تسيبراس: الاستفتاء اليوناني أظهر أنه لا يجوز ابتزاز الديمقراطية
أعلن رئيس الوزراء اليوناني ألكسيس تسيبراس أن الاستفتاء الذي رفض الناخبون اليونانيون فيه بأغلبية أصواتهم شروط مقرضي أثينا، أظهر أنه “لا يجوز ابتزاز الديمقراطية”، بحسب قوله.
وفي كلمة متلفزة عقب إعلان النتائج الأولية للاستفتاء، قال تسيبراس إن “لا غالب ولا مغلوب في الاستفتاء، بل الشعب اليوناني تجاوز الخوف” ، وأضاف أن الشعب لم يعط الحكومة صلاحيات لانفصال البلاد عن باقي أوروبا، وإنما لتعزيز الروابط التي تجمعهما.
وأكد أن الحكومة اليونانية ستعود إلى طاولة المفاوضات مع المؤسسات الدائنة الاثنين 6 تموز، داعيا إياها إلى إعادة جدولة ديون بلاده.
هذا وأظهرت النتائج الأولية لاستفتاء اليونان أن 61% من المصوتين رفضوا شروط المقرضين الدوليين لقاء الاستمرار في تقديم مساعدات مالية لأثينا ، وقالت وزارة الداخلية اليونانية أن 61% من الناخبين رفضوا شروط الدائنين بعد فرز أكثر من 90% من أصوات المشاركين في الاستفتاء.
وصرح مصدر أوروبي في بروكسل لوكالة “تاس” الروسية تعليقا على نتائج الاستفتاء، بأن تصويت اليونانيين بـ “لا” لشروط المقرضين الدوليين لا يعني الخروج التلقائي لليونان من منطقة اليورو، وإنما مواصلة المفاوضات معها ، وأضاف المصدر أن وزراء مالية منطقة اليورو سيعقدون اجتماعا طارئا يوم الاثنين لمناقشة الوضع في اليونان.
من جهته قال المتحدث الرسمي للحكومة اليونانية غابرييل ساكيلاريدس في لقاء تلفزيوني مباشرة عقب نشر استطلاعات الرأي، قال إن الحكومة اليونانية حصلت على تفويض واضح من الشعب يعزز موقفها في المفاوضات مع الدائنين وسوف نستأنف فورا المفاوضات مع المقرضين الدوليين بناء على نتائج الاستفتاء، لافتا إلى أن المفاوضات هذه المرة لن تبدأ من الصفر.
وأشارت مصادر إعلامية إلى أن نسبة المشاركة في الاستفتاء بلغت نحو 65%، علما أن عدد الناخبين الذين كان يحق لهم المشاركة فيه يبلغ نحو عشرة ملايين ناخب تقريبا للإجابة عن سؤال هو: “هل تقبلون أم لا خطة الإنقاذ الجديدة التي تستلزم إجراءات تقشفية صارمة؟”.
هذا وأعلن قصر الإليزيه في باريس أن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل سيعقدان اجتماعا مساء يوم الاثنين في باريس لتقييم الآثار المترتبة على نتائج الاستفتاء في اليونان.
وكان رئيس الحكومة اليونانية ألكسيس تسيبراس قد أكد عقب إدلائه بصوته في أحد مراكز أثينا، على أهمية هذا الاستفتاء، قائلا إن انتصار الديمقراطية يفتح طريقا لهزيمة الخوف والتهديد.
وأضاف تسيبراس أن يوم الإثنين سيكون يوما جديدا لاستعادة الكرامة والتضامن مع أوروبا، وأن التصويت يبعث برسالة قوية حول إرادة الشعب اليوناني العيش بكرامة ومساواة مع سائر شعوب أوروبا.
أما وزير المالية اليوناني يانيس فاروفاكيس فوصف الاستفتاء بـ “لحظة الأمل المقدسة” التي ستعيد الأمل بأن العملة الموحدة والديمقراطية يمكنهما العيش معا”.
وكان فاروفاكيس قد وعد اليونانيين عشية التصويت بأنه سيتعين على الدائنين الأوروبيين أن يمنحوا أثينا فورا شروطا أفضل تشمل تخفيفا كبيرا للدين وإجراءات أقل تقشفا إذا صوتوا “بلا”، وكان وزراء في الاتحاد الأوروبي ومسؤولون وصفوا هذا التعهد بأنه وهم كبير ، بحسب قناة روسيا اليوم.
وفي تعليقه على النتائج الأولية للاستفتاء اليوناني قال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير في فيينا حيث يشارك في جولة المفاوضات بين السداسية وإيران: “يبدو أن النتيجة واضحة، وعلينا قبول الاستفتاء الذي شارك فيه الشعب اليوناني. أما تبعات هذا القرار فيجب أن ينظر فيها اليونانيون بأنفسهم قبل غيرهم”.
وخلال اتصال هاتفي جمع المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند اتفقا فيه على عقد قمة طارئة تجمع رؤساء دول وحكومات منطقة اليورو يوم الثلاثاء 7 تموز.
وأشار المتحدث باسم الحكومة الألمانية إلى أن ميركل وهولاند أجمعا على ضرورة احترام نتائج الاستفتاء الذي جرى في اليونان.
من جهته قال زيغمار غابريل نائب المستشارة الألمانية وزير الاقتصاد والطاقة إنه من الصعب في الوقت الحالي الحديث عن عقد مفاوضات بشأن برنامج مساعدات جديد ، وأضاف أن الحكومة اليونانية حطمت آخر الجسور التي كان من شأنها أن يصل بها الاتحاد مع اليونان إلى حلول وسط.
وأكد أنه من الصعب الحديث عن المفاوضات على برامج المليارات في حال رفض شروط اللعب في منطقة اليورو التي تمثلت بتصويت الأغلبية بـ”لا” لعروض المقرضين.
من جهته قال الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا إن قرار الشعب اليوناني يجب أن يحترم حتى لو أدى إلى أن تؤول الأمور إلى اتجاه غير معلوم، مؤكدا أن نتيجة التصويت لن تؤثر فقط على اليونان بل على جميع دول الاتحاد الأوروبي، الأمر الذي يتطلب من جميع الأطراف تحمل المسؤولية والتحلي بالحس السليم والرؤية الاستراتيجية.
وقال قسطنطين كوساتشوف رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد الروسي إنه في حال أكدت النتيجة النهائية للاستفتاء النتيجة الأولية فإن ذلك سيقوي من موقف اليونان في المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي.
وأضاف أن الاستفتاء لا يعمل على وقف هذه المفاوضات ولا تخريبها، مشيرا إلى أنها ستستمر لأن إفلاس اليونان ليس في مصلحتها ولا في مصلحة الاتحاد الأوروبي، “لكن لا التي صوت بها اليونانيون ستدفع المقرضين إلى إعادة تشكيل المقترحات لتقترب من رؤية الحكومة اليونانية”.[ads3]
الحل هو طرد اليونان وشعبها الكسول من الأتحاد الأوروبي ومنطقة اليورو