دراسة : 90% من الأطفال الرضع يستخدمون الـ ” آي باد ” مثل الكبار

في الوقت الذي يظهر فيه كبار السن صعوبة في التعامل مع التكنولوجيا الحديثة، خاصة نظام اللمس الذي تم تطبيقه على جميع الأجهزة الإلكترونية المستخدمة في الحياة اليومية. يظهر الأطفال قدرة عالية على استخدام هذه التكنولوجيا منذ جيل صغير جداً، فأصبح من الطبيعي رؤية طفل لم يتم العام الأول من حياته وهو يلعب في الجوالات الذكية.

وفي هذا السياق أجريت دراسة حديثة في جامعة “لوا” الأمريكية على أكثر من 200 من المقاطع المصورة المنشورة لأطفال على موقع يوتيوب وهم يحاولون استخدام التكنولوجيا الذكية. وقد كانت النتائج مذهلة للباحثين، فبحسب تحليل مضمون المقاطع المصورة تبيّن أن نصف الأطفال الرضع يستطيعون استخدام جهاز الكمبيوتر اللوحي “آيباد” حتى سنتهم الأولى، وأنهم يتقنون الاستخدام حتى بلوغهم عامهم الثاني.

وأوضح الباحث “بابلو أوركيد” من كلية علوم الحاسوب في جامعة “UI” الأمريكية للفنون الحرة، في حديث له خلال مؤتمر “CHI” للتفاعل الإنساني – الإلكتروني في الولايات المتحدة، قائلاً: إن “90% من الأطفال الذين هم دون السنتين أظهروا قدرات عالية في التحكم بالأجهزة اللوحية الذكية، كما أن 50% من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 12-17 شهراً أظهروا أيضاً قدرات متوسطة في استخدام التقنيات الذكية “.

وفي ورقة بحثية نشرت خلال المؤتمر قال الفريق المسؤول عن الدراسة: إن الهدف منها هو “فتح المجال لدراسة أعمق حول تطور قدرة الأطفال على استخدام الأجهزة الذكية”، تمهيداً لفحص تأثيرها لاحقاً. وذكر أن دراسات سابقة تحدثت عن تطور قدرة الأطفال على استخدام هذه الأجهزة لكن هذا هو البحث الأول الذي يتطرق لجيل الرضاعة ، طبقاً لما اوردت الخليج أونلاين.

وأضافت الدراسة أن إحدى الملاحظات التي ظهرت خلال التحليل، هو أن الأطفال في جيل 0-12 شهراً يستخدمون كلتا يديهم وجميع أصابعهم في أثناء اللعب في الجوال الذكي أو الجهاز اللوحي، وبعد عامهم الأول يتحولون لاستخدام يد واحدة وإصبع السبابة، تماماً مثل البالغين.

وكما هو معروف تختلف الآراء حول فائدة أو ضرر السماح للأطفال باستخدام الأجهزة الذكية، كما أن الأسئلة تطرح ما إذا كانت هذه الأجهزة تعد بديلاً لأساليب اللعب التقليدية عند الأطفال. وفي هذا السياق يميل المختصون للادعاء بأن ضرر الاعتياد على استقاء المعرفة أو الترفيه والتسلية من هذه الأجهزة يكمن في أن التفاعل فيها هو “إنساني – كمبيوتري” أي بين الإنسان والجهاز الجماد، وليس “إنسانياً – إنسانياً” كما في طرق اللعب التقليدية الجماعية.

من ناحية أخرى لا تعد هذه الأجهزة كما التلفاز، فعلى الرغم من أن المتحفظين على دور التلفاز بحياة الطفل اعترضوا أيضاً على دور الأجهزة الذكية، إلا أن كون الأخيرة تفاعلية يجعلها بعيدة عن المقارنة بالتلفاز الذي يحوّل المشاهد إلى مستقبل خامل فقط.

في هذا المقطع المصور يظهر طفل يبلغ السنتين من عمره وهو يستخدم الجهاز اللوحي دون صعوبات:

 

[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها