ألماني قاتل في سوريا : داعش خيرني بين القتال و الانتحار

“لم أكن أريد أن تكون لدي أي علاقة مع هؤلاء الذين يقطعون الرؤوس، ولكني أردت أن أقاتل”، جملة كررها الألماني الذي تعود أصوله إلى ألبان كوسوفو “نيزيت عليجا س.” عدة مرات أمام المحكمة الألمانية التي تحاكمه بتهمة الانضمام إلى “جماعة إرهابية” في سوريا. وحين تسأله القاضية الألمانية: “وكيف تصورت أن يكون ذلك ممكنا؟”، يرد بالقول: “أردت المشاركة في القتال ولكن دون أن أقتل. أردت أن أكون بطلا وأن أصبح معروفا وأن يكون لدي نساء كثيرات”.

هذه هي أحلام الشاب، ذي الاثنين والعشرين عاما، والذي يقف أمام محكمة في دوسلدورف للإدلاء بأقواله في الاتهام الموجه إليه أي “الانضمام إلى جماعة إرهابية”. يفترض أن يكون نيزيت س. قد انضم إلى تنظيم “الدولة الإسلامية” في سوريا المعروف باسم “داعش” في الفترة مابين 23 يوليو/ تموز إلى 16 أغسطس/ آب من العام الماضي وشارك عدة مرات في معارك “داعش” ضد نظام بشار الأسد وهو الأمر الذي تطلب أن يتلقى تدريبا على استخدام السلاح. إلا أنه يرفض هذه الاتهامات الموجهة إليه.

في وسط مدينة إيسن الألمانية تعرف الشاب الألماني الكوسوفي الأصل على حملة “اقرأ” التي يتم من خلالها توزيع القرآن في المدن الألمانية. نيزيت شاب عادي المظهر وعاني خلال فترة حياته المدرسية من المشاكل كالإدمان على شرب الكحول، كما صدرت بحقه عدة أحكام قضائية. لذلك ربما جاء هذا “التفسير المتطرف للإسلام” مواتيا له وكان بمثابة الحل الأمثل لكل هذه المشاكل التي مر بها. وحين التقى بأعضاء من حملة “اقرأ”، تأثر بهم، كما افتقد القدرة على تقدير الأمور. وبسفره إلى سوريا أراد بذلك أن يكون بطلا، كما يحكي الشاب متذكرا.

في مدينته مولهايم قام بشراء تذكرة طائرة إلى تركيا بلا عودة. وحين وصل إلى هناك، توجه هو و15 شخصا آخرين إلى سوريا. وقد جاءته الفكرة بناء على نصيحة من صديق تعرف عليه عبر موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”. هذا الصديق الذي تعود أصوله أيضا إلى ألبان كوسوفو، ولكنه تربي في النمسا، نصحه بالقدوم إلى سوريا حيث يعيش لأن”الحياة هناك جميلة”، كما يحكي نيزيت.

وخلال دردشتهما الإلكترونية تبادلا الصور والأفلام؛ وقد أعجب نيزيت بالطريقة التي يعيش بها المنضمون لصفوف “داعش” وكيف يتضامنون مع بعض. “يغنون ويأكلون ويسبحون سويا”، يقول نيزيت. وما أعجب به أيضا أن أصدقاءه كانوا يجدون الوقت الكافي للنوم وكذلك للتعمق في دارسة الشريعة. وهي أمور أثرت فيه لأن والديه لم يقضيا الوقت الكافي معه وكان يشعر بالوحدة. وعبر الدردشة بين الصديقين نمت ثقة متبادلة بينهما في غضون أسابيع قليلة.

نيزيت تمكن من الوصول إلى مدينة الباب السورية وبمجرد وصوله اصطدم بالواقع. “في اليوم الأول سئلت إذا كنت أريد المشاركة في المعارك أم أن أفجر نفسي كمنفذ لهجوم انتحاري”، يقول نيزيت الذي قرر أن يشارك في المعارك. إلا أنه أكتشف أنه يريد البقاء على قيد الحياة بأي شكل كان، بعد أن تعرض المعسكر الذي كان يعيش فيه إلى هجوم وشاهد دبابة تابعة للمقاتلين الأكراد تم تفجيرها ولطخت بدماء القتلى.

إذا كانت كلمات نيزيت صادقة وتعكس بالفعل تمسكه بالحياة فالسؤال هنا: ألم يدرك أن المعارك لا تخلو من الدماء والموتى، كما تسأله القاضية الألمانية المكلفة بالبت في قضيته. بيد أن المتهم لا يجد إجابة على هذا التساؤل.

وقد خصصت المحكمة تسع جلسات لقضية نيزيت. وقد يُحكم عليه بالسجن لمدة تصل إلى 10 سنوات. ومن خلال هذه المحاكمة يتمنى المدعي العام وجهات أمنية أخرى أن يحصلوا على معلومات وافية حول كيفية تمكن “داعش” من تجنيد أفرادها والطرق التي يتبعها التنظيم في هذا الخصوص.

ويرى المحققون أن نيزيت يعتبر “مقاتلا فرديا” وليس على اتصال بجماعة من الجماعات السلفية المتشددة. لكن إلى أي مدى هذا الأمر صحيح، هذا ما ستثبته الأيام القادمة. مع العلم أنه وبحسب كلامه أنه لم يزر معسكر التدريب في مدينة الرقة ولم يشارك في المعارك. أما بالنسبة للصورة التي التقطها مرتديا زيا عسكريا حاملا الكلاشنيكوف فهو يقول إنه أراد التفاخر وأنها مجرد صورة تذكارية. (إذاعة صوت ألمانيا)[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها

تعليق واحد

  1. كذاب أشر , قال يالله شقد مسكين ومغلوب على أمره , ابن الحرام لم يأتي الا من اجل النساء , الذين هم امهاتنا واخواتنا وبنات وطننا المنكوب ,بأذنه تعالى ارض الشام المباركة وأهلها وثوارها ستحرقكم انتم و كلبكم ابن عواد اللعين.