 80 ألف سوري لجاء إلى السودان منذ اندلاع الثورة بعد أن تفاقم العدد في الأشهر الأخيرة بعد اشتداد حدة المعارك واتساع نطاق المواجهات وتضاؤل فرص السلام.

وبحسب إفادات أعضاء اللجنة فإن 450 لاجئ سوري يصل عبر مطار الخرطوم قادماً من سوريا فى كل شهر، بينما يدخل أكثر من 500 شخص شهرياً قادماً من تركيا والأردن ومصر ولبنان طمعاً في حياة جديدة بعدما تقطعت بهم السبل هناك وأصبح السودان واحداً من الخيارات القليلة المتوفرة، خاصة أنه لا يطلب فيزا للدخول ويسمح بحرية الإقامة والعمل ومجانية التعليم في المدارس الحكومية للمراحل قبل الجامعية.

الهروب من التجنيد الإجباري

ويكشف أحد أعضاء لجنة دعم العائلات السورية عن سر التدفق الكبير للسورين موخراً على السودان في رغبة تلك الأسر في مغادرة الفضاء السوري الذي أصبح يحفه الموت من كل جانب، ورغبة فى السلام والأمن لكن آخرين من مَن استطلعت قناة “العربية” السعودية أرائهم كشفوا عن هروب كبير للأسر مع أبنائها قبل أن يحين موعد التحاقهم بالجيش والزج بهم في أتون المعارك المستعرة هناك.

لاجئة سورية فضلت حجب اسمها قالت إن الكثير من الأسر ضحت بمدخراتها من أجل توفير ثمن التذاكر للهروب من سوريا خوفاً على أبنائهم وطمعاً في الأمن.

أوضاع مأساوية تعيشها الأسر السورية

يقول أبو الخير إن التجار السوريين الذين يعيشون فى السودان منذ أكثر من 20 عاماً أنشأوا لجنة لدرء حالات التسول التى بدأت تظهر أمام المساجد وتقديم المساعدات الطارئة.

ويضيف أبو الخير: “قبل ثلاث سنوات كانت اللجنة تقدم دعماً لعشرين عائلة فقط.. الآن ارتفع العدد إلى 400 أسرة وفي كل اسبوع يصلنا طلب من أسرة أو أسرتين ولكننا نقدم للأحوج وللأسر التي تمر بأوضاع صعبة.

يذكر أنه لا تصل مساعدات إنسانية للسوريين في السودان سوى دعم من حين لآخر من السعودية وقطر وبعض الجمعيات السودانية يسلم للجنة دعم العائلات، كما لا تصنف الحكومة السودانية السوريين كلاجئين بل تعتبرهم ضيوفاً ولا تفرض عليهم رسوم إقامة، وتسمح لهم بالعمل وحرية التنقل والعلاج والتعليم في المدارس الحكومية، ومع ذلك لا تستطيع أغلب تلك الأسر إلحاق أبنائهم بالمدارس. وكشفت إحصائية اللجنة عن تسرب أكثر من 70 طالباً من مرحلة الأساس من فصول الدراسة في عام 2014.

لكن ابتسامة الرضاء التى تكلل وجه الحاج أبو سامر وهو يتسلم سلة رمضان الغذائية وثمن سيارة الأجرة من لجنة دعم العائلات تكشف عن وجه آخر يقول الحاج أبو سامر بلهجة سورية “على القليلة تركت أسرتي تنام تحت سقف آمن في أحد أحياء الخرطوم وعندما أعود سوف أجد السقف في مكانه وأبنائي في أمان”.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها

‫2 تعليقات

  1. ومن قال لكم السودان لا تطلب إقامة ؟؟؟؟ الإقامة إما كرت عمل 600 دولار او طالب جامعي (اقل قسم يطلب 1500 دولار في السنة ) او يكون زوج سودانية …. لذلك الكثير من السوريين الذين ياتون الى السودان يعودون إلى تركيا او يهاجرون الى اوروبا وهي الملاذ الأخير لكل السوريين

  2. لما واحد بيقرأ هيك خبر شو بيقول لحالو غير ( يلعن روحك يا حافظ ) و يلعن بشار الجحش اللي خلانا نضطر نروح عالسودان