ترقب و قلق قبل النهائي بين الغريمتين تشيلي و الأرجنتين

في الخلاف بين الأرجنتين وتشيلي عداوة جغرافية سياسية وتراشق بين الجنرالات، وفي مرحلة اقتربتا من حرب، وتبادلتا اتهامات بالخيانة والتعالي ، الآن دخل البلدان في حديث جاد ، فبينهما ستدور غداً السبت المباراة النهائية لكوبا أمريكا لكرة القدم.

السبت ستتقارع الجارتان على اللقب القاري لأمريكا الجنوبية، الذي لا يفوقه أهمية في القارة المتيمة بكرة القدم سوى كأس العالم، وربما لن تجد أحداً أكثر رغبة في الفوز باللقب منه في تشيلي والأرجنتين.

فبالنسبة لتشيلي، البلد المضيف، سيكون هذا لقبها الأولى في البطولة، أما الأرجنتين فلديها سجل هائل، لكنها رغم وصولها لنهائي كأس العالم العام الماضي إلا أنها لم تحرز أي لقب كبير منذ 22 عاماً.

ولكوبا أمريكا تاريخ جيد بالقليل من العنف بين المشجعين، واحترم المشجعون حملة لمنع إطلاق الصافرات أثناء عزف السلام الوطني للمنتخبات المنافسة.

لكن الآن ستلعب تشيلي في النهائي مع الأرجنتين، وهناك مؤشرات على بداية تراجع لهذا الاحترام.

وتعود العداوة بينهما للسبعينيات من القرن الماضي، حين سيطر حكم عسكري في كلا البلدين واقتربتا من الحرب بسبب نزاع حدودي، وبعدها في 1982 حين خاضت الأرجنتين حرباً ضد بريطانيا بسبب جزر فوكلاند دعمت تشيلي البريطانيين.

ولم تنس الأرجنتين ذلك الموقف ولم تسامح فيه ، وفي حزيران الماضي قال نجم كرة القدم الأرجنتينية السابقة دييغو مارادونا في مقابلة تلفزيونية إن التشيليين “باعونا”، في إشارة إلى الحرب ضد بريطانيا.

ويصف مشجعو الأرجنتين البلد المضيف تشيلي بأنها “خائنة”، ويهتفون بأغنية تقول كلماتها “مهما مرت السنوات لن ننسى.. لأنك خائن.. اتخذ من السماء غطاء ودع الإنكليز يساعدونك على السباحة” ، بحسب ما اوردت وكالة رويترز.

وفي كونسبسيون التي ضربها زلزال مدمر في 2010 لم يكن لتلك الكلمات صدى جيد، وفي مباراة نصف النهائي للأرجنتين الثلاثاء الماضي أطلق مشجعو تشيلي من المدرجات صافرات استهجان أثناء عزف السلام الوطني للأرجنتين.

وفي شوارع سانتياغو وبوينس آيرس يقول أبناء البلدين إن المواجهة فيها ما يتجاوز كرة القدم.

وقالت بائعة تشيلية اسمها كارمن غلوريا: “أعتقد أن الأمر فريد من الناحية النفسية أن نلعب ضد الأرجنتين، لأننا بلدان جاران ورغم ذلك تختلف طباعنا.. الأمر أشبه بمواجهة الأخ الكبير الشرير”.

وخشية رد فعل عنيف أياً كانت النتيجة السبت، كثفت الشرطة خططها، واعتاد المشجعون التشيليون الصخب بعد الفوز أو الهزيمة على حد سواء، بينما يعد المشاغبون من المشجعين الأرجنتيين بين الأكثر شراسة في القارة والعالم.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها