قصة متقاعد يوناني جلس باكياً عند باب البنك تلخص معاناة اليونانيين (صور)
صباح أول أمس الجمعة (3 يوليو/ تموز 2015) خرج المتقاعد اليوناني يورغوس حجي فوتياديس من منزله لسحب معاش زوجته التقاعدي واصطف في طوابير طويلة في ثلاثة بنوك، الا انه لم يحصل على المال.
وعندما ابلغه البنك الرابع انه لا يستطيع سحب مبلغ 120 يورو (133 دولار)، لم يعد يحتمل وانهار باكيا.
وقال حجي فوتياديس (77 عاما) لوكالة فرانس برس انه انهار لانه لم يعد يحتمل رؤية المحنة التي حلت ببلاده.
واضاف “هذا هو ما آلمني أكثر من مشاكلي الشخصية وجعلني انهار”.
والتقط مصور وكالة فرانس برس صورة هذا الرجل وهو يجلس خارج البنك وينتحب بيأس وقد وضع دفتر المدخرات وبطاقة الهوية على الأرض. ولخصت الصورة معاناة المواطنين اليونانيين اليومية خلال أزمة الديون التي تعاني منها البلاد.
وفرضت السلطات اليونانية قيودا على حركة الأموال وأغلقت جميع البنوك منذ يوم الاثنين لمنع سحب مبالغ كبيرة من البنوك، ولكنها سمحت الأربعاء بفتح بعض الفروع لمدة ثلاثة ايام حتى يتسنى للمتقاعدين الذين ليست لديهم بطاقات مصرفية سحب معاشاتهم التقاعدية بمبلغ أقصى هو 120 يورو.
وروى حجي فوتياديس كيف انه زار مصرفا بعد الاخر في محاولة فاشلة للحصول على المعاش التقاعدي لزوجته، وقال انه “عندما قال له البنك الرابع انني لا استطيع ان احصل على المبلغ، اصبت بالانهيار”.
امضى حجي فوتياديس وزوجته، مثل العديد من اليونانيين في شمال البلاد، العديد من السنوات في المانيا حيث “عمل بكد” في منجم للفحم وبعد ذلك في مسبك للمعادن.
ويحصل على تقاعد زوجته من برلين، التي يلقي عليها العديد من اليونانيين باللوم في الازمة بسبب موقفها المتشدد وطلبها من الحكومة اليونانية فرض اجراءات تقشفية.
وقال “اني ارى ابناء وطني يتسولون القروش القليلة لشراء الخبز. وارى مزيدا من حالات الانتحار. انا شخص حساس، ولا استطيع تحمل رؤية بلادي في هذه الحالة.
واضاف “اوروبا واليونان كلاهما ارتكبا اخطاء. علينا ان نجد حلا”.
الا ان حجي فوتياديس يشعر انه لا يستطيع عمل الكثير لتغيير الوضع، وهو غير متاكد ما اذا كان سيتمكن من التصويت في استفتاء الاحد حول قبول او رفض شروط الجهات الدائنة.
وحذر قادة اوروبا اليونانيين من ان التصويت ب”لا” سيعني لا لمنطقة اليورو.
وقال حجي فوتياديس ان مركز الاقتراع يبعد كثيرا جدا عن منزله واضاف “ليس لدي المال لاذهب الى هناك الا اذا اخذني اولادي معهم بسيارتهم”.